ملفات ترمب مواجهة روسيا

ملفات ترمب: مواجهة روسيا

المغرب اليوم -

ملفات ترمب مواجهة روسيا

بقلم : عبد الرحمن الراشد

هذا ملف بالغ الأهمية ليس للغربيين فقط٬ بل لنا أي ًضا٬ ليس فقط لأن روسيا حليف نشط لإيران٬ وشريك أساسي في الحرب في سوريا٬ بل لأن ترتيبات العلاقات الدولية بين الدولتين العظميين في مناطق متعددة. والتوقعات المتفائلة بعصر جديد يعد بمزيد من التعاون بين موسكو وواشنطن٬ نتيجتها قد تفاجئنا بعكس مرهونة بما سيحدث لاحقً
ذلك٬ وتنتهي العلاقات الجيدة بينهما التي ميزت عهد أوباما طوال سنواته الثماني.

الرئيس المنتخب دونالد ترمب أثنى على الزعيم الروسي فلاديمير بوتين٬ وردد قوله بأنه سيستطيع تحسين العلاقة معه. إنما لم أسمع رأًيا متخص ًصا بأن الولايات المتحدة تحت إدارة الجمهوريين٬ في البيت الأبيض ومجلسي الكونغرس يؤيد هذا القول. هناك كثير من المشكلات التي تغلي٬ مثل تنامي النزاع في أوكرانيا٬ والخلاف على حدود ونفوذ حلف الناتو٬ وتهديد مصالح أوروبا. بين الجمهوريين من يلوم إدارة أوباما لأنها لم تقف في وجه تمدد الروس٬ والعودة لمناطق نفوذهم القديمة أيام الحرب الباردة.

شخصية ترمب القوية٬ واتهامه المتكرر لسياسة إدارة أوباما بأنها ضعيفة٬ نتوقع أنها تعكس رؤيته الحقيقية٬ التي ستقود إلى توتر بين الدولتين العظميين٬ ما لم تتراجع موسكو عن سياستها في القرم وأوروبا الشرقية. والجميع في انتظار إعلان ترمب عن طاقم مطبخه٬ ويرجح أن يختار وزير خارجيته من الصقور٬ ليؤكد أن «أميركا ترمب» غير «أميركا أوباما».

ما الذي يهمنا في ملف علاقات موسكو وواشنطن؟ مثلت نهاية الحرب الباردة٬ في مطلع التسعينات٬ نهاية خريطة التحالفات في منطقة الشرق الأوسط كما عرفها العالم لنصف قرن تقريًبا٬ وغلبت على الفترة التالية سياستان أميركيتان متناقضتان؛ هجومية٬ مثل غزو العراق خلال رئاسة جورج دبليو بوش٬ وانكفائية في عهد أوباما. وقد وجه عدد من الجمهوريين انتقاداتهم للإدارة الحالية لأنها أنهت الوجود العسكري الأميركي تما ًما في العراق٬ مخالفة سياسة بوش التي أعلنت عن سحب معظم القوات٬ مع ترك ما يكفي لمنع وجود فراغ يتسبب في تسلل قوى أخرى إلى هيمنة إيران وظهور تنظيم داعش.

هذه الدولة المهمة استراتيجًيا٬ وهو ما حدث لاحقً الفصل الآخر في هذا الملف٬ طموحات إيران النووية٬ والعلاقة الاستراتيجية الأميركية مع إسرائيل٬ ومصالح واشنطن في منطقة الخليج البترولية. بعد انكشاف سر التفاوض مع طهران٬ أصبحت إسرائيل المعارض الأول والنشط ضد التفاوض والاتفاق. ومع أن أوباما حصل على موافقة الكونغرس على الاتفاق٬ وهزم اللوبي الموالي لإسرائيل مستخدًما كل الضغوط التي توفرت له٬ إلا أن المعارضة لا تزال قوية وتتوعد بتعطيل الاتفاق في الموسم السياسي الجديد.

ا مهًما في المقابل٬ فقد سارعت لطمأنة الروس إلى أن اتفاقها النووي لن يخ ّل بعلاقتها المميزة معهم٬ ثم أكدت تحالفها من خلال الصفقات والعمليات إيران لم تع ِط أوباما شيئً
العسكرية المشتركة مع روسيا٬ وهذا٬ على الأرجح٬ سيعيد تلوين خريطة تحالفات الشرق الأوسط مقسمة بين الروس والغرب.

وقد يؤدي صعود ترمب٬ مع إصرار بوتين على مواقفه٬ إلى عودة روح الحرب الباردة وليس الحرب نفسها. فهل هذا الوضع المحتمل في صالحنا ومنطقتنا؟ من ناحية؛ هناك أثر سلبي٬ لأن التوتر والقلاقل ستزداد٬ ومن ناحية أخرى يمكن تفعيل الاتفاقات الدفاعية المشتركة الخليجية ­ الأميركية٬ والاستماع لاعتراضات إسرائيل ضد «حزب الله» التي ستضع حًدا للتمدد الإيراني في منطقتنا.

لا شك في أن وصول ترمب للبيت الأبيض حدث مهم سيترك بصماته في العالم٬ ومن بينه منطقتنا. هناك كثير من القضايا التي تركت معلقة خلال فترة أوباما٬ والتي سترتبط ا على التعاون أو التنافس. وليس علينا أن نتوقع الكثير في النصف الأول من العام الأول لرئاسة ترمب٬ خصوصا في بتفسير العلاقة مع الكرملين٬ وبقدرة الرئيسين لاحقً
 فهل ستكون إيران٬ قبل ذلك الحين٬ قادرة على حسم كل المعارك لصالحها؟ أم إن مناطق النزاع الكبرى مثل سوريا والعراق٬ لأن سياسة إدارته ستتبلور بشكل أوضح لاحقً معسكر الدول العربية الذي يواجه إيران اليوم ينجح في تعطيل تقدمها على الأرض فترة كافية٬ وأنه يمكن إعادة إيران إلى الصندوق الذي سبق أن أغلق عليها في سياسة الاحتواء الغربية؟ أم هل تبدل إيران سلوكها استجابة للتطورات الدولية الجديدة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملفات ترمب مواجهة روسيا ملفات ترمب مواجهة روسيا



GMT 06:06 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل لا تنوي التوقف

GMT 18:44 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تخريب مشروع إنقاذ لبنان

GMT 07:06 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الصراع الإيراني الإسرائيلي المباشر

GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

GMT 20:21 2024 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الحرب التالية... إسرائيل وإيران

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:24 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

ياسمين خطاب تطلق مجموعة جديدة من الأزياء القديمة

GMT 16:53 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الرجاء البيضاوي" يهدد بالاستقالة من منصبه

GMT 00:35 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

أسعار ومواصفات هاتف أسوس الجديد ZenFone AR

GMT 01:34 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

باي الشوكولاطة الشهي

GMT 07:04 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

القطب الشمالي يعدّ من أروع الأماكن لزيارتها في الشتاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib