«من أجل حفنة من الدولارات»
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

«من أجل حفنة من الدولارات»

المغرب اليوم -

«من أجل حفنة من الدولارات»

بقلم - عبد الرحمن الراشد

هذا عنوان فيلم انطبع في ذاكرتي لسبب بسيط، شاهدته في إحدى دور السينما في الرياض قبل أربعين عاماً! شاهدته قبل أن تصبح السينما ممنوعة وتغلق أبوابها، وتغلق معها حياة اجتماعية كاملة في أعقاب ثورة إيران في عام 1979.
قبلها بعام، كنت قد سافرت للدراسة في الولايات المتحدة، كنت من الفرقة الناجية، فلم تؤثر التغييرات عليّ شخصياً، لكنها غيرت جيلاً من بعدي.
كانت الرياض مدينة صغيرة، مقارنة بما هي عليه اليوم. كان سكانها لا يتجاوز عددهم نصف المليون نسمة، وفيها ثلاث دور سينما في أندية رياضية. كانت تقدم الشاي والمشروبات الغازية، مع ساندويتشات الجبنة. كانت منظمة، تذاكر على الباب، وبوسترات الأفلام ملصقة على الجدران الداخلية، وأكبرها فيها نحو مائة وخمسين مقعداً، تعرض ليالي نهاية الأسبوع فيلمين؛ عربياً وأميركياً مدبلجاً، والأمسيات العادية فيلماً واحداً. القاعة عادة مزدحمة، ومن الجمهور من كان يخنقنا بالسجائر، وبالتفاعل العاطفي المبالغ فيه بالتصفير أو التصفيق مع المشاهد العاطفية أو البطولات الفردية. الأفلام الغربية تصل متأخرة، أحياناً عشر سنوات.
A Fistful of Dollars بطولة كلينت ايستوود، قديم نسبياً، مع هذا كان لنا أكثر من ممتع لقضاء تلك الأمسية. لم تعد الرياض بعد تلك الثورة المشؤومة الرياض التي تركتها. صارت مدينة كئيبة. أطبق المتطرفون عليها من كل جانب، وتغير المشهد الاجتماعي برمته. غلب عليها الغلاة والمتحمسون للمزيد من الدعوة الدينية في أكثر مدن العالم تديناً. قبل ذلك، في السبعينات والستينات، عايشناها مدينة بسيطة، تكفي سكانها بعض النشاطات الصغيرة لتجعلهم سعداء. زارها محمد علي كلاي وكنا ننتظره بشوق عند برج المياه، معلَم المدينة الرئيسي. وضم نادي الهلال لكرة القدم اللاعب البرازيلي العالمي ريفيلينو، وكان الملعب يكتظ بحضور المباريات. حتى ليالي رمضان كانت عامرة بالنشاطات الرياضية، دوري كرة السلة ودوري الكرة الطائرة ولم نكن نجد مكاناً نجلس أو نقف فيه.
كانت العاصمة لا تخلو من وسائل الترفيه، فعدا عن دور السينما، كانت توجد محال مخصصة في إيجار الأفلام السينمائية، في حي المربع، وماكينة عرض وأفلام للويكند. وحال المدينة لم تكن معيشياً تسمح بالكثير من الترف، مع هذا كانت هناك حفلات فنية، وفي الأعياد تسيّر الفرق الموسيقية العسكرية، وتقام الاحتفالات الشعبية التي تعكس فنون البلاد.
هذه الروح المتقبلة المتسامحة، والمتشوقة، تدريجياً انحسرت وضاقت مع ظهور أناشيد الجهاد في حرب أفغانستان، وتسيّد الدعاة الساحة، وتم تسييس المدرسة والمسجد. وانكمش المثقفون والمتنورون أمام سطوة جيل جديد من الشباب كان يجاهر بتكفيرهم في احتفالات رسمية وشعبية، ومن على منابر المساجد.
مرّ دهر، وشاخ جيل، وشبّ جيل جديد فاتح العقل والعينين ليكتشف ماضيه، زمن أجداده الأكثر تحضراً وتسامحاً، الذي تعرّض لمحاولات إلغائه من ذاكرة الناس الجمعية. وعندما افتتحت دور السينما الأسبوع الماضي في الرياض، كانت عودة للزمن الجميل، ورمزياً أهالت التراب على حقبة 1979.
كل أمة تمرّ بتراجعات اجتماعية سياسية، تخرج من محنتها إما قوية أو محطمة، ولا شك أن السعودية تخرج اليوم برغبتها لتكون أقوى من تجربة قاسية، حقبة جاهلة عطلت التنمية وأرجعت المجتمع إلى الوراء، ولا تزال تعاني منها، وستمر سنوات قبل أن تتعافى كلياً.
وللأمم الأخرى، أيضاً تجاربها، فالصين مرت بعهد ما سُمي بـ«الثورة الثقافية» الشيوعية، التي كانت مثل «الصحوة»، تخوّن وتضيّق وتُجبر الناس قسراً على منهجها. عن تلك المرحلة الماوية الموحشة قرأت رواية طويلة ليونغ تشانغ «بجعات برية». كم يُصدَم المرء عندما يعرف عن تفاصيل معاناة الناس حينها من قسوة الفكر المؤدلج والأفكار الطوباوية.
ستكون تجربة السعودية هادياً ومرشداً لأمم تمر بمحن مماثلة، لدول إسلامية تعاني أيضاً، وإيران واحدة منها. والسعودية مهمة لأنها قائدة وملهمة في المنظومة الإسلامية. ولهذا؛ عندما قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لم نأتِ بجديد، بل نعود إلى ما قبل 1979، ولن نسمح، بعد اليوم، بعودة الأفكار المتطرفة؛ فإنه يريد أن يجسر الهوة، أن يربط بين مرحلتين، توقّف تطور التاريخ بينهما برهة من أربعين عاماً بسبب محن الثورة الإيرانية ومنتجاتها المحلية. نحن ننظر إلى التغيير على أنه يوافق رغبة الناس وخياراتهم، ليسوا مجبرين عليها، لكنها تبقى خيارات متاحة للجميع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«من أجل حفنة من الدولارات» «من أجل حفنة من الدولارات»



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib