دفاعا عن المؤسسات
أخر الأخبار

دفاعا عن المؤسسات

المغرب اليوم -

دفاعا عن المؤسسات

بقلم : عبد العالي حامي الدين

حملات التشويه والتبخيس التي تستهدف السياسة والسياسيين لم تتوقف طيلة الولاية السابقة، بل منذ الاستقلال تعرضت الأحزاب السياسية والمؤسسات المنتخبة تحديدا إلى حملات إعلامية ممنهجة تستهدف النيل من مصداقيتها وتبخيس عملها واحتقار أدائها، غير أنه من الملفت للانتباه أن نلاحظ بأن شراسة هذا الهجوم تزايدت بشكل مثير في عهد حكومة عبدالإله بنكيران، وبلغت درجات من الحقارة والهبوط الأخلاقي غير مسبوق، فلم يسبق في تاريخ المغرب أن تعرضت الحكومة إلى ما تعرضت له من استهداف مباشر لعملها ومن حملات تحريضية شاركت فيها نيران صديقة أيضا..!
رغم ذلك، فإن المغاربة عبروا عن صمود أسطوري في وجه هذه الحملات، وعبروا بشجاعة في انتخابات 4 شتنبر 2015 و7 أكتوبر 2016 عن دعمهم لأحزاب المعقول والمصداقية..
هذه الأيام انطلقت حملة منسقة تستهدف البرلمان المغربي وتحاول الطعن في مصداقيته والنيل من سمعة أعضائه، معتمدة في ذلك على مجموعة من الأخبار الكاذبة ومستغلة بعض الأخطاء التي لا يسلم منها عمل بشري..
نحن ندافع عن البرلمان أو مجلس النواب باعتباره يمثل السلطة التشريعية في دولة القانون والمؤسسات، وباعتباره يتكون من مجموعة من الأفراد يُطلق عليهم اسم النواب أو الممثلين، الذين التحقوا بهذا المجلس أو ذاك عن طريق الانتخاب أو الاقتراع العام، وتم اختيارهم بواسطة المواطنين المسجلين في اللوائح الانتخابية في انتخابات عامة..
ندافع عن البرلمان باعتباره يمثل السلطة الكاملة، فيما يتعلق بإصدار التشريعات والقوانين أو إلغائها والمصادقة على الاتفاقيات الدولية التي توقعها السلطة التنفيذية.
أعرف جيدا أن المؤسسات المنتخبة تتشكل من عينات مختلفة “حب وتبن”، وأعرف جيدا أن عددا من المنتخبين وجدوا أنفسهم داخل هذه المؤسسات بقدرة قادر: سلطة المال والجاه وسلطة بعض أعوان الإدارة، وأعرف أن هناك اختلالات كثيرة تتطلب إصلاح هذه المؤسسات لتقوم بدورها على الوجه المطلوب، لكن أعرف، أيضا، أن عددا من المنتخبين خاضوا حملة انتخابية نظيفة، وبعضهم أُعيد انتخابه لأنه يقوم بعمل تواصلي منتظم مع سكان دائرته الانتخابية، وينقل انشغالاتهم ومشاكلهم إلى المسؤولين، ويقوم بعمله بكل إخلاص التزاما منه بالأمانة، ووفاء منه بعهوده مع المواطنين..
الغريب أن الحملة الممنهجة ضد مجلس النواب مثلا، انطلقت قبل أن يشرع هذا الأخير في عمله رسميا، وقبل انتخاب هياكله، وبدأ الاستهداف المباشر لعدد من البرلمانيين والبرلمانيات ومحاولة الطعن في مصداقيتهم، وذلك عبر جملة من الأخبار ذات الطبيعة “الفضائحية”، معظمها ينتمي إلى نوعية الأخبار التافهة..
نعم، إنها حملة مسعورة تشرف عليها جهات معلومة بالموازاة مع عرقلة تشكيل حكومة منبثقة عن صناديق الاقتراع، جهات تقود أكبر عملية عقاب جماعي للناخبين والناخبات منذ الاستقلال إلى اليوم، لأنهم اختاروا الذهاب بكل شجاعة إلى صناديق الاقتراع يوم 7 أكتوبر، وساهموا في إحباط محاولة إغلاق قوس الربيع الديمقراطي..
إنها حملة ضد الإرادة المعبر عنها في صناديق الاقتراع، حملة لنشر الإحباط والتيئيس..
ضد هؤلاء، وحفاظا على شعلة الأمل لدى المواطن نقول: كفى من تبخيس دور المؤسسات المنتخبة..

جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دفاعا عن المؤسسات دفاعا عن المؤسسات



GMT 00:07 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

المغرب والجزائر.. واتحاد المغرب العربي

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 05:51 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

قضية الصحراء والمنعطفات الخطيرة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 08:15 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

قضية بوعشرين.. البراءة هي الأصل

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:03 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

القبض على ثنائي شبيبة القبائل بسبب المخدرات

GMT 07:07 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الخنبشي يؤكّد أنّ السعودية أوصلت اليمن إلى بر الأمان

GMT 03:20 2019 الإثنين ,08 تموز / يوليو

فوائد شمع العسل في تقليل الإجهاد وتحفيز النوم

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 06:44 2016 الإثنين ,22 آب / أغسطس

التربية البيتيّة والمدرسيّة وجذور العنف

GMT 06:24 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

قبلة كيت وينسلت للنجمة أليسون جيني تثير عاصفة من الجدل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib