دعك من الصراخ وركّز

دعك من الصراخ وركّز

المغرب اليوم -

دعك من الصراخ وركّز

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

مَن يتابع وسائل التواصل، ويشاهد بعضاً من الإعلام العربي، يلحظ ارتفاعاً في «الصراخ»، و«حفلة الشتائم» والتخوين، وانحداراً غير مسبوق في لغة الحوار، خصوصاً على وسائل التواصل. فلماذا كل هذا؟

القصة واضحة، لكن تحتاج إلى تركيز، وقراءة باردة للأحداث، ومن واشنطن إلى طهران، ومن الضاحية الجنوبية في بيروت إلى غزة، ومن صنعاء إلى دمشق، ومروراً بأنقرة، وحتى بغداد.

كل الأحداث التي تهمنا الآن هي في مرحلة مخاض حقيقية، وسيترتب عليها كثير، من ناحية التبعات. حسناً، نبدأ من واشنطن، فهل يكمل الرئيس بايدن ترشحه الرئاسي أو ينسحب؟ وإن انسحب مَن سيخلفه؟

وما مصير هدنة غزة حال انسحاب بايدن، أو حال أُصيب «الحزب الديمقراطي» بانقسام؟ وهل يستجيب نتنياهو للضغوط الأميركية الآن أم ينتظر المرشح القادم، أو مصير بايدن، خصوصاً مع تزايد هفوات الرئيس الأميركي؟

بايدن نفسه، وحسب ما كتبه ديفيد إغناتيوس في «الواشنطن بوست» قد يستغلّ إنجاز الهدنة، إن حدثت، ليعلن نصراً سياسياً في تحقيق السلام وينسحب من الترشح، أو قد يستغلها نقطة انطلاق للتمسّك مجدداً بالترشح.

حسناً، ماذا عن الهدنة نفسها؟ المعلومات التي نشرها الكاتب نفسه، في مقاله، تتحدّث عن مؤشرات إسرائيلية - حمساوية بأن كلا الطرفين مستعد للتخلي عن غزة، تنسحب إسرائيل ولا تحكم «حماس». وهذا يتطلب «تخريجة» تعلن فيها «حماس» الانتصار الموهوم.

الكاتب نفسه ينقل أن حكومة لبنان تفاوضت، ومن خلال نبيه بري، على «إطار عمل» لما بعد هدنة غزة، من أجل انسحاب «حزب الله» شمالاً من الحدود بقرب الليطاني. وهذا يتطلّب تحضيراً من قبل «حزب الله»، لإيجاد «تخريجة» توحي بالنصر المزعوم أيضاً!

وكل ذلك سيشغل إيران الباحثة عن دور في المفاوضات، وكذلك تبعات خسارة جبهتين من خلال «حماس» و«حزب الله»، وهو ما يعني أن نتنياهو سيحتفي بانتصار سياسي خطّط له، وسيتفرغ لجبهة إيران، خصوصاً حال قدوم المرشح ترمب.

ولذلك تسعى إيران الآن لإكمال المفاوضات مع الولايات المتحدة في عُمان، وهي المفاوضات الصامتة؛ إذ لا تسريبات أميركية، ولا حديث إيرانياً واضحاً عنها، وتضيع تفاصيل تلك المفاوضات وسط سيل من «حفلة الشتائم»، والتخوين.

ولا تنتهي أزمة إيران عند هذا الحد؛ إذ عليها تقدير عواقب ما يفعله الحوثي الآن، بعد قرار البنك المركزي اليمني، والتصعيد الخطابي، وفي هذا تحدٍّ لاتفاق بكين بين الرياض وطهران، والحوثي تنطبق عليه تماماً مقولة «حجر يلقيه مجنون يرهق مائة عاقل».

وهناك «حفلة جنون» الإخوان المسلمين، وهم الأسوأ، ولا يتوانون عن الأكاذيب والتزوير والإرجاف، والسبب خساراتهم المتوالية في كل مكان، وآخرها وأهمها تركيا التي شكّلت لهم مرتعاً، وبالأشكال كافّة.

يحدث كل ذلك، والنموذج الناجح الحقيقي هو بعض دول الخليج التي اختارت الإصلاح، وبناء الأوطان وتعزيز تماسكها من الداخل، وعلى رأسها السعودية قائدة هذه الثورة الإصلاحية الحقيقية في المنطقة.

وعليه، لذلك يكثر الصراخ، وتزداد حفلة الشتائم، وذلك سعياً لإيجاد سردية تخوّل البعض زعم انتصارات غير موجودة وواهمة؛ للتضليل على مشهد الخراب الكبير الذي خلّفته المغامرات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعك من الصراخ وركّز دعك من الصراخ وركّز



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
المغرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib