كورونا وخطر الموجة الثانية

كورونا وخطر "الموجة الثانية"

المغرب اليوم -

كورونا وخطر الموجة الثانية

بقلم - عريب الرنتاوي

يحذر علماء وقادة دوليون من خطر "عودة كورونا في موجة ثانية"، يحدث هذا في دول تكاد تحكم سيطرتها على "الموجة الأولى" لاندلاع الوباء، وتتجه بتدرج متسارع، نحو استعادة حياتها الاقتصادية والاجتماعية والعودة لدائرة العمل والإنتاج ... أغلب الظن، أن مناخات الارتياح والطمأنينة التي تتولد عن إحكام السيطرة على "الموجة الأولى"، تدفع الدولة والمواطنين للاسترخاء والتراخي في اعتماد الإجراءات الوقائية والاحترازية، فيعود الفيروس للضرب بقوة والفتك بمزيد من الضحايا.
 
المنظمات الدولية، وفي مقدمها منظمة الصحة العالمية، لا تنفك تحذر من "خطر الموجة الثانية" للفيروس ... أندرو كومو حاكم نيويورك، الولاية المنكوبة بالوباء، والتي تصدرت الأرقام العالمية في حجم الانتشار وثقل الخسائر، لا يكف بدوره عن إشاعة الحذر، والتحذير من مغبة عودة منحنى الإصابات للارتفاع من جديد ... السلطات في الأردن، لا تكف بدورها عن تحذير الناس، لكن مظاهر "الاحتشاد" و"الازدحام" في الأيام الأخيرة، والتسارع في فتح القطاعات، تحت ضغط الحاجة الاقتصادية ودرءاً لجائحة اجتماعية، وربما استجابة لبعض الأصوات العالية، تملي علينا استحضار بعض المخاوف والنداءات العالمية، علّنا نتفادى السيناريو الأسوأ.
 
حتى الآن، يأخذ تطور الفيروس وانتشاره شكل حرف “U” معكوساً ... يصعد بالغاً الذروة، قبل أن يعاود الهبوط من جديد ... بعض العلماء، يقترح أن الفيروس يمكن أن يأخذ في انتشاره شكل حرف “M”، بمعنى أنه قد يصل إلى أكثر من ذروة واحدة، وربما يكون الفيروس في "موجته الثانية" أكثر فتكاً من موجته الأولى، ويعود ذلك لسببين اثنين: (1) أنه الفرصة ستكون متاحة له لاستحداث مزيد من الطفرات الجينية، وهو دائم التغير والتبدل جينياً كما يقول العلماء ... (2) أنه سيأخذ الناس وهم في ذروة الملل والسأم من الحجر المنزلي ومنع التجوال والتباعد الاجتماعي، والأهم من كل هذا وذاك، أنهم في أمس الحاجة للعمل والإنتاج والبحث عن معاشهم، بعد أن يكونوا قد أفرغوا جيوبهم في أشهر الحجر الأولى.
 
الدولة الأردنية، أدارت الجائحة في موجتها الأولى، بدرجة عالية من النجاح، بشهادة القاصي والداني على أية حال ... والدولة تسعى في إدارة ملف التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للجائحة بنجاح مماثل كذلك ... المعادلة دقيقة للغاية، والوصول إلى نقطة التوازن بين الاعتبارات الصحية والضرورات الحياتية ليس نزهة سهلة ... هنا تدخل عوامل عديدة على الخط، منها ما هو سياسي، ويدخل في إطار المناكفات والمزايدات والمناقصات، ومنها ما هو ضروري لتنظيم مجتمع، يأتي ربع انتاجه من قطاع غير منظم، وحوالي 45 بالمائة من العاملين فيه، يشتغلون في هذا القطاع.
 
باتخاذها إجراءات الحظر والعزل ومنع التجوال وإغلاق الدوائر والمصانع والجامعات، وإلزام الناس البقاء في منازلهم، بإمكان الحكومة أن تسجل نجاحاً باهراً في معركتها ضد الوباء وهذا ما حصل حتى الآن، ولكن مع خروج الملايين من الناس إلى أعمالهم سيصبح هؤلاء شركاء في إنجاز النجاح أو صنع الفشل ... التجربة محفوفة بكثير من دواعي القلق والتحسب، والتحذير من خطر موجة ثانية من الجائحة لا سمح الله، يبدو واجباً ملحاً، وقبل فوات الأوان... فالحذر الحذر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا وخطر الموجة الثانية كورونا وخطر الموجة الثانية



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 12:24 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن استعادة جثة رهينة من غزة في عملية خاصة
المغرب اليوم - نتنياهو يعلن استعادة جثة رهينة من غزة في عملية خاصة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:24 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

ياسمين خطاب تطلق مجموعة جديدة من الأزياء القديمة

GMT 16:53 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الرجاء البيضاوي" يهدد بالاستقالة من منصبه

GMT 00:35 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

أسعار ومواصفات هاتف أسوس الجديد ZenFone AR

GMT 01:34 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

باي الشوكولاطة الشهي

GMT 07:04 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

القطب الشمالي يعدّ من أروع الأماكن لزيارتها في الشتاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib