ترامب خطأ انسحابنا من العراق

ترامب: خطأ انسحابنا من العراق

المغرب اليوم -

ترامب خطأ انسحابنا من العراق

بقلم : عبد الرحمن الراشد

«ما كان ينبغي أن ندخل٬ وعندما دخلناه ما كان يفترض أن كرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب رأيه بشأن أزمة العراق٬ وسبق أن أعلنه خلال حملته الانتخابية٬ قائلاً نغادر». وفي حكومة ترمب وزراء وعسكريون عندهم خبرة مهمة تعاملوا مباشرة مع العراق٬ ويبدو أنهم يشكلون رأي الإدارة الحالية في واشنطن حيال ما ينبغي فعله هناك.

يرى ترمب أن إيران استولت على العراق بسبب تراخي إدارة أوباما وخروجها من هناك دون تقدير للنتائج السلبية٬ وهذا يطابق رأي الجنرال مايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق٬ ومماثل لرأي جيمس متيس وزير الدفاع. كلهم يرون إيران أم المشكلات ومصدرها في العراق وسوريا واليمن.

أما إدارة الرئيس السابق باراك أوباما فقد كانت ترى أن إيران مفتاح الحل لأزمات المنطقة٬ ولهذا اختارت التعاون معها في العراق. نظرية أن إيران هي الحل سقطت في النهاية٬ لأنها التي زادت النزاعات تعقيداً٬ وأضرت بمصالح الدول الكبرى٬ واليوم هي التي تهدد الأمن الإقليمي كله.

وقد وضعت إيران معظم ثقلها في العراق مستغلة إكمال أوباما سحب كل ما تبقى من القوات الأميركية في بداية رئاسته. وهذه وجهة نظر جدلية تفترض أن بقاء بعض القوات في مناطق معينة في العراق كان مهماً كرسالة رادعة لإيران٬ ودعم قوي للسلطة العراقية المركزية. وإدارة ترمب تعتبر العراق دولة مهمة استراتيجياً٬ وأنه رغم الخسائر التي منيت بها الولايات المتحدة ما كان ينبغي التفريط فيها بسهولة كما فعلت الإدارة الأميركية السابقة. وقد تابع ُت النقاش الدائر في الولايات المتحدة حول هذه الجزئية تحديداً٬ بين المنظرين والسياسيين السابقين٬ وكذلك امتداداته على «تويتر»؛ فالذين كانوا مرتبطين بإدارة أوباما آنذاك يقولون إن ترمب يخطئ في اتخاذ إيران لخطورتها على أمن الولايات المتحدة ومصالحها٬ وبخاصة في العراق بحكم تغلغلها وسطوتها٬ ورأي الطرف الآخر أن تمكين إيران من دولة ثرية واستراتيجية٬ عدواً ٬ وبالطبع أمن المنطقة.

مثل العراق٬ سيهدد مصالح واشنطن أكثر مستقبلاً وليس صعباً علينا فهم وإدراك خطورة استيلاء وتفرد نظام طهران بالعراق٬ الذي نرى بوادره منذ أكثر من عامين٬ حيث يستخدم الإيرانيون أراضي وأجواء وميليشيات وقوات العراق لأغراضهم٬ وكذلك مداخيله المالية في تمويل نشاطاتهم العسكرية والسياسية الإقليمية. وسبق لمتحدثين في البرلمان الإيراني أن أطروا ما يفعله «فيلق القدس» الإيراني في حروبه الخارجية٬ وقالوا إنه لم يكلف الخزينة الإيرانية دولاراً واحداً٬ وذلك رداً على انتقادات الرئاسة في طهران. الحرس الثوري يستخدم الأموال العراقية في تمويل أعماله العسكرية في المنطقة٬ ابتداء من العراق نفسه.

إخراج الأجهزة الإيرانية من العراق٬ فإنه أيضاً لا يمكن التخلي عنه فريسة سهلة. العراق ليس بالبلد الذي يمكن الاستيلاء عليه بسهولة بحجة أنه ومع أنه ليس سهلاً امتداد جغرافي طبيعي وقريب طائفياً من إيران؛ فكل دول المنطقة متجاورة ومتماثلة إثنياً وطائفياً٬ وهذا لا يجعلها مائدة مفتوحة لمن شاء الاستيلاء عليها باسم الجوار والطائفة والتاريخ المشترك.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب خطأ انسحابنا من العراق ترامب خطأ انسحابنا من العراق



GMT 06:06 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل لا تنوي التوقف

GMT 18:44 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تخريب مشروع إنقاذ لبنان

GMT 07:06 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الصراع الإيراني الإسرائيلي المباشر

GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

GMT 20:21 2024 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الحرب التالية... إسرائيل وإيران

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 08:47 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تيك توك يتخلص من أكثر من 200 مليون فيديو مخالف خلال 3 أشهر

GMT 02:26 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

احتياطيات ورأسمال بنوك الإمارات تتجاوز 136 مليار دولار

GMT 03:01 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدفاع الجديدي يهزم حسنية أكادير

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ميناء طنجة المتوسط يحصل عل قرض من مؤسسة التمويل الدولية “IFC”

GMT 22:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب الطرق تواصل حصد أرواح المغاربة

GMT 21:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأحمر

GMT 18:13 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بلينكن يُعلن دعمه المستمر لكييف في الحرب الروسية الأوكرانية

GMT 05:00 2024 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 13 مارس/ آذار 2024
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib