وفي اليوم الرابع للحظر هل عدنا لـ «المربع الأول»

وفي اليوم الرابع للحظر.. هل عدنا لـ «المربع الأول»؟

المغرب اليوم -

وفي اليوم الرابع للحظر هل عدنا لـ «المربع الأول»

بقلم _ عريب الرنتاوي

من المؤسف الإقرار بأن الرهان على وعي المواطن وانضباطه، لم يكن في محلّه ... صحيح أن البعض منّا، أبدى انضباطاً عالياً، لكن «الفئة» التي خرقت قواعد حظر التجول، ليست «قليلة» أبداً ... ما شهدناه من فيديوهات عن الاكتظاظ والتزاحم و»التضارب بالعصي والحجارة»، كان منظراً مؤسفاً حقاً ... وما تناهى إلى مسامعنا من أخبار عن عمليات تمرد واسعة على تعليمات قانون الدفاع، بالذات في الحارات المكتظة والأماكن المزدحمة، يشي بخلاف الأمل والتوقعات ... يبدو أننا بحاجة لتطوير آليات توزيع المواد الغذائية والدوائية، بل وربما في نظام «الحظر» ذاته.

رهان الدولة انعقد على فرضية صائبة مئة بالمئة: إن نحن انضبطنا لأسبوعين متتاليين، يمكن أن نحقق أعلى درجات السيطرة على الفيروس الوبائي ... وسنحتاج لفترات وجهود وموارد أكبر للسيطرة عليه، إن خفّ التزامنا، وغلبنا نزقنا وضيقنا على حاجتنا ومصلحتنا ... آمل ألا نصل إلى «السيناريو الأسوأ»، سيناريو فقدان السيطرة، وهو أمر لا يجوز تجاهله بحال، ولقد سبقتنا إليه دول أكثر منا قدرة وموارد وتطوراً.

من الواضح أننا نبتعد عن «السيناريو الأفضل»، وقد لا نصل إلى «السيناريو الأسوأ»، لكننا نضع البلاد والعباد في منزلة بين المنزلتين، سيزداد عدد المصابين والضحايا، وستطول فترة التعافي والتشافي من التهديد كلما ازددنا تهاوناً مع إجراءات الحظر والحجر، وكلما أبدت الحكومة تسامحاً في قمع المخالفات والمخالفين.

نفرح بقرارات تخفيف الاكتظاظ في السجون، والتوجه للإفراج عن أعداد أكبر منهم ... لكن السجون ستضيق بالوافدين الجدد، والازدحام سيعود مجدداً إلى سجوننا القديمة والجديدة، بفعل عبث العابثين واستهتار المستهترين ... هذا مشهد قبيح، لا يليق بالأردن والأردنيين، بعد أن قدموا أنموذجاً يحتذى في مواجهة «الجائحة» بأعلى درجات البذل والجاهزية.

لست أجد مبرراً لعشرات الأسئلة والملاحظات المفعمة بالشكوى والتذمر، لكأن لدى الحكومة عصا سحرية، تضرب بها فتُحَل كافة المشاكل ... من مشكلة إيصال الطعام والغذاء إلى معضلة إيصال الرواتب للبيوت، مروراً بإشكاليات توزيع الخبز وعمال المياومة... لا صبر عند الكثيرين منّا، وغالبيتنا تريد من الحكومة أن تقول للشيء كن فيكون ... هذا غير ممكن، وما قامت به الأجهزة الرسمية من مدنية وعسكرية وأمنية، وقطاع خاص، يعد قصة نجاح للأردن والأردنيين بكل المقاييس، فلنحافظ عليها.

أجلس على شرفة منزلي، وأرى المتطفلين والمتسكعين، يتجرؤون على كسر قرارات الحظر، يجوبون الشوارع جيئة وذهاباً لا لشيء إلا من باب الفضول ... أرى شباناً يستعرضون بسيارتهم ويرشدون جيرانهم إلى أقصر الطرق وأكثر الممرات «أمنا» وخلواً من الدوريات... لكأننا نريد أن نتحايل على الحكومة، أو أن نسجل هدفاً في مرماها ... أية عقلية هذه؟ ... مثل هذه النوعية من المواطنين، تجعل مهمة «المنضبطين» صعبة للغاية، فرب الأسرة لن يكون بمقدوره الاستمرار في ضبط أبنائه وبناته، وهم يرون أقرانهم، يتنقلون ويتحركون بحرية، فهم ضجرون وسئمون كذلك، وثمة «قدوة غير حسنة» تنتصب أمام أعينهم.

لا شك أن الوضع ليس مريحاً أبداً، فمن منا يريد الجلوس بين أربعة جدران ... قضيت عمري بأكمله، لم أطق البقاء في المنزل ساعة واحدة بعد موعد العمل المقرر، باستثناء أيام الجمع والعطل الرسمية التي انتظرها اليوم، كما كنت انتظرها تلميذاً في الابتدائية ... ولكن مع ذلك، ثمة الكثير مما يمكن عمله، وعلى نحو مفيد ... ليس لجعل الوضع مبهجاً، فالحجر والحظر مؤلم وشاق بكل معنى الكلمة، ولكن لترويض النفس على التحمّل، وتسهيل مرور هذه الأيام الثقيلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفي اليوم الرابع للحظر هل عدنا لـ «المربع الأول» وفي اليوم الرابع للحظر هل عدنا لـ «المربع الأول»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 12:24 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن استعادة جثة رهينة من غزة في عملية خاصة
المغرب اليوم - نتنياهو يعلن استعادة جثة رهينة من غزة في عملية خاصة

GMT 15:04 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

شبيه عادل إمام يظهر في مسرحية منة شلبي "شمس وقمر"
المغرب اليوم - شبيه عادل إمام يظهر في مسرحية منة شلبي

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط الإيراني يسجل أعلى مستوى أسعار للصين في 5 سنوات

GMT 08:54 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

البيتكوين تسجل مستوى غير مسبوق وتتجاوز مستويات 75 ألف دولار

GMT 00:35 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إيرادات مصر ترتفع 45% بالربع الأول من العام المالي

GMT 00:07 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أمريكا تمر بعجر تجاري يتسع بشكل حاد في سبتمبر

GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولار يرتفع وسط تقارير عن تقدم ترامب في انتخابات أميركا

GMT 21:20 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الارتفاع

GMT 23:55 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"وول ستريت" ترتفع مع إدلاء الناخبين الأميركيين بأصواتهم

GMT 08:25 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الذهب يهبط مع ترقب المستثمرين نتيجة الانتخابات الأميركية

GMT 05:44 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

صادرات الصين تقفز 12.7% ‏
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib