من نيامي إلى رادس3

من نيامي إلى رادس3

المغرب اليوم -

من نيامي إلى رادس3

بقلم : محمد طلال

تجربة كبيرة راكمتها طيلة السنوات الماضية، الحذر واليقظة أكبر العناوين التي تؤثثها، فالمباراة تُلعب بأول قدم داخل حافلة الفريق في اتجاه المطار للمغادرة، الخوف من التأخير، نسيان جواز أو رخصة لاعب، عدم التحاق أحد أعضاء البعثة، تلك تخوفاتنا وأخرى قبل كل إقلاع.

الوجهة الآن أبيدجان في شهر الغفران، يختلف رمضان وطقوسه كثيرا هناك عن المغرب، يعيش الايفواريون تحررا كبيرا في الدين والمعتقد، فالمسلم منهم صائم والسجادة في يده، وغير المسلم يحمل جهرا جعته في واضح النهار، لا تصادم ولا تطاحن ولا فتاوى تحلل وتحرم، احترام تام للحريات، ونحن كذلك احترمنا طوشاك وهو يقبل على تناول وجبة الغداء بشراهة بمطعم الفندق، وتفهم صومنا هو أيضا بأن خفف من حدة الحصص التدريبية، ونحن نجريها قبل الإفطار، تحت أشعة شمس أبيدجان الحارقة.

لم نتفاجئ للكم الهائل للجالية المغربية التي كانت تزورنا بالفندق، وحلّ باسكال وباكاري كوني، وحل معهم أول آذان للمغرب معلنا موعد الإفطار، أغدق علينا كل من جادت عليه أسرته بمؤونة رمضان، بين الشباكية ومأكولات أخرى، فالحصول على أكلة مغربية في الفندق، أصعب من البحث عن ثلاث نقاط بملعب "هوفويت بوانيي"، والحقيقة أن احتياطي السّمك المُعلّب الذي يكتنزه الدكتور علاء داخل غرفته، كان له وقعٌ كبير للعتق مما يُقدَّم عند موعد الإفطار.

السلك الدبلوماسي وهيئته كانوا طيبين إلى أبعد الحدود، معظمهم من عاشقي فريقنا، بل بينهم مسؤول حضر والده اجتماع بن جلون وكل الشرفاء المراحيم عند تسمية الوداد، وقصّة الزغرودة التي وثقت التأسيس الكريم في الثامن من مايو سنة 1937....

سألتُ عن مستودع ضخم بجوار الفندق، وعن طبيعة نشاطه إن كان صناعي أم تجاري، فكانت المفاجأة كبيرة بأنه مستودع خاص لحفظ الأموات، تجارته مربحة جدا، لكون الميسورين هناك يحتفظون فيه بموتاهم أكبر فترة ممكنة، منهم من يتجاوز السنة، تجسيدا لعادة قديمة، وهو ما يذر على صاحبه أموالا باهضة.

جاء يوم المباراة، نازلنا أول فريق في القارة اشتهر بأكاديمية للتكوين، طلبنا الفتوى من أهلها بالمغرب لكي يفطر النقاش ومن معه، رفض اللاعبون الطرح والفكرة جملة وتفصيلا، وأصروا على مواصلة الصيام، ولحسن حظنا وحظهم أننا هزمنا الأسيك هناك، وإلا لكان العتاب شديدا لنا جميعا من بعض المتفتحين الناظرين للدّين من زاوية يسره لا عسره، وللعدّة من أيام أُخر.

صفق لنا الإفواريون بحرارة بعد الانتصار، هنأنا رئيسهم، وتحدث لي وزير شبابهم بإسهاب وإعجاب عن المغرب والمغاربة، تحدث أيضا عن المسجد الكبير الذي تكلف الملك بتشييده بأبيدجان، بادلناهم التحية بمثلها، وغادرنا الملعب والبلاد، رفقة طاقم طائرة شاب، يهوى الوداد حُبّ الفؤاد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من نيامي إلى رادس3 من نيامي إلى رادس3



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 03:28 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يستقبل الرجاء الكوديم والوداد يواجه الفتح

GMT 03:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تواركة يعمق جراح شباب المحمدية

GMT 08:39 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

GMT 02:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تسعى لشراء قمح في ممارسة دولية

GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 00:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

دبي تعلن عن أكبر صفقة عقارية هذا العام بأكثر من 137 مليون دولار

GMT 15:58 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يسدد ديون الضمان الاجتماعي

GMT 06:55 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل بروتين لشعرك من "المواد الطبيعة"

GMT 01:31 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

آرون رامسديل يتعرض للانتقادات في آرسنال

GMT 20:41 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

غرف نوم باللون التركواز

GMT 03:47 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ثعلب وسنجاب بطلا أفضل صورة للحياة البرية لعام 2019

GMT 11:48 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

شخصيات في حياة أحمد زكي والعندليب

GMT 00:01 2013 الأحد ,09 حزيران / يونيو

فقمة القيثارة مخلوق غريب لايتوقف عن الأبتسام

GMT 12:14 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السعادة المؤجلة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib