بن كيران والاستحقاق الانتخابي
أخر الأخبار

بن كيران والاستحقاق الانتخابي

المغرب اليوم -

بن كيران والاستحقاق الانتخابي

بقلم : محمد الأشهب

التقط رئيس الحكومية المغربية، زعيم «العدالة والتنمية»، من خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس في ذكرى عيد الجلوس، ما اعتبره تأكيداً لتطلعات حزبه، وقال عبد الإله بن كيران إن التزام العاهل المغربي مسافة واحدة من كافة الأحزاب المتنافسة في اشتراعيات الخريف المقبل، كان مطلباً لحزبه، في إشارة إلى حياد الإدارة ومؤسسات الدولة. بينما ذهبت قراءات متباينة المنطلقات إلى التركيز على اختلالات المشهد السياسي الذي تغذيه نزعات الاستئثار.
على رغم أن العلاقة بين رئيس الحكومة وبعض وزرائه في الداخلية والمال والاقتصاد اعترتها مؤاخذات خرجت إلى العلن، تعمد بن كيران القفز على الإشكالات السياسية والتراتبية المطروحة، مبشراً مناصريه أن الأهم أن «العدالة والتنمية» سيحوز الصدارة، في حال استمرار العمل والمثابرة وتقويم مسار النهج الإصلاحي. ما اعتبره رداً غير مباشر على تلك الانتقادات التي اتهمت الحزب الإسلامي باستمالة الناخبين عبر «تسريبات» تنال من سمعة خصومه المحتملين.
اللافت أن «العدالة والتنمية» نأى بنفسه عن الخوض في هكذا معارك بخلفيات أخلاقية. ما يحمل على الاعتقاد بأن المنافسات الانتخابية قد تنحو في اتجاه كسر العظم بين الشركاء الحزبيين. ولعل ذلك ما حدا بالعاهل المغربي إلى القول إن الانتخابات ليست نهاية العالم. فهي تبدو أكثر شراسة تعاود البلاد إلى أجواء الاشتراعيات السابقة، وإن اختلفت في طبيعة تحالفاتها. ووجدت زعيمة «اليسار الموحد» نبيلة منيب في مظاهر الاصطفاف الراهن ما يبعث على القلق والاستغراب، لدى تأكيدها أن وضع الناخبين أمام خيارين، «العدالة والتنمية» أو «الأصالة والمعاصرة» يكاد أحلاهما يكون مراً.
مصدر التذبذب أن نتائج اشتراعيات تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، أكانت لفائدة «العدالة والتنمية» أو لمصلحة غريمه زعيم «الأصالة والمعاصرة» لن تحسم في إشكالات متوقعة بحدة متزايدة، ليس أبعدها أن تشكيل الحكومة المرتقبة قد يواجه صعوبات حقيقية. وفيما اهتمت القوانين التنظيمية للانتخابات بإفساح المجال أمام قيام تحالفات حزبية في الترشح، ما زالت الصورة غير مكتملة على مسافة لا تزيد على شهرين.
في محورها السياسي يبدو التحالف القائم بين «العدالة والتنمية» و»التقدم والاشتراكية» أقرب إلى مؤهلات ائتلاف حكومي يحتاج إلى دعم طرف ثالث على الأقل، يرجح أن يكون «الاستقلال» الذي عاود الدفء المتقطع إلى علاقاته مع «العدالة والتنمية» التي انفجرت على خلفية استقالة وزرائه من الحكومة في طبعتها الأولى. غير أن هذا الحزب الذي حاز المرتبة الثانية في الاشتراعيات السابقة يتوق إلى تعزيز حضوره، وإن تضرر أكثر في استحقاقات البلديات.
على الطرف المقابل، لا يساور «الأصالة والمعاصرة» شك في أن في إمكانه أن يحقق طفرة نوعية في الانتخابات المقبلة، وإن كان إخفاقه في استمالة ناخبي المدن في رهان البلديات قلل من طموحه. ومع أنه لم يعلن عن تشكيل تحالفاته المرتقبة، فالمؤشرات جميعها تلتقي عند احتمال بناء تحالف مع «تجمع الأحرار» و»الاتحاد الاشتراكي» وبعض الفاعليات الصغيرة. فقد يلجأ إلى تعويض الحليف الاستقلالي بعد انقطاع المودة بينهما بحليف آخر لا يزال متردداً، إنه «الحركة الشعبية» التي وصف زعيمها محند العنصر تجمع الأحزاب الثمانية في اقتراع 2011 أنه كان خطأ منهجياً.
لا تكتمل الصورة من دون الالتفات إلى الأجزاء التي ستلتئم ضمنها الاستشارة الثانية في ظل الدستور المعدل الذي تضمن إصلاحات جوهرية شملت بنيات الدولة. والظاهر أن خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس أنعش الآمال في توجيه المنافسات الانتخابية إلى ضفاف بديلة، تطاول البرامج ومنهجية العمل وتوازن العلاقة بين الغالبية والمعارضة.
من المؤشرات الدالة على ذلك تراجع استخدام قاموس «التحكم» الذي كان غطى على غيره من أبجديات وبديهيات المنافسات الانتخابية. لكن كل شيء يتوقف على حسم صناديق الاقتراع التي تصر أطراف عدة أنها أكثر اطمئناناً إلى ما ستكشفه من حقائق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بن كيران والاستحقاق الانتخابي بن كيران والاستحقاق الانتخابي



GMT 08:17 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

معنى استعادة سرت من «داعش»

GMT 08:15 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

لغة الإشارات بين المغرب والجزائر

GMT 08:14 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

عن التناوب الحكومي في المغرب

GMT 08:13 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

التحالف الإسلامي ومواجهة «داعش»

GMT 06:20 2016 الأحد ,07 آب / أغسطس

الحرب ليست الخيار

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 05:39 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

نتائج آخر 4 مباريات بين الإنتر وفيورنتينا

GMT 05:34 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

أبرز أرقام ديبالا ضد بارما

GMT 01:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميريام فارس تعود إلى محبيها بعد إصابة قدمها اليمنى

GMT 01:43 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أردنية تبدع في صناعة حلوى الدونات بطريقة جذابة

GMT 09:36 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

إيطاليا تمنحُ نصف مليون يورو إلى مخيمات تندوف

GMT 15:30 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

كوبا... هل هي نهاية جيل سييرا مايسترا؟

GMT 16:17 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

المجموعة الثانية : البرتغال- اسبانيا - المغرب - ايران
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib