حروب الفصائل المتناسلة
ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلاً بدء تشغيل أول محطة صينية لمراقبة الغلاف الجوي في القارة القطبية الجنوبية وفاة الفنان المغربي القدير مصطفى الزعري بعد معاناة طويلة مع المرض وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم
أخر الأخبار

حروب الفصائل المتناسلة

المغرب اليوم -

حروب الفصائل المتناسلة

بقلم : عريب الرنتاوي

الحروب المتناسلة بين الفصائل المسلحة، لا تتوقف ولا تنتهي، ما ان تخرج من جولةٍ حتى تبدأ بأخرى، والضحية في كل الظروف والأحوال، هم المدنيون السوريون وتطلعاتهم وأشواقهم لمستقبل أفضل لبلدهم وأبنائهم وبناتهم.

ليست الخلافات الأيديولوجية والعقائدية وحدها هي المسؤولة عن “حروب الإخوة الأعداء” ... تعدد “المرجعيات الاستخبارية” وتكاثر أعداد “المشغلين” وتضارب أجنداتهم واختلاف أولوياتهم وتبدلها، هو الذي يقود غالباً إلى تكاثر الفصائل وتناسخها، واستتباعاً اتساع دائرة الحروب والصراعات فيما بينها.

أحدث هذه الجولات الدامية، ما يجري في ريفي حلب وإدلب، بين جبهة النصرة التي تحولت إلى جبهة فتح الشام، قبل أن تستقر على شكل “هيئة تحرير سوريا”، وحلفائها من الفصائل المنضوية تحت رايتها “الجهادية” من جهة، وبقية الفصائل المحسوبة على “الباب التركي العالي” من جهة ثانية، والذي ما أن بدأ استدارته الكبرى صوب موسكو، حتى بدأت خريطة الولاءات والتحالفات بالتبدل السريع والدرامي، المفضي إلى ما نشهده اليوم، من حروب موقعية طاحنة بين حلفاء الأمس.

شيئاً فشيئاً يكاد الفرز الرئيس بين الفصائل يأخذ طابعاً إخوانياً مدعوماً من تركيا، وسلفياً جهادياً، لم يعد يجد الكثير من الداعمين على مستوى الإقليم، بعد أن حمي وطيس الحرب على الإرهاب، وباتت النصرة عبئاً ثقيلاً على داعميها العرب والأتراك، بدل أن تكون ذخراً لهم في حروب الطوائف والمذاهب والمحاور التي انخرطوا فيها على امتداد الإقليم، ومن الرأس حتى أخمص القدمين.

أحرار الشام، المكونة من مزيج “إخواني الهوى” يناصر تركيا ويتبع استداراتها وتحولاتها، وفريق “سلفي جهادي”، لا تفصله عن النصرة سوى مسافة قصيرة للغاية (قفزة واحدة فقط)، وهو بطبعه وطبيعته ميّال للتحالف معها، ولم يبد حماسة لا لـ “درع الفرات” ولا لمسار “أستانا” ... الانشقاق الأخيرة في أحرار الشام، لم تكتمل فصوله بعد، وهو مرشح للتوسع والتشقق أكثر فأكثر كلما احتدم الصراع بين المدرستين والمرجعيتين، محلياً وإقليمياً.

لقد سقطت ورقة التوت عن عدد كبير من الفصائل التي جرى تسويقها بغلاف من “الاعتدال” ... اليوم، تعلن هذه الفصائل انخراطها مع النصرة في تنظيم واحد، وزعت قيادته بين النصرة والمنشقين عن احرار الشام، للنصرة عُقدت الراية العسكرية / الجهادية وأنيطت بـ “أبو محمد الجولاني”، أما الراية السياسية فكانت من نصيب شيخ الأحرار وقائدها السابق هاشم الشيخ (أبو جابر)، الذي سيدق المسمار الأخير في نعش الحركة التي لعبت أدواراً متزايدة على الساحة الشمالية والشمالية الغربية طول سنوات الأزمة السورية.

ولأن المنخرطين في حرب التصفيات الأخيرة بين الجماعات الجهادية، يمثلون الجسم الرئيس للفصائل الإسلامية المسلحة، فإن ثمة حالة من الوجوم والذهول تهيمن على رؤوس عدد واسع من أنصار هذه الفصائل، المعلنين والمضمرين، والذين طالما اجتهدوا في وصفها بفصائل “الثورة” و”المعارضة” و”الاعتدال” وغير ذلك، لذلك نراهم يطلقون صرخات الاستغاثة لتدارك ما يمكن تداركه، وقبل فوات الأوان.

مع أن أي مخلص للشعب السوري وحقه في تقرير مصيره واختيار نظامه بنفسه، وشق طريقه نحو الحرية والانعتاق، لا بد يردد دعاء” ضرب الظالمين بالظالمين” ... فهذه الفصائل لم تختطف الثورة السورية وتخرجها عن مسارها الصحيح فحسب، بل كانت رؤوس جسور لكل أجهزة الاستخبارات في العالم للتسلل إلى الداخل السوري، وكانت معاول هدم في بنية النسيج الاجتماعي السوري، وضربت وحدة الناس والمجتمع، وقدمت نماذج أسوأ في الحكم والإدارة والتسيير والتدبير، من تلك التي خبرها السوريون طوال سنوات ما بعد الاستقلال.

بوجود هكذا صنف من المعارضة المسلحة، سيشتاق السوريون حكماً لنظامهم القديم ... ومن يرى محمد علوش على طرف مائدة الأستانة، سيجتاحه الحنين إلى الدكتور بشار الجعفري ... فطينة علوش وجيش الإسلام، لا تختلف عن عجينة النصرة وأحرار الشام وجماعة زنكي وغيرها من الفصائل والصقور والجيوش والأولوية والكتائب والفيالق المتكاثرة كالنبت الشيطاني في التربة السورية.

حروب الإخوة الأعداء في الشمال السوري الغربي، تذكر بوضع أفغانستان عشية دخول طالبان إليها، متسللة من شقوق الصراعات الدامية بين مجاهدي “السي آي إيه” في تلك الأزمنة ... لكن مع فارق واحد، أن إعادة انتاج طالبان في سورية لا يبدو أمراً محتملاً، وعامل الوقت لا يلعب لصالحها، والمؤكد أن سياسة “الانتحار الذاتي الجماعي” التي تمارسها الفصائل ستُمكن الجيش السوري وحلفاؤه، من إنجاز المهمة بتكاليف أقل، وردود أفعال أكثر تفهماً.

المصدر : صحيفة الدستور

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حروب الفصائل المتناسلة حروب الفصائل المتناسلة



GMT 07:14 2021 الجمعة ,24 كانون الأول / ديسمبر

"العالم المتحضر" إذ يشتري البضاعة القديمة ذاتها

GMT 06:17 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

"فتح" و"حماس" ولبنان بينهما

GMT 06:13 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

GMT 06:18 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib