صفـقــة الغــاز مـن زاويـة أخــرى
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

صفـقــة الغــاز مـن زاويـة أخــرى

المغرب اليوم -

صفـقــة الغــاز مـن زاويـة أخــرى

بقلم : عريب الرنتاوي

سيجادل أنصار صفقة استجرار “الغاز الإسرائيلي” إلى الأردن، بأنها صفقة اقتصادية مربحة ومريحة، فالأردن سيحصل على الغاز بأسعار تفضيلية (لا نعرف إلى أي حد)، ومن مصادر قريبة (أقل من 100 كيلومتر)، وعبر أنابيب لا نعرف من سينشئها وكم ستكلف ومن سيدفع الكلفة، لتكون الخلاصة أن قطاع الطاقة في الأردن، سيشهد استقراراً نسبياً بعد أن عانى من الهجمات المتكررة على أنبوب الغاز المصري في سيناء، وبعد فترة من اضطراب أسعار الطاقة وارتفاعها، قبل أن تشهد هبوطاً استثنائياً في العامين الأخيرين.

اما خصوم الصفقة، فيتناولون المسألة من منظور سياسي مناهض للتطبيع ومقاوم له، والحقيقة أنه بعد انسداد أفق مختلف أشكال المقاومة، باتت المقاطعة ومحاربة التطبيع، السلاح الأمضى في أيدي الفلسطينيين ومن تبقى من العرب الذين ما زالوا يؤمنون بـ “مركزية القضية”، هنا تبدو المقاربة سياسية بامتياز، وهناك تبدو اقتصادية بامتياز، وكلتا القراءتين بحاجة لقراءة تدمج البعد السياسي بالاقتصادي، والتكتيكي الآني، بالاستراتيجي المستقبلي، لكي تكتمل الصورة ويتضح المشهد.

على الحكومة أن تصدر وثيقة حقائق، أو كتابا أبيض”، تشرح فيه لماذا اختارت المزود الإسرائيلي للحصول على الغاز، وما هي الأثمان التي كان سيتعين علينا دفعها لو استجررنا الغاز من مصادر أخرى ... الشفافية هنا، بالغة الأهمية، والحوار مع الرأي العام اليوم، وغداً من “نواب الأمة” ضروري لخلق توافق يدعم موقف الحكومة ويعزز الاستقرار ... أما اللجوء للتعتيم والتورية والتمويه، فمن شأنه أن يزيد الأمر تعقيداً، وأن يجعل مهمة الحكومة في إقناع شعبها بصوابية خيارها، عملاً شديد الصعوبة.

المعارضون للصفقة، والمعارضة عموماً، باتت بحاجة لتطوير أدواتها ... لا ينبغي الاكتفاء بالشعار السياسي، ويتعين على النشطاء حملة مقاومة التطبيع و”نفط العدو احتلال”، أن يدعموا موقفهم بقراءات مستقلة، حتى وإن اقتضى الأمر، الاستعانة بخبراء مختصين لمختلف الخيارات والبدائل، فمن شأن ذلك أن يعزز مواقع هؤلاء ومواقفهم في الجدل الوطني العام، وأن يؤسس لتجربة في العمل السياسي والحزبي الأردني، تقوم على الحقائق والمعطيات الصلبة، لا على الشعارات والعواطف وتسجيل المواقف، على أهميتها.

أهم ما يثير القلق في امر صفقة الغاز، أننا كمراقبين ومحللين سياسيين، نتوقع أن تسلك العلاقات الأردنية – الإسرائيلية في السنوات القادمة، طريقاً صعباً ومعقداً ... إسرائيل ماضية في التدمير المنهجي والمنظم لـ “حل الدولتين”، و”العاصمة الأبدية الموحدة” تخضع لأوسع حملات التهويد والأسرلة، والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، تبدو عرضة للانتهاكات والاعتداءات اليومية المنظمة، والرعاية الهاشمية للأقصى والمقدسات، تتعرض لأصعب اختباراتها، وقادمات الأيام حبلى بأسوأ السيناريوهات لا أحسنها.

هنا من حق النخبة والرأي العام أن يتساءلا: إذا كانت الحال ستسير على هذا المنوال، فما الذي يدفع حكوماتنا العديدة، لتكريس “الاعتمادية” الأردنية على الاحتلال في مشاريع ذات طبيعة استراتيجية كالطاقة والمياه (قناة البحرين)، وكيف ستكون قدرتنا على مواجهة التحديات والتهديدات الإسرائيلية، إن كنا على هذه الدرجة من التشابك والتداخل في المصالح ... وما الرسالة التي سنبعث بها لدولة الاحتلال والاستيطان والتهويد، ونحن نمضي هذه الاتفاقات ونمضي في طريق تطبيعي استراتيجي معها؟

مسار العلاقة مع إسرائيل في بعده السياسي ينبئ بشتى الاحتمالات وأخطرها على الإطلاق، خصوصاً على خطوط التماس حول الأقصى والمقدسات والرعاية ... فيما مسار العلاقة في بعده الاقتصادي، ينمو ويتعزز باستمرار، فهل ثمة عاقل يمكن أن يقبل نظرية “فصل المسارين” وتفادي تلازمهما .... وهل من مصلحة الأردن، دع عنك فلسطين وقضية شعبها المركزية، أن نذهب بعيداً في تكريس ارتباط اقتصادي استراتيجي، فيما نحن مقبلون على مواجهات سياسية ودبلوماسية حادة مع سياسات الأسرة والتهويد والتوسع والضم والاستيطان؟
مثل هذه الإشارات المتناقضة، تبقينا أمام واحد من استنتاجين: إما أننا نمارس العمل السياسي، واستتباعاً الاقتصادي، بنظام “المياومة”، وبحثاً عن حلول آنية لمشاكل استراتيجية ... وإما أننا بدأنا نجنح لخيار “التعامل مع الأمر الواقع الذي تفرضه إسرائيل على الأرض” ... إسرائيل فهمت الرسالة في ظني، وهي مطمئنة لاستمرار علاقاتنا الطبيعية أو فوق الطبيعية معها، في مختلف الظروف وأياً كانت التطورات الميدانية على الأرض، فلماذا تقلق ولماذا تحسب حسابنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفـقــة الغــاز مـن زاويـة أخــرى صفـقــة الغــاز مـن زاويـة أخــرى



GMT 07:14 2021 الجمعة ,24 كانون الأول / ديسمبر

"العالم المتحضر" إذ يشتري البضاعة القديمة ذاتها

GMT 06:17 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

"فتح" و"حماس" ولبنان بينهما

GMT 06:13 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

GMT 06:18 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib