رواية الزوج والرجل الآخر معالجة نفسية لمرضى الشك
آخر تحديث GMT 20:51:40
المغرب اليوم -

رواية "الزوج والرجل الآخر" معالجة نفسية لمرضى الشك

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رواية

دمشق - سانا

"الزوج والرجل الآخر" رواية للكاتب محمد غازي عرابي مبنية على أساس المونولوج الداخلي للشخصيات وتظهر من خلالها مواقف الإنسان الحقيقي من العالم عبر معالجة حالة نفسية مهمة هي الشك الناجم عن الغيرة بين الزوجين. تحكي الرواية قصة زوجين عاديين يعيشان في ضواحي دمشق ويستقبلان في منزلهما عائلة أخت الزوجة ليكون هذا الحدث مزعزعاً لهناءتهما الأسرية حيث أن زوج الأخت القادم من السعودية يتمتع بشيء من الوسامة ويأتي اهتمام الزوجة سعاد به مثار شكوك الزوج ومفجرا لغيرته لتستمر الرواية وتفضح البشاعة القائمة وراء تلك الوسامة لكن اهتمام الزوجة سعاد بزوج اختها يستمر على حاله ما يزيد من التوتر في العلاقة بين الزوجين دون أن تكون هناك أي نهاية لهذه الغيرة أو أي حل لها. ويربط عرابي في روايته الصادرة عن دار البشائر وتقع في 387 صفحة بين الماضي والحاضر والمستقبل من خلال حديث بطل الرواية مع حرصه على توافق الحدث مع الفترة الزمنية التي وقع فيها تلافياً لخلل يمكن أن يحصل عندما تتحرك الشخصيات عبر الأزمنة والأمكنة ما مكن الكاتب من الالتزام بوحدة الموضوع وهو الركن المهم في الرواية. وتقدم الرواية الحدث من عدة زوايا وجوانب لإلقاء الضوء على ما هو مطلوب كشفه خلال السرد الروائي عبر صدور أحكام فردية وذاتية متنوعة تتميز بضرورة إصدارها من خلال العوامل النفسية والاجتماعية للشخصيات التي تبرز الحالة الاجتماعية الواقعية بخصوصيتها. وحرص الروائي عبر سير الأحداث على أن تكون هناك نظرات كثيرة حول الحدث الواحد وشرح وجهات النظر على أن تفعل كل شخصية ذلك ضمن ما يخصها دون أن يتدخل الروائي ويدافع عن أي شخصية ما أكسبه المقدرة على الحيادية خلال إمساكه بأطراف الحوار. وفي الرواية بدت البراعة واضحة في تحريك الشخصيات كما في تناول الموقف الذي حصل جانب جرمانا وطلبت الزوجة سعاد من رجل عابر أن يدلهم على الطريق المؤدية إلى المنزل الذي اشتراه أخوها لتسكن فيه أختها القادمة من السعودية. يريد الكاتب عرابي أن يعالج مشكلة الغيرة بخلق ظواهر تتميز بالعفوية والصدق وذلك من خلال إثبات وجود حالات إعجاب واحترام بين الرجل والمرأة دون انهيار الحدود الأخلاقية القائمة بينهما وهذا ما كان في الرواية حيث لم تكن هناك أي دلالة على وجود علاقة سيئة بين خالد زوج الأخت والزوجة سعاد. كما يعمد عرابي في روايته إلى تفجير حالة غضب عند الزوج وانعكاسها على وجه الزوجة بسبب تعاملها مع خالد زوج أختها وتصوير الحالة النفسية للزوج الغيور وللزوجة التي ينتابها الألم من جراء ذلك ثم يترك الكاتب مخرجاً للشخصية ويهدئ حالة الغضب فيبين الزوج علمه بأنه لا يوجد أي خطأ بالعلاقة وهو مجرد إعجاب إنساني وبرغم ذلك تنتابه الغيرة. ويحاول الروائي أن يأخذ دور المعالج النفسي الذي يجعل المريض يتحدث حتى يخرج عقدته من حيز اللاوعي إلى الوعي فيسجل بدقة وإخلاص ذبذبات نفس تعيش الشك مبينا أن الشك حالة يعيشها معظم الأزواج مهما كانت الثقة عظيمة بين الزوجين حيث يبقى لجرثوم الشك قدرة على اختراق حصن الثقة ومن الممكن أن تتطور فعاليته إلى حد الخطر وقد ينحصر نشاطه في حد معين ثم يقوى عليه وفاء الإنسان ودوافعه فيحبطه. ويسعى الكاتب لأن يؤكد ديمومة النفس وعدم حركتها أو صيرورتها عبر تحول ما لأن الفطرة قد لا يؤثر عليها الاكتساب ما دفع الروائي إلى انسياب سردي لم يصل إلى نهاية برغم تنوع الأحداث التي تشير إلى عدم توقف الحياة بل استمرارها والخلاص إلى ضرورة النقاء في التعامل لأن السييء مهما حاول أن يتظاهر بعكس ذلك فلن يتغير وهذا ما أثبته خلال شخصية خالد المتبدلة وخلال شخصية سعاد التي ظلت معجبة بخالد رغم أنه سييء.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية الزوج والرجل الآخر معالجة نفسية لمرضى الشك رواية الزوج والرجل الآخر معالجة نفسية لمرضى الشك



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 03:28 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يستقبل الرجاء الكوديم والوداد يواجه الفتح

GMT 03:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تواركة يعمق جراح شباب المحمدية

GMT 08:39 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

GMT 02:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تسعى لشراء قمح في ممارسة دولية

GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 00:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

دبي تعلن عن أكبر صفقة عقارية هذا العام بأكثر من 137 مليون دولار

GMT 15:58 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يسدد ديون الضمان الاجتماعي

GMT 06:55 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل بروتين لشعرك من "المواد الطبيعة"

GMT 01:31 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

آرون رامسديل يتعرض للانتقادات في آرسنال

GMT 20:41 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

غرف نوم باللون التركواز
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib