المخذولون في الأرض عن الترك والتخلي ونظرية المتغطي بأميركا عريان
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

"المخذولون في الأرض".. عن الترك والتخلي ونظرية "المتغطي بأميركا عريان"

المغرب اليوم -

المخذولون في الأرض عن الترك والتخلي ونظرية المتغطي بأميركا عريان

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

ثلاثة أصابتهم فوضى الانسحاب الأميركي "المهرول" من كابل بالصدمة والخذلان: (1) شركاء "الناتو" على الضفة الأخرى للأطلسي. (2) حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط والخليج من حكام وحكومات وحركات. (3) منظمات المجتمع المدني ونشطائها في العديد من دول المنطقة ومجتمعاتها. كيف ذلك، وهل يمكن جبر الضرر، وإعادة ترميم صورة الدور القيادي للولايات المتحدة؟من "الاعتمادية" إلى الاعتماد على الذات

الصدمة الأكبر كانت من نصيب دول الاتحاد الأوروبي، شركاء واشنطن في "الأطلسي" وحلفائها في الحرب الممتدة على أفغانستان منذ عقدين من الزمان، تصريحات قادتها أظهرت حجم الخيبة وثقل الإحساس بـ"الخذلان"، منهم من قال "كنا شركاء في الحرب ولم نكن كذلك عند الانسحاب"، آخرون عبروا عن الأسف لعدم قدرتهم حتى على الاعتراض على تمسك الرئيس بايدن بجدول زمنيضيق للغاية لإتمام الانسحاب، والجميع قرروا ترك "شرف" انسحاب آخر جندي من كابل من نصيب الجيش الأميركي، فهم لا يستطيعون البقاء ليوم واحد من دون الولايات المتحدة.

"مبدأ بايدن – Biden Doctrine" في السياسة الخارجية، الذي ينهض على فكرة "التعددية – Multilateralism"، بديلا عن "مبدأ ترامب" القائم على الانفراد والتفرد وتهميش الحلفاء وتجاهل الأصدقاء، تعرض لاختبار عميق في أفغانستان، وكانت نتيجته الفشل والاهتزاز، وفكرة بايدن عن ترميم العلاقة على ضفتي الأطلسي، منيت بنكسة كبيرة، وإدارته اليوم، باتت بحاجة لبذل جهود مضاعفة لكي تسترد ما فقدته من ثقة الحلفاء.

القارة العجوز، اكتشفت حجم الخطر والتحدي في "الاعتمادية" على الولايات المتحدة في سياساتها الأمنية والدفاعية، وسارع وزراء خارجيتها ودفاعها للاجتماع على عجل لاستخلاص الدرس الأفغاني وسد الفجوات في جدران القارة الدفاعية، ومن المقرر أن تكون قرارات كبرى بهذا الشأن، قد صدرت عنهم قبل نهاية العام الجاري.

الانتقال من "الاعتمادية" إلى الاعتماد على الذات، أمنيا ودفاعيا، كان منذ أزيد من عشرين عاما، هاجسا أوروبيا حاضرا على موائد البحث والتفاوض، ولقد كان للمملكة المتحدة العضو في الاتحاد حتى فترة قريبة، دورا في عرقلة أي جهد أوروبي ذي مغزى لإنشاء قوة أمنية ودفاعية، أو قوات تدخل سريع أوروبية، امتدادا لـ"نزوع  أطلسي" وضع بريطانيا الأوروبية في مكانة أقرب للولايات المتحدة منها إلى القارة العجوز، ويذكر كاتب هذه السطور، اشتراكه منذ عقدين تقريبا، في مؤتمرات وندوات أوروبية، بحثت الأمر وما يثيره من تحديات وما يوفره من فرص، لكن حديث أوروبا عن سياسة أمنية ودفاعية مستقلة، مدعومة بقوة أوروبية ضاربة، ذهب أدراج الرياح من قبل، وليس هناك ما يدفع للجزم بأن مصير المحاولة الجديدة سيكون أفضل من سابقاتها، مع أن "الصفعة" التي تلقتها حليفات واشنطن الأوروبيات، بالانفراد الأميركي بقرار الانسحاب ومواقيته الصارمة، تعطي المحاولة الجديدة، جدية أكبر، سيما بعد "بريكست".
"المتغطي بأميركا عريان"

عبارة منسوبة للرئيس المصري الراحل حسني مبارك، صديق الولايات المتحدة وحليفها كذلك، أوردها وزير خارجيته أحمد أبو الغيط، وتعود للعام 2005، أي قبل اندلاع ثورات الربيع العربي وانتفاضاته بستة أعوام، حيث ستكون إدارة أوباما أول من يدعو مبارك للتنحي تحت ضغط "ثورة يناير"، وهي اليوم تعكس لسان حال عدد من قادة دول المنطقة وحكوماتها، سيما أولئك الذين وضعوا أمن أنظمتهم وبلادهم، تحت مظلة واشنطن وحمايتها.

تعزز مشاعر الخوف من التخلي والخذلان التي تتسرب إلى دوائر صنع القرار في عدد من عواصم المنطقة، ميلها لتنويع علاقاتها الدولية ومصادر تسلحها، سيما بوجود أقطاب دولية ناشئة كالصين وروسيا، ومع تراجع قدرة الولايات المتحدة على الاحتفاظ بموقعها "المتفرد" في قيادة العالم، وإذا كان الاتفاق الدفاعي السعودي – الروسي الأخير ليس سوى "أول الغيث"، فإن من المتوقع لهذا "القطر أن ينهمر" في مستقبل قريب، لا على الرياض وحدها، بل وفوق عواصم أخرى كذلك.

مشاعر القلق من التخلي والخذلان، تظهر على نحو أوضح في شمالي سوريا والعراق، حيث تتواجد القوات والقواعد العسكرية الأميركية، دعما لإقليم كردستان في العراق و"روج آفا" في سوريا، سيما وأنه لم يعد يفصل هذه المناطق عن انسحاب "الوحدات القتالية" الأميركية من العراق سوى بضعة أشهر، وسط مخاوف كردية واضحة على مصير الوجود العسكري الأميركي الذي يقف وحده، سدا منيعا حتى الآن، في وجه أعداء متربصين، من تركيا وجيوشها ومرتزقتها، إلى إيران وميليشياتها، وصولا إلى دمشق التي ما زالت على قناعتها بأن عقارب الساعة يمكن أن تعود إلى الوراء، وأن جلب الكرد إلى "بيت الطاعة الأسدي"، ما زال أمرا ممكنا، وهو السبيل الوحيد لحل مشكلاتهم في سوريا.

الأعوان وتجربة في "السقوط الحر"
تخلي واشنطن عن غالبية أصدقائها وأعوانها في كابل، وتركهم "فريسة" لطالبان وخطابها وممارساتها "القروسطية"، كان بدوره حدثا صادما بكل المقاييس، فلم يبق مسؤول أوروبي واحد، إلا وعبر عن "الخيبة" من "سقوط الغرب الأخلاقي"، وفي واشنطن، ستظل صور وأشباح من ماتوا في مطار كابل برصاص القوات الأميركية أو تحت عجلات طائرات الإجلاء، أو بـ"السقوط الحر" للمتعلقين بأجنحة هذه الطائرات وذيولها ستظل هذه الصور والأشباح تطارد هذه الإدارة لسنوات وعقود قادمة، بل وستبقى شاهدا مروعا على التخلي والخذلان والأنانية، هنا أيضا يمكننا الحديث عن انهيار ركن ثان من أركان ما يمكن تسميته بـ"مبدأ بايدن" في السياسة الخارجية وأدواتها الناعمة: "الديمقراطية وحقوق الإنسان".

لقد مرت قضية "نشر الديمقراطية وتعميم حقوق الإنسان" في العالم، بسنوات أربع عجاف زمن إدارة الرئيس دونالد ترامب، وقبل أن يتاح للإدارة التي ستخلفها، الفرصة لجبر الضرر وترميم ما انكسر من صورة واشنطن كرائدة للديمقراطية في العالم، جاءت الصور والفيديوهات من مطار كابل، لتلحق ضررا جسيما بهذه الصورة وتلك الريادة، وسيكون لها أثرا قد لا يمحى، في أوساط منظمات المجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان ودعاة الديمقراطية في العالم بأسره، وبشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، وسيضاف ذلك إلى جملة الانتكاسات والتحديات التي ألحقت بمشاريع الإصلاح والتغيير في هذه المنطقة، مما قد يعمق "إعاقتها الديمقراطية" ويزيدها صعوبة وتعقيدا.

والخلاصة، أن مفاعيل "الهرولة" الأميركية للانسحاب غير المنظم من أفغانستان، ستكون له ارتداداته وتداعياته، منها ما ظهر مباشرة وبصورة فورية، ومنها ما يحتاج لسنوات – ربما – لكي يترك آثاره على سياسات ومواقف حلفاء واشنطن، وخصومها المتربصين كذلك، وبصرف النظر عن مآلات سياسة الاعتماد على الذات الأوروبية، أو سعي أنظمة وحركات حليفة لواشنطن لـ "تنويع" تحالفاتها ومصادر تسلحها وتشديد قبضاتها على دواخلها، بصرف النظر عن الكيفية التي ستسعى بها واشنطن لإعادة الاعتبار لصورتها ودورها في العالم، فإن  الأمر المؤكد أن مصائر مشاريع الإصلاح والتغيير في الشرق الأوسط الكبير، بل ومستقبل الديمقراطية في العالم بأسره، قد باتت محفوفة بمخاطر وعراقيل إضافية، وأن العشرية القادمة قد تشهد انتعاشا في أدوار قوى ومراكز إقليمية وعالمية، شمولية وديكتاتورية، وأنه سيكون لها بصماتها الناتئة في رسم ملامح نظام عالمي جديد.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخذولون في الأرض عن الترك والتخلي ونظرية المتغطي بأميركا عريان المخذولون في الأرض عن الترك والتخلي ونظرية المتغطي بأميركا عريان



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
المغرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib