الانحياز في صراع القطبين
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الانحياز في صراع القطبين

المغرب اليوم -

الانحياز في صراع القطبين

عبد الرحمن الراشد
بقلم : عبد الرحمن الراشد

الحرب في كل من سوريا وليبيا امتدت إلى نحو اثني عشر عاماً، ومع هذا ظلت محصورة داخل حدود البلدين، في حين أن حرب أوكرانيا وروسيا، التي يراها البعض بعيدتين، مسافة وتأثيراً، في الواقع، تؤثر علينا أكثر مما تفعله صراعات منطقتنا. أوكرانيا أزمة في بداياتها، وقد تمتد لسنوات وتتوسع جغرافياً، مع ازدياد تعقيدات الخلاف بين الدول الكبرى المتورطة فيها.
هذه الحرب دفعت أسعار برميل البترول من أربعين إلى فوق المائة دولار، وضاعفت فاتورة الغاز نحو ثلاث مرات، وتهدد بانقطاع الخبز عن نصف سكان العالم. سياسياً، الحرب أسهمت في إعادة الحسابات الدولية وتغييرها، في انقلاب الموقف الأميركي ضد إيران والتراجع عن الاتفاق النووي، وعودة واشنطن إلى المصدر النفطي الأكبر، السعودية.
بسبب أوكرانيا، تنسحب القوات الروسية من سوريا، التي قد تتحول بعدها إلى مزرعة إيرانية، وما قد يعنيه ذلك من سياسات إقليمية دفاعية جديدة عربية - إسرائيلية. أزمة أوكرانيا جددت دور الأسلحة الكيماوية والجرثومية، وفتحت النقاش حول حدود واستخدامات القنابل النووية.
هذه تداعيات حرب المحورين الغربي والروسي على الأرض الأوكرانية، والأزمة في تصاعد. رياح الحرب هبت على المنطقة رغم بُعد المسافة. رفعت أسعار البترول وزادت المداخيل القومية لبعض دول المنطقة، وضاعفت الديون على البعض الآخر.
ويبقى التأثير الأكبر على أوروبا، ساحة الحرب، فهي تمر بمرحلة غير مسبوقة اضطرتها إلى إعادة النظر في السياسات الدفاعية والعلاقات الاستراتيجية. المستشار الألماني، أولاف شولتس، يقول إن الاجتياح الروسي، جعل برلين تعيد التفكير في أمنها القومي، و«أن نمضي قدماً لنخرج من التبعية الروسية في مجال الطاقة»، وبلاده الآن تؤيد دخول دول البلطيق حلف الناتو. التبدل في موقف برلين لم يكن في الحسبان إلى فبراير (شباط) مطلع هذا العام، التي كانت ترى، منذ انهيار جدار برلين ونظام ألمانيا الشرقية الشيوعي، قبل ثلاثين عاماً، أنها نهاية الخوف من موسكو.
كان الألمان أكثر تمسكاً بفكرة التصالح مع روسيا، والمراهنة على العلاقات الاقتصادية، لضمان أمن أوروبا، بخلاف الولايات المتحدة التي تعتبر روسيا خطراً لم يتغير، رغم غروب شمس النظام الشيوعي وطموحاته التوسعية. وهناك صورة ناطقة للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، يحيط به القادة الأوروبيون، بينهم الزعيمة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، يلحون عليه خلال التشاور حول دور حلف الناتو. كان الأميركيون يحذرون ألمانيا، والاتحاد الأوروبي عموماً، من خط الغاز الثاني الروسي، وأن الاعتماد عليه سيعرضهم وأوروبا وحلف الناتو للخطر.
النبوءة الأميركية، تحققت على أرض الواقع، وأوقفت روسيا غازها قبل اجتياح أوكرانيا، وأصبحت صادرات الغاز الروسي ضمن أدوات الحرب الأساسية. فأوروبا مكرهة، تمول بشرائها الغاز عمليات الحرب الروسية في أوكرانيا.
علينا أن نضع في حسباننا طبيعة الأزمة، هذا صراع بين قطبين دوليين، وكل ما نراه يوحي بأنه سيطول وسيصبح أكثر عمقاً. الطرفان، الناتو والروس، كل منهما مصر على عدم التراجع، وموسكو زادت هذا الأسبوع من إصرارها معلنة أن الحرب ستستمر حتى تتحقق أهدافها التي تعدّها ضرورية لأمنها، الذي يعني أنها أزمة سنوات.
الجانبان يمارسان ضغوطاً هائلة على دول المنطقة لتبني مواقف واضحة في انحيازها، الأمر الذي ستكون له تكلفة سياسية واقتصادية وأمنية عالية، بغض النظر في أي جانب مالت إليه كل دولة. هذه الحال في مرحلة الحرب الباردة عندما كانت تُحتسب المواقف، وتُعاقب الدول على علاقاتها مع الطرف الآخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانحياز في صراع القطبين الانحياز في صراع القطبين



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib