«كورونا» امتحان عالمي وشخصي

«كورونا» امتحان عالمي وشخصي

المغرب اليوم -

«كورونا» امتحان عالمي وشخصي

بقلم -عبد الرحمن الراشد

عادة، المصائب قضية الآخرين، مع شيء من التعاطف، أو اللامبالاة. كورونا COVID - 19 وباء مختلف، مع أنه ليس أخطر الأوبئة ولا أبشعها. مخيف بسبب غموضه، وسرعة انتشاره وانتشار أخباره المفزعة، ولأنه يساوي في تهديده بين القارات، والطبقات الاجتماعية، والمدن والأرياف، والأغنياء والفقراء.
لا بد أن ينتهي وتنجلي الغمة عن العالم في يوم ما، متى؟ لا ندري، ربما قبل الصيف أو حتى شتاء العام المقبل، أو يدوم.
في لحظة الحقيقة اكتشف العالم كم هو في حاجة لبعضه، رغم خلاف الصينيين والأميركيين وتبادل اللوم بينهم، ورغم العداء مع نظام إيران وأتباعه، ورغم كثرة الثارات في هذا الكوكب، أصبح الوباء العدو الجامع الذي وحد العالم، ولو مؤقتاً. العدو الجديد انتقل من ووهان إلى كل مكان. وربما بدأ في بلد قبل الصين، لكن لا يهم أصله بقدر ما يهم العالم التغلب عليه، والعودة إلى الحياة «الطبيعية»، أو ما كنا نعتبرها طبيعية، قبل مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي.
وككل الحروب، لـ«كورونا» ضحايا وقرابين، وعسى أن يتعلم العالم درساً مختلفاً هذه المرة، ليست الدروس المتوقعة بإنهاء الخلافات والنزاعات المسلحة البشرية، بل التعاون في سبيل سلامة الأرض والبشرية، همومنا المشتركة.
لنتذكر أن هناك أمراضا لا أحد يهتم بعلاجها، فالملاريا ملازمة للمجتمعات الفقيرة في العالم، ولم يكن لها علاج لأنها لا تعني شيئا لشركات التأمين الطبية، ولا يطير البعوض الناقل لها لما وراء البحار البعيدة.
الحقيقة أكبر من ذلك، «هناك عشرة آلاف مرض، ولدينا خمسمائة دواء فقط»، هذا ما قاله عضو الكونغرس الأميركي، كيفن مكارثي قبل نحو ست سنوات، حتى إن أحدهم استكثر الرقم وظنه مبالغة، ليجد بعد البحث أن الرقم الدقيق هو 9235 مرضاً بلا علاج بعد، كل واحد منها قد يصيب ستة أشخاص بين كل عشرة آلاف.
علاجياً، تبدو الأمور بطيئة لكن الإنجازات البشرية هائلة قياساً على ما كانت عليه في كل تاريخ الإنسان. الجينوم البشري، الخريطة الجينية، أو «كتالوج» الإنسان وكتاب حياته، بدأ العمل فيه منذ عام 1990 وتم توثيقه بعد عقد، في مطلع الألفية، مع هذا لا تزال مساعي استنتاج الأمراض وعلاجاتها في بداياتها.
البارحة وصلتني نتائج فحص «كورونا»، أخذته طوعاً بعد رحلة طويلة تشعرك بالشك. بعد يومين من أطول أيام السنة، جاءت النتيجة... سلبية. نتيجة الفحص هذه مجرد حالة رضا نفسية، لأنه لا يوجد علاج، ولا تقي من الإصابة بعد براءة النتيجة، ولا تعفي من مسؤولية الاعتزال. الفحص وقاية للمجتمع من الفرد. ولو كان الفحص متاحاً للجميع لأمكن اكتشاف كل المصابين وعزلهم، بدلاً من حجر خمسة مليارات إنسان خلال الأشهر المقبلة، والقضاء عليه. نتمنى السلامة للجميع وللمرضى بالشفاء، وللغمة أن تزول.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» امتحان عالمي وشخصي «كورونا» امتحان عالمي وشخصي



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib