محاور حرب اليمن الأربعة

محاور حرب اليمن الأربعة

المغرب اليوم -

محاور حرب اليمن الأربعة

عبد الرحمن الراشد


في الحقيقة توجد أطراف عدة في الأزمة اليمنية، إلا أن محاورها الرئيسية تتمثل في جماعة الرئيس المعزول علي عبد الله صالح والحوثيين من جهة، والحكومة اليمنية التي أصبحت تقيم في الخارج من جهة ثانية، مع قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وهناك تنظيم القاعدة.
وبسبب تعدد المحاور، قد تطول الحرب إلى أشهر وربما إلى ما وراء ذلك، ما لم يتم تقليص قدرات صالح والحوثيين، ليس من خلال المواجهة العسكرية فقط، بل كذلك باجتذاب معظم هذه القوى العسكرية والقبلية التي هيمن عليها صالح إلى صف الحكومة. الحرب أصبحت واسعة ولم تعد مقتصرة على العاصمتين صنعاء وعدن، بل صارت القوى الأربع تتقاتل الآن في عشر محافظات يمنية، أي نصف البلاد المقسمة إلى إحدى وعشرين محافظة. إضافة إليها، وسع الحوثيون المعركة بفتح جبهة قتال ضد السعودية، بقصفهم مدنها الحدودية، وهو أمر كان منتظرًا منذ البداية، كوسيلة ضغط اجتماعية ودعائية ضد المملكة.
خارج اليمن، يحاول الإيرانيون وحلفاؤهم رفع درجة الحرارة إعلاميا، من خلال تكثيف التغطية، حتى أصبحت الحرب اليمنية الشأن الأوسع تغطية، معتقدين أن اليمن سيكون مستنقع السعودية الذي سيشغلها عنهم في المناطق الساخنة الأخرى في الشرق الأوسط، إضافة إلى محاولات حثيثة من أجل دعم معسكر «صالح - الحوثي» بإدخال الأسلحة والمقاتلين الأكثر خبرة إلى مناطق الاقتتال، وهي المحاولات التي باءت بالفشل حتى الآن، بسبب الحظر البحري والجوي.
أما كيف يمكن إنهاء النزاع، فيتم إما بالنصر المبين، وهذا يكاد يكون مستحيلاً في ظل وجود قوى متعددة، أو من خلال تحقيق انتصارات كافية لإقناع الأطراف المعارضة بالجلوس إلى الطاولة والتفاوض، وهو الهدف الأساسي من المعركة، أو أن تستمر الحرب طويلاً حتى تتعب الأطراف المختلفة ويحافظ كل فريق على مكاسبه، أي النموذج الأفغاني.
ماذا عن تهديدات الحوثيين باكتساح جنوب السعودية، التي رافقت صور البيوت المحروقة في مدينة نجران؟ هجمات الحوثيين على مراكز حدودية، وقصفهم المدن المجاورة، لن يحقق لهم الاجتياح الواسع الذي يهددون به. نجران مدينة ملاصقة تمامًا للحدود مع اليمن، وكذلك مدينة جيزان الملاصقة بحريًا. فالجغرافيا هنا مانع أساسي في كثير من الحدود الطويلة بين البلدين، ولا يملك الحوثيون القدرة على القتال والعبور طويلاً شمالاً، لكنهم يستطيعون الاستمرار في إشعال الحرائق بالقصف عبر الحدود وتعطيل الحياة المدنية في المناطق المجاورة لهم إلى حين، ولن يغير هذا مسار المعركة سياسيًا.
والأهم في المعركة اليمنية ليست القذائف والرصاص، بل أهم من كثافة النيران، تفكيك التحالفات اليمنية القبلية والحزبية الداخلية. وهناك جهد كبير لإقناع القبائل المختلفة بالانفضاض عن صالح والحوثيين والانضمام إلى الحكومة الشرعية التي هي ضمانة وحدة اليمن واستقلاله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاور حرب اليمن الأربعة محاور حرب اليمن الأربعة



GMT 19:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

زحام إمبراطوريات

GMT 19:33 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:29 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا وراء موقف واشنطن في حلب؟

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أزمة ليبيا باقية وتتمدد

GMT 19:25 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

السينما بين القطط والبشر!

GMT 19:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

خطيب العرابيين!

GMT 19:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

روشتة يكتبها طبيب

GMT 19:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أنجيلا ميركل؟!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 06:41 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وفاء عامر تكشف أسباب اعتذارها عن مسلسل "سيد الناس"
المغرب اليوم - وفاء عامر تكشف أسباب اعتذارها عن مسلسل

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib