يا آسفي علينا

يا آسفي علينا !!

المغرب اليوم -

يا آسفي علينا

بقلم: بدر الدين الإدريسي

مهما كان حجم الإبهار الذي طلع به إياب ديربي العرب بين الكبيرين الرجاء والوداد، فإنه بالقطع لا يمكن أن يلهينا أو يصرفنا عن الإنجاز الرائع الذي حققه أولمبيك آسفي بوصوله للدور ربع النهائي لكأس محمد السادس للأندية الأبطال، متخطيا حوتًا ضخمًا إسمه الترجي التونسي، الذي ما استصاغ أحد منا حتى اليوم الطريقة التي خطف بها كأس الأبطال الأفارقة من الوداد.

شاءت برمجة الإتحاد العربي لكرة القدم، أن تتداخل مباراة القرش المسفيوي أمام الترجي بجحيم رادس مع ديربي العرب، وقد أتعبنا ذلك في تعقب الممشى الرائع الذي سلكه أولمبيك آسفي لينجز المهمة المستحيلة أمام فريق انتفخت أوداجه وهو يعود بتعادل من آسفي جالب للغرور والخيلاء، ولنعترف أننا ما استهلكنا بشكل كبير ما حفل به مشهد ديربي العرب، ساعات قبل بدايته، بفضل المواكبة الإستثنائية والمرجعية في المهنية العالية لقناة أبوظبي الرياضية لهذا الديربي، إلا لأننا إما كنا متوجسين من انكسار عظم القرش بتونس، وإما لأننا كنا فاقدي الأمل في قدرة الأولمبيك على إسقاط «دولة الترجي» كما يسمي أبناء السويقة فريقهم ويبلغون في ذلك أحيانا أبعد نقطة في التطرف.
إطلاقا ما كان يجب أن نبيع جلد القرش المسفيوي ولا أن نقلل من حظوظه، برغم أنه فوت بآسفي فرصة الإجهاز على الترجي وقد أكمل مباراة الذهاب منقوصا من لاعب واحد.
كان لابد أن نستحضر مواجهة أولمبيك آسفي للرفاع البحريني في دور السدس عشر، لنقف على درجات الإصرار التي يصلها الفريق بإيعاز من مدربه الشاب محمد الكيسر، ولنزداد يقينا أن هذا الفريق حتى وإن أنهى جولة الذهاب متعادلا بميدانه، فإنه لن يعدم لا وسيلة ولا عزما، من أجل أن يلتقط التأهل من فم السبع.
أنا من شاهدت كل مباريات الرفاع البحريني في تمهيديات كأس محمد السادس للأندية الأبطال هنا بالمغرب، وقد حقق منها تأهله لدور السدس عشر بالعلامة الكاملة أي بالفوز على خصومه الثلاثة، وكان أولهم اتحاد طنجة، وشاهدته يخرج غانما من مباراة ذهاب السدس عشر، تعادلا يقوي أمله في التأهل، توجست كثيرا من مباراة الإياب، ولنقل أنني شككت في قدرة أولمبيك آسفي على كسب الرهان الصعب، إلا أن ما حدث والقرش المسفيوي يحقق الفوز والتأهل بالمنامة، كان تعبيرا حقيقيا عن الممكنات الجماعية لهذا الفريق، عن قوة اللحمة وأيضا عن صوت الكيسر المدوي في أعماقه، عن سيطرة فكر المدرب على كل التفاصيل.

أذكر أنني تواصلت مع محمد الكيسر الإطار التقني الشاب الذي لا يثير في مساره التدريبي شغبًا ولا جلبة أو صخبا، ولا ينثر كما الكثيرين غبارا في المشهد لجلب الأنظار إليه، وكان ذلك قبل مباراة الذهاب بآسفي، وسمعت منه ما هو خطاب العقل والتواضع الذي من دونه لن يرى أي مدرب ما هو أبعد من أنفه، كان الكيسر يدرك جيدًا حجم الفوارق بين فريقه وبين الترجي، بلغة التاريخ والأرقام والإمكانيات، إلا أنه احتمى بشيء واحد لكي لا ييأس، عدالة الملعب التي لا تظلم أي مجتهد ولا تحرمه أجر الإجتهاد من أجل هدم هوة الفوارق.

أذكر أنني ذكرته بمواجهته الرفاع البحريني بالمنامة، وقلت له، إجعل منها مرجعًا وتوكل، لذلك كل من شاهد أولمبيك آسفي كيف روض بطل إفريقيا لمرتين متتاليتين، وكيف سحب منه سحره وجنونه ونزع عنه رداء الفخامة، سيرى في ذلك كثيرا من ألق وبساطة وعمق محمد الكيسر الذي أتوقع إن شاء الله أن يكون من بناة كرة قدم مغربية واقعية ومنفتحة وقابلة للتطور، كرة قدم جذورها مغربية وهويتها مغربية ومضمونها مصاغ بلغة العصر.

ليعذرنا أولمبيك آسفي إن كنا قصرنا في حقه، ولم نلمع إعلاميًا بشكل كبير ملحمته الكروية التاريخية بتونس أمام الترجي، فعذرنا أن ديربي العرب أخذ منا الصبر والعقل وأصابنا بجنون يؤدي للغيبوبة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا آسفي علينا يا آسفي علينا



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

GMT 15:47 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ديربي الجنون وفضيحة إحطارين

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
المغرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
المغرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib