تدمير «الأونروا» بعد غزة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

تدمير «الأونروا» بعد غزة

المغرب اليوم -

تدمير «الأونروا» بعد غزة

عبد الرحمن الراشد
بقلم - عبد الرحمن الراشد

وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عمرها 74 عاماً، تأسَّست بعد أول حربٍ في فلسطين 1948، وهي إلى اليوم مسؤولة عن رعاية كل الفلسطينيين تقريباً الذين أُخرجوا من ديارهم واستمروا لاجئين. أي أنَّ هناك نحوَ 3 أجيال عاشوا، ولا يزال الأحياء منهم، تحت رعاية الأونروا. وهذا يجعلها أهم من الحكومة الفلسطينية.

ومن الطبيعي، مع علاقة الـ70 عاماً، أن تكونَ المنظمة الدولية جزءاً من حياتهم، وهم جزء منها، ولا يمكن أن نتخيَّلَ كيف كانت الحياة، أو ستكون من دونها. فعلياً الأونروا هي الحكومة المدنية للشعب الفلسطيني، بحكم حجم ارتباطها والتزاماتها وخدماتها.

هناك طرفان ضد الأونروا، الجانب الإسرائيلي يعدّها سبباً في صمود الفلسطينيين وبقائهم كمجتمع، وتمسكهم بهويتهم الفلسطينية. وطرف فلسطيني يعدّ الأونروا مخدراً دولياً نجح في احتواء الغضب وطوّع ملايين الفلسطينيين في مخيمات بائسةٍ هم أهلها، في كل صباح يستيقظون يعتمدون عليها في طعامهم ومدارس أولادهم، سواء كانوا في غزة أو سوريا أو لبنان أو الأردن. ولهذا السبب التخديري، تتولَّى أميركا دفعَ معظم الفاتورة السنوية.

الحقيقة أنَّ الأونروا هي نتيجة لوضع خاطئ، فتهجير أي شعب من أرضه لا يحسمه تأمين الطحين لـ70 سنة، تجارب الإغاثة طويلة الزمن، أيضاً، فشلت في مناطق النزاع الأخرى، مع أنَّ هدفها سامٍ رغم تشكيك المشككين على الطرفين. في باكستان نحو 150 مخيماً للاجئين الأفغان بنيت منذ الغزو السوفياتي لأفغانستان في الثمانينات، وتوسعت بعد الحرب الأفغانية الأهلية في التسعينات، وتضاعف سكانها بعد الغزو. الهجرات البشرية الكبيرة من ملايين اللاجئين التي تعبر إلى باكستان وإيران تستقر هناك ولا تعود. ولا يزال ملايين اللاجئين الأفغان يعيشون في مخيمات بائسة تتولى منظمات الأمم المتحدة رعايتها بتوفير الغذاء والدواء، مع أنَّ أفغانستان ليست مثل فلسطين، دولة موجودة، والخلاف هو مع النظام السياسي فيها.

تحديات مخيمات الفلسطينيين أصعب، حيث إنَّ سكان هذه المخيمات يصبحون عالة، ليس نتيجة محاصرتهم بأسوار فقط، بل أيضاً لأنَّ قوانين هذه البلدان تمنع توظيف الأهالي، وتحاول الحكومات المضيفة حماية المجتمع المحلي خارج أسوارها من المنافسة والتأثيرات السياسية من اللاجئين على مواطنيها. أعتقد أن سوريا هي الاستثناء، حيث إنه مسموح للاجئين من سكان المخيمات العمل مثل المواطنين.

معظم الدول المانحة تساند إسرائيل في انتقاداتها منظمة الأونروا، وتتهمها أنَّها تحولت في غزة إلى خدمة حركة «حماس»، ولهذا أوقف نحو 6 دول داعمة أموالها. السلطة الفلسطينية، رغم خلافها الحاد مع «حماس»، انتقدت فكرة الإيقاف الكامل، ومعاقبة الأونروا، وتقول حتى لو كانت الاتهامات التفصيلية صحيحة، فإنها لا تمثل إلا نسبة صغيرة من العاملين والمستفيدين، ولا ينبغي معاقبة الكل بجريرة البعض.

الحقيقة أنَّه لا يمكن وقف الأونروا، ولا إيقاف الدعم عنها، لأنَّ ذلك عملياً سيتسبب في مأساة كبيرة إلا بعد وضع نظام إغاثي بديل أو تعديل النموذج الإغاثي الحالي. فقد سبق طرح اقتراحات، من بينها إيجاد الوظائف والأعمال بدلاً من تقديم الأرز والدقيق. جعْل ملايين اللاجئين محبوسين في مخيمات ومدن متهالكة الخدمات في انتظار الفرج منذ عام 1948 لم يعد مقبولاً، ولا يمكن استمراره. الحل في توطين الفلسطينيين ومساعدتهم على الحصول على حياة كريمة، وهو المسار الطبيعي، وهذا لن يلغي القضية الفلسطينية، كما أنَّ التوطين لا يعدّ هنا منح الجنسية أو السماح بالمشاركة السياسية، بل العيش الكريم بأبسط صوره. الحجْر عليهم في مدن الصفيح والمخيمات لم يحرر الأراضي المحتلة، ولم ينهِ المأساة السياسية والإنسانية، بل عمّقها. الجميع خاسر في سجون المخيمات الحالية في الدول المضيفة، وكذلك في غزة، واللاجئون أيضاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدمير «الأونروا» بعد غزة تدمير «الأونروا» بعد غزة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib