ترمب ومشروع تغيير المنطقة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

المغرب اليوم -

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

عبد الرحمن الراشد
بقلم - عبد الرحمن الراشد

واحدٌ من أكبرِ الأخطاءِ في التَّعاملِ مع الرئيسِ المنتخَبِ دونالد ترمب هو التَّقليلُ من قدراتِه، كونُه لا يتحدَّثُ لغةَ الأكاديميين، ولا يستخدمُ عباراتِ المحلّلين، ولا تُعرفُ عنه لباقةُ السياسيين ومداورتُهم، لا يجعلُه أقلَّ فهماً ودرايةً بالقضايَا المَطروحَة.

هزأَ منه خصومُه كثيراً سواء كانوا المحليينَ، ضمنَ المماحكاتِ الانتخابيةِ والحزبية، أو المعلقِينَ الأجانب لتشويهِ سمعتِه. ترمب ليسَ مثل بيل كلينتون خريجَ ييل، ولا مثلَ بايدن بخبرةِ خمسين عاماً في دهاليزِ الكونغرس وعالَمِ السياسة، إنَّما ما فعلَه في الأربعِ سنواتٍ التي حكمَ فيها الولاياتِ المتحدةَ كانَ أكثرَ نجاحاً في التَّعاطِي مع الأحداث. عندمَا هدَّدَ بإلغاءِ الاتفاقِ الشاملِ مع إيرانَ أو تحسينِه رفضُوا وقيلَ له إنَّه اتفاقٌ دوليٌّ لا يستطيعُ الانسحابَ منه. ألغاهُ بالكَاملِ وغيَّرَ مسارَ تاريخِ المِنطقة، وأنقذَها من أخطارِ ذلك الاتفاقِ السيئ.

قد لَا يكونُ ترمب مثقفاً مثل كيسنجر، ولا متواضعاً مثل كارتر، وكونُه جاءَ من السُّوقِ والاستثمارِ والعقار، يرجِّحُ كِفَتَّه في بلدٍ رأسماليّ كالولاياتِ المتحدة يقومُ على العملِ الجادِّ والتَّنافسِ من أجلِ الكسبِ والنجاح.

بَرهنَ ترمب على قدراتِه القياديةِ وكانَ أبرزَها نجاحُه في الانتخاباتِ الرئاسيةِ الأولى، وكرَّرها في الثانية، نجاحُه يعزى له شخصياً وليسَ لشركاتِ العلاقاتِ العامَّةِ أو لحزبِه الجمهوري. بخلافِ الحالِ مع معظمِ الرؤساءِ الأميركيين السَّابقين الذين يحظوْنَ بدعمِ أحزابهم وقادةِ حملاتِهم. انتصارُه في هذه الانتخاباتِ حدثٌ فريدٌ وهو شهادةٌ له على شعبيتِه وقدرتِه على التأثيرِ، ممَّا يجعلُه قادراً على التغيير، وقيادةِ بلدٍ كبيرٍ ومهمٍ مثل الولايات المتحدة، واتخاذِ قراراتٍ لا يجرؤ كثيرون على اتخاذِها.

سيخوضُ معاركَ داخليةً متعددةً كما وعدَ ناخبيه بالتغيير في ملفاتِ الهجرةِ والاقتصادِ والتعليم، وسيثيرُ الكثيرَ من الزوابع في سنواتِ حكمِه الأربع التي على وشكِ أن تبدأ.

ماذَا عن الشرق الأوسط؟ دعونا نستذكرْ ماذا فعلَ فورَ دخولِه البيتَ الأبيض رئيساً في عام 2017. قرَّر حينَها تخطّي البروتوكول، حيث كانت بريطانيا المحطةَ الأولى عرفاً، التي يبدأ منها كلُّ رئيسٍ أميركيّ جديدٍ رحلاتِه للعالم. ترمب قرَّر أن يبدأ من الرياض وليس لندن. وكانتِ السعوديةُ محطَّ هجومٍ عنيفٍ من سياسيينَ أميركيين، وسبقَ أن عَدّ سلفُه الرئيسُ أوباما العلاقةَ بالمملكة من ماضِي العلاقات الأميركية.

ترمب بدوره كانَ قد خاضَ انتخاباتِه وسطَ عواصفَ، وأُلصقت به تهمُ العنصريةِ ضد العربِ وضد المسلمين، وفاجأ الجميعَ بقبولِه دعوةَ السعوديةِ واختارها محطتَه الأولى. رحلتُه كانت رسالةً للسياسيين المعادينَ في واشنطن، ورسالةً لدولِ المنطقة. وسارتِ العلاقةُ في الأربعِ سنواتٍ كمَا أرادَها ترمب، وعندما خلفَه بايدن تراجعَ عن وعودِه وسارَ لاحقاً على طريق ترمب.

عندمَا يقولُ الرئيسُ المنتخب إنَّه قادرٌ على حلّ أزماتٍ خطيرة مثل أوكرانيا، وحربي غزةَ ولبنان، وغيرِها من القضايا التي وعدَ بالتعامل معها خلالَ حملتِه الانتخابية، نتوقَّعُ أنَّه يعنيها. لديه أغلبيةٌ في مجلسي الكونغرس، وقد باشرَ اتصالاتِه ولم ينتظر حتى يبدأ وظيفتَه رسمياً في العشرينَ من يناير (كانون الثاني) المقبل.

النقطةُ الأخيرةُ التي تستحقُّ الإشارة، هي: ليس كيفَ يرى ترمب العالمَ، بل كيف يرَى العالمُ ترمب. الصورةُ التي رُسِّختْ دولياً أنَّه ذو شخصيةٍ قوية، سريعُ التَّحرك، ويفعلُ ما يقول. هذه الصُّورةُ تجعلُ خصومَ الولاياتِ المتحدة يفكّرون مرتين قبل التَّورطِ معه في قضايا كبرى، وأكثرُهم سيفضّلُ إبرامَ اتفاقاتٍ وصفقاتٍ سياسيةٍ معه، ما دام أنَّه يملك الإرادةَ ولديه الأدواتُ مثل مجلسَيْ الكونغرس.

أعتقدُ أنَّه ينوي أن يغيِّرَ مِنطقةَ الشرقِ الأوسط، وسنشهدُ ذلك من خلالِ الاتفاقاتِ والعقوباتِ وليس عبرَ الحروب. فعلاً، كما يردّدُ، حَكمَ أربعَ سنواتٍ ولم يخضْ حرباً واحدة، لكنَّه كانَ صارماً في تطبيقِ العقوبات؛ لهذَا على المِنطقةِ أن تستعدَّ وتستوعبَ التَّغييراتِ المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترمب ومشروع تغيير المنطقة ترمب ومشروع تغيير المنطقة



GMT 19:50 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 19:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 19:46 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 19:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 19:39 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 19:33 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 19:30 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib