دبي استثنائية أم وليدة الظروف
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

دبي.. استثنائية أم وليدة الظروف؟

المغرب اليوم -

دبي استثنائية أم وليدة الظروف

عبد الرحمن الراشد


نجاح هذه المدينة ثابت وليس محل تشكيك أو جدل، وهي لم تعد تجربة ولا مشروعا، بل كيانا مدنيا واقفا بذاته، ومن حق كل من شاء أن يكّونَ رأيه فيها.
الناس المعجبة أرجعت النجاح إلى أسباب مختلفة وأخطأت. من قال إن دبي أدركت أهمية المستثمرين العرب والأجانب، فشرعت لهم الأبواب، وهم من قاموا بالمهام الضخمة التي وضعت المدينة على الخريطة. ومع أن الاستثمار الأجنبي فاعل أساسي في مسار تنمية دبي، إلا أن هذا ليس صانع دبي، لأن الاستثمارات متوفرة في كل المنطقة من بحر بيروت إلى محيط المغرب، لكنها لم تصنع شيئا كبيرا كدبي. والحقيقة أن معظم مشاريع دبي الضخمة، من النخلة الأولى إلى منطقة وسط المدينة العملاقة، بما فيها المول العملاق وبرج خليفة، وكذلك شبه مدن صغيرة داخل دبي مثل المارينا، والواجهة البحرية السكنية، والمدينة الملاحية، وقرية الشحن، والمطار، وشركتي الطيران، ومنطقة جبل علي الصناعية، كلها مشاريع من تفكير وتخطيط مؤسسات حكومة دبي، وكان دور المستثمر الأجنبي فيها الاستفادة من الفرص المربحة له دائما.
وهناك من عزا النجاح للقطاع الخاص المحلي، وأن الحكومة مجرد إطار يقدم له خدمات الكهرباء والماء. هؤلاء ينسون أن حكومة دبي تملك معظم الشركات الكبرى، وقيادة القطاعين العام والخاص الفعلية واحدة، تحت شخص الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي. أيضا، لا ننسى عاملا مهما، وهو أن نظام دولة الإمارات نفسه الإداري من المرونة، وعدم المركزية، ترك لكل إمارة أسلوبها في المنهج والتنفيذ، واستمرت الحكومة الاتحادية تقدم الدعم لمعظم الخدمات الرئيسية لكل الإمارات دون أن تتدخل في كيفية إدارتها. لهذا تجربة دبي تصعب مقارنتها، أو تطبيقها كما هي في دول أخرى. ولأن مسؤوليات دبي الحكومية تدار باستقلالية، صارت مدينة الفرص الذهبية لطلاب النجاح، وكل من يملك فكرة عظيمة ويريد النجاح، مهما كانت جنسيته، صار معروفا أن دبي التربة الخصبة التي تنبت له ذهبا، فالبيئة مرنة ومشجعة، تسمح له بأن يجرب حظه ومهاراته.
في التفتيش عن السر، أحدهم قال لي جازما: سر نجاح دبي هو في القيادات الأجنبية، واستعداد حكومتها بتكليف غير المواطنين قيادة مشاريع الإمارة الكبيرة. وهذا ليس صحيحا. في دبي يوجد تعصب لتوطين التوظيف، وفي نفس الوقت تفتح الإمارة المجال للمبدعين والراغبين في مشاركتها من كل الجنسيات، وانفتاحها جزء من شخصية دبي العالمية، إلا أن معظم نجومها اللامعين هم إماراتيون، وأصبحت أسماؤهم معروفة عربيا ودوليا، مثل الشيخ أحمد بن سعيد، ومحمد القرقاوي، ومحمد العبار، وسلطان أحمد بن سليم، والفريق ضاحي خلفان، واللواء خميس المزينة، وحسين لوتاه، والمهندس مطر الطاير، وسامي القمزي، والمهندسة أمينة الرستماني، ومنى المري، وأحمد الشيخ، والقائمة طويلة. يعرف هذه الحقيقة من يتعاملون مباشرة مع الأجهزة والمؤسسات المختلفة، يرى إماراتيين وإماراتيات يديرون المرافق الناجحة، ومن دون مكابرة أو حساسية تتم الاستعانة بكفاءات وخبرات عالمية مختلفة.
وهناك من أشار إلى وجود قطاعات لم يفلح فيها أهل دبي، ضرب مثلا بالجامعة الأميركية، التي نجحت في الشارقة وبيروت والقاهرة، وأخفقت في دبي. قلت له: أولا، هذه المؤسسة لا تدار من قبل أهل دبي. وثانيا، ليست كل زوايا المدينة العملاقة مثل بعضها، وهناك مؤسسات تعليمية أخرى ناجحة، بسببها انتقلت عائلات بأكملها لدبي للاستفادة من خدمتها رغم غلاء أجورها ومعيشتها.
السر في نجاح دبي هو في قيادتها. حاكمها الشيخ محمد يعرف ماذا يريد، ويستحيل أن تتم هذه المشاريع المتعددة والمختلفة الإدارات دون أن تجتمع تحت قيادة شخصه، ويستحيل أن تستمر بنفس الروح والتطوير من دونه. ومن الواضح أنه يعطي رجال دبي ونساءها صلاحيات كاملة، وفي نفس الوقت يحاسبهم على النتيجة والوعود التي قطعوها. وهذا الوضوح في النهج الإداري ما ينقص الدول العربية حيث تتداخل الصلاحيات، وتضيع المسؤوليات، ولا توجد محاسبة، وهكذا تضيع الوعود ويتراكم الفشل. ومن المؤكد أن الشيخ محمد تحمل شخصيا الكثير من المخاطرة، فقد قاد دبي في ظروف صعبة ومنطقة خطرة، ومن حظ دبي أنها مرت بالأزمة الخطيرة لتثبت صلابتها، وفي تلك الأيام المروعة تسابقت الصحف العالمية تتعجل الأخبار بأن دبي تهاوت. وقال أحد كتّاب «الغارديان» عام 2009: «ستنال الرمال من دبي كما نالت الصحراء من مملكة رمسيس الثاني». المدينة وقفت في وجه الإعصار الخطير ونجت. وفي العقد ونصف دحرت التجربة أعذار الحكومات التي تبرر لنفسها الفشل، تارة بأن مؤامرات خارجية تعطل طموحاتها، وبعضها يتحجج بالفقر.. وللعلم مداخيل دبي من النفط لا تمثل سوى أربعة في المائة من مصاريفها، أقل بكثير من اليمن.
في تجربتها الكثير مما يستحق التأمل والتقدير، ليس بسبب ناطحات السحاب، أو شوارعها الفسيحة، أو شركاتها المربحة، بل في نموذجها الإداري الذي يمكن استنساخه في مشاريع المدن الحديثة، التي تعاني من الاختناقات الإدارية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دبي استثنائية أم وليدة الظروف دبي استثنائية أم وليدة الظروف



GMT 15:55 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 15:52 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 15:49 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 15:47 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 15:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 15:43 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 15:40 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

نقمة.. لا نعمة

GMT 15:34 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ابعد يا شيطان... ابعد يا شيطان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib