أوباما إذ يبقي أوراقه قريبة إلى صدره

أوباما إذ يبقي أوراقه قريبة إلى صدره!

المغرب اليوم -

أوباما إذ يبقي أوراقه قريبة إلى صدره

عريب الرنتاوي

هل نشهد بداية “غزل” أمريكي – سوري، أو أن من السابق لأوانه الجزم بالوجهة التي ستسلكها العلاقات بين البلدين، خصوصاً بعد الاختراق الذي حققه الجيش السوري، مدعوماً بغطاء جوي روسي كثيف، على محور تدمر، وما ترتب على ذلك من ردود أفعالٍ دولية مرحبة، صدرت عن جهات، لم يعهد عنها الترحيب بأي موقف أو فعل يصدر عن دمشق. رئيس الوفد السوري الى مفاوضات جنيف الدكتور بشار الجعفري، وهو من “حلقة القرار الضيقة” في دمشق، عبر عن استعداد بلاده للانخراط في تحالف عسكري مع الولايات المتحدة ضد “داعش” ... وموسكو عرضت خدماتها للقيام بدور الوسيط بين البلدين، الذين لا تعاون عسكرياً بينهما، أقله في مرحلة انتقالية، وعلى جبهتي دير الزور والرقة، اللتين أدرجتا الآن، في صدارة الأولويات العسكرية. لكن واشنطن لم تظهر حتى الآن، علنياً أو رسمياً، أي تغيير في موقفها من الرئيس السوري بشار الأسد ... كل ما يصدر بهذا الشأن، يأتي من موسكو ... الناطق باسم الخارجية الأمريكية وضع ترحيب بلاده باستعادة تدمر في خانة الحرص على التراث الإنساني ... وقبله كان مدير الاستخبارات الأمريكية، يعرض على موسكو “رحيل الأسد” بوصفه المدخل المناسب لحل الأزمة السورية سياسياً ... كافة الناطقين باسم الإدارة، يشددون على وجوب رحيل الرجل ... حتى الآن، لا جديد يذكر في الموقف الأمريكي. موسكو كشفت عن تقارب جديد في المواقف بين موسكو وواشنطن ... العاصمتان وفقاً لسيرغيريباكوف اتفقتا على تأجيل البحث في مصير الأسد، إلى مرحلة لاحقة ... قبل ذلك، كانت واشنطن تحديث مراراً وتكراراً عن “أولوية محاربة الإرهاب”، وتغاضت عن تغييب مصير الرئيس في بيانات فيينا وميونيخ وقرار مجلس الأمن 2254 ... ما حمل الكثيرين على الاعتقاد، بأن تغييراً جوهرياً قد طرأ على موقف واشنطن ... لكن التشخيص الأقرب للدقة للموقف الأمريكي، يفترض أنه يميل لاعتماد “الغموض البناء” حيال هذه المسألة الجوهرية، ربما بانتظار تطورات الميدان، والأكيد، لانتفاء الثقة بقدرة حلفاء واشنطن على القيام بالدور المطلوب في سوريا. المؤكد أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في هذه النقطة بالذات، يريد أن يبقي أوراقه قريبة إلى صدره، والأرجح أنه لا يفضل الكشف عنها الآن، بانتظار معرفة وجهة التطورات اللاحقة في الميدان السوري، ورصد التغييرات في حركة الأطراف ومواقفها ومواقعها ... مع أنه من اللافت للانتباه، أن تركيا “المتراجعة” لم تعد طرفاً في السجال الدائر حول مصير الأسد، في حين أن العاصمة الإقليمية الثانية، الأكثر حماسة لإزاحة الرئيس، سلماً أو حرباً، لم يعد وزير خارجيتها، عادل الجبير، يتحدث عن الموضوع، حتى أنه غاب عن السمع. يصعب الجزم أن كانت موسكو وواشنطن نجحتا في حسم الخلاف حول هذه القضية بالذات ... المرجح أنهما توافقتا على تأجيل خلافاتهما حولها إلى مرحلة لاحقة، أقل هذا ما تقوله موسكو ... لكن المواقف باتت تتقرر في ميدان الحرب على الإرهاب، ومن يحصل على “قصب السبق” في المعركة ضد “داعش”، لا شك ستكون له “اليد العليا” و”الكلمة الفصل” ... الأسد أدرك هذه المعادلة منذ البداية، وهو قرر خوض معركة تطهير بلاده من التنظيم الأكثر دموية، ووجد لدى حلفائه في كل من موسكو وطهران والضاحية الجنوبية، كل الدعم الذي يحتاجه، فيما معارضوه، مختلفون حول “جنس الملائكة”. والخلاصة أنه لا يمكن استبعاد أي خيار أو سيناريو بخصوص مستقل الرئيس السوري، وإن كانت فرصه في البقاء ستتعاظم مع كل إنجاز يحققه الجيش السوري في الميدان ... كما أن هذا الجيش، سيثبت إن ظل على إنجازاته الميدانية المتلاحقة، بأنه عصي على “الفك والتركيب” الذي تطالب به المعارضة، تحت شعار “إعادة بناء الجيش الوطني”، فليس من بين المعارضات المسلحة، باستثناء وحدات الحماية الكردية وقوات سوريا الديمقراطية، من تعمد بنيران الحرب على “داعش”، واستتباعاً، من هو جدير بأن يُفَك الجيش من أجله وأن يعاد تركيبه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوباما إذ يبقي أوراقه قريبة إلى صدره أوباما إذ يبقي أوراقه قريبة إلى صدره



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib