لوائح المتنزه 1

لوائح المتنزه (1)

المغرب اليوم -

لوائح المتنزه 1

أمينة خيري
بقلم - أمينة خيري

نبدأ عملية الرصد المبسط لمجريات الحياة اليومية فى بريطانيا، والتى يمكن الاستفادة من بعض التفاصيل التى سبقنا فيها آخرون بدلا من إهدار الوقت والجهد والأعصاب فى إعادة اختراع العجلة، مع الحد الفاصل بين الملكية الخاصة والعامة، وقواعد التعامل مع الملكية العامة.

الحدائق العامة هى للمنفعة العامة. «لوائح المتنزه» لا تعرف الاستثناءات. لم ولن يسمح لـ«عم بارى» بعمل نصبة شاى، أو لـ«الحاجة مارجريت» ببيع المناديل الورقية، أو لـ«جاك» عم الناس بتنصيب نفسه سايس. ومهما بلغت تفاصيل حياة هؤلاء من بؤس وشقاء وفقر، فإن عشوائية كسب لقمة العيش أو فوضى ابتكار المهن لن يسمح بهما، حتى لو كانت هناك معرفة سابقة بالأمين «آرثر» فى هاكنى، أو مأمور قسم «فينشلى» أوليفر بيه.

لوائح الحديقة مكتوبة ومعروفة. هى قواعد مصممة لتحقيق التوازن بين احتياجات الزوار ورعاية المتنزهات. وغير مسموح لأى أحد أو جهة اعتبار المتنزه فرصة لـ«عمل قرشين»، بما فى ذلك الحكومة نفسها. فهى، الحكومة، إن أرادت إجراء تعديل، لا تجرؤ على تنفيذه دون الرجوع إلى ممثلى المواطنين والاتفاق على ما سيجرى بخطة زمنية، وبيئية، ومعمارية معلنة مسبقا، وذلك احتراماً للمصلحة العامة.

ويمكن لمن يريد أن يبيع الشاى والقهوة، والمناديل الورقية وغيرها أن يحصل على إذن مسبق بذلك، ولكن بعد تحديد شكل المنفذ، ومواعيد العمل، وسداد الرسوم. وبالطبع، لا يسمح بأن يحول المكان من حوله إلى مقلب زبالة، وإلا تم توقيع العقوبة القانونية عليه.

والحدائق شأنها شأن الرصيف، فغالبا لن تجد صاحب محل الأدوات المنزلية يعتبر الرصيف المواجه لمحله امتدادا طبيعيا لمحله، أو صاحب المقهى فارشا المقاعد والطاولات فى كل مكان وأى مكان، بما فى ذلك عرض الشارع، وإن حدث ذلك، فإن المواطنين أنفسهم هم من يبادرون بالإبلاغ عن المخالفة القبيحة، ولن يهدأ لهم بال حتى يتم رفعها، وذلك بالقانون، وليس بالمحبة أو التراضى أو «معلش النوبة» أو «سامحه يا عم أصله غلبان».

ويمتد هذا الاختراع المعروف بـ«القواعد المنظمة لحياة الناس» إلى داخل العمارات والبيوت. قذارة السلم، أو ترك القمامة على باب الشقة، أو إلقاء مخلفات تنظيف السمك والدجاج فى المنور أو ترك الصغار يلعبون أمام الشقق، خروقات لها نصوص عقابية. حتى حديقة البيت الخاص لا يسمح فيها مثلا بقطع جائر للأشجار، أو تركها تنمو بشكل يحجب أشعة الشمس عن الجيران، والأسوار الفاصلة بين حدائق البيوت وبعضها لا يتم تحديدها بالتراضى، بل بالقياسات والقوانين... إلخ. وإذا كان الوضع كذلك، فما بالك بمن يقرر أن يضم الرصيف المواجه لبيته إليه فيزرعه، ويحيطه بسور شجرى، وإن اعترض أحدهم، جاء الرد أنه مخالف أينعم، ومعتدٍ على الرصيف، لكن على الأقل زرع شجرا جميلا. القواعد المنظمة للحد الفاصل بين الملكية العامة والخاصة واضح وصريح، وقواعد الملكية العامة لا مجال للاستثناء أو التجاهل أو البلادة فيها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لوائح المتنزه 1 لوائح المتنزه 1



GMT 16:51 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتصار

GMT 16:49 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 16:46 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 16:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... وسورية المكلِّفة

GMT 16:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 16:41 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 16:39 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 16:38 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:07 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

صادرات الحبوب الأوكرانية تقفز 59% في أكتوبر

GMT 06:23 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

صندوق النقد يتوقع نمو اقتصاد الإمارات بنسبة 5.1% في 2025

GMT 06:50 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتحديد أفضل وقت لحجز رحلاتكم السياحية بسعر مناسب

GMT 04:32 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

ستائر غرف نوم موديل 2020

GMT 15:48 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتسرّع في خوض مغامرة مهنية قبل أن تتأكد من دقة معلوماتك

GMT 05:27 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تشن حملة ضد ممثلة نشرت صورها دون الحجاب

GMT 07:16 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

الهاتف "ري فلكس" يطوى ليقلب الصفحات مثل الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib