«الإخوان» التبسيط والتضليل
أخر الأخبار

«الإخوان»... التبسيط والتضليل

المغرب اليوم -

«الإخوان» التبسيط والتضليل

بقلم - طارق الحميد

لدى جماعة «الإخوان المسلمين» مقدرة عجيبة على التضليل والتبسيط في كل القضايا، مع سرعة الانسلاخ من تلك التحليلات أو المواقف، من دون أي اعتبار للمصداقية؛ حيث يتقلبون في الموقف الواحد عدة تقلبات، ومن خلفهم جيوش تضليل إلكترونية لا تكل ولا تمل.

هنا مثال على ذلك؛ حيث كيفية تعامل محللي الإخوان مع الموقف التركي من قضية انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، (الناتو)؛ حيث يتم الترويج لما يسمونه «العبقرية التركية» في المساومة على انضمام السويد لـ«الناتو» مقابل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وهذا غير صحيح.

والمعلومات تظهر أن ما ستجنيه تركيا بعد سحب معارضتها لانضمام السويد لـ«الناتو» هو تمرير صفقة طائرات «إف- 16»، وترميم العلاقات مع واشنطن، ولا علاقة لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بذلك الموضوع.

واللافت هو اعتبار انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي «عملاً عبقرياً»، بينما تهاجم السعودية وبعض دول الخليج -زوراً- بتهمة الانفتاح والانسياق خلف الغرب، ومن قِبَل جماعة «الإخوان» نفسها، ومحلليها الذين يدَّعون غيرة على الدين الذي طالما استخدموه لأهداف سياسية!

تناقضات «الإخوان» وتضليلهم أدى لرواج نظرية المؤامرة، وتغييب أبسط قواعد التحليل السياسي التي تساعد على فهم ما يدور حولنا وتأثيره. ولذلك راجت نظريات المؤامرة بوسائل التواصل، والإعلام المنحاز لـ«الإخوان»، ما أدى إلى تضليل ممنهج حيال جل قضايا منطقتنا.

وبالعودة للتضليل الإخواني حيال تركيا، فالهدف منه هو إبعاد فكرة أن أنقرة بعد فوز الرئيس رجب طيب إردوغان باتت في حالة إعادة تموضع، بدأها إردوغان قبل إعادة انتخابه، من حيث عودة العلاقات مع دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات.

والآن بعد فوز إردوغان عادت العلاقات التركية- المصرية، وبسحب معارضة تركيا على انضمام السويد لحلف «الناتو» تكون أنقرة في مرحلة ترميم علاقاتها مع واشنطن، وبالتالي سجلت نقطة ضعف مضافة لموسكو التي هي عملياً في مواجهة مع «الناتو».

هذا التضليل الإخواني يحول دون التحليل السياسي الجاد الذي من شأنه إيضاح مكتسبات تركيا السياسية الحقيقية، وما يترتب عليها في المنطقة من إيران إلى سوريا، ومن العراق إلى دول الخليج، كما أنه يضلل على خسائر «الإخوان» نتاج هذا التحرك التركي.

عودة العلاقات التركية المصرية -مثلاً- لا يمكن أن تصب في مصلحة تنظيم «الإخوان المسلمين»؛ خصوصاً أن منطقتنا -وعلى رأسها السعودية ومصر والإمارات- قد طوت ملف التعامل مع «الإخوان» والتساهل تجاههم بوصفهم تنظيماً وجماعات.

وإن كان هناك من علاقات مع من يُعتبرون من جماعة «الإخوان»، فإنها تتم من باب الواقعية السياسية؛ حيث التعامل مع من هم في السلطة، وأياً كانوا؛ لكن من دون التساهل مع التنظيم ورموزه، وكما كان يحدث سابقاً.

اليوم، المنطقة -وعلى رأسها السعودية- تنظر إلى تحقيق المصالح وتعظيم المكاسب، وتعزيز كل ما يخدم السعودية ودول المنطقة سياسياً واقتصادياً. وهذا أمر لا يروق لـ«الإخوان المسلمين»، ولذلك يستمرون في التضليل والتبسيط، والتحريض على دولنا ومنطقتنا.

هي لعبتهم القديمة، وما زالوا يمارسونها، وإنْ تبدلت مظاهرهم، أو خطاباتهم، أو منصات ظهورهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الإخوان» التبسيط والتضليل «الإخوان» التبسيط والتضليل



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 05:39 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

نتائج آخر 4 مباريات بين الإنتر وفيورنتينا

GMT 05:34 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

أبرز أرقام ديبالا ضد بارما

GMT 01:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميريام فارس تعود إلى محبيها بعد إصابة قدمها اليمنى

GMT 01:43 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أردنية تبدع في صناعة حلوى الدونات بطريقة جذابة

GMT 09:36 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

إيطاليا تمنحُ نصف مليون يورو إلى مخيمات تندوف

GMT 15:30 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

كوبا... هل هي نهاية جيل سييرا مايسترا؟

GMT 16:17 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

المجموعة الثانية : البرتغال- اسبانيا - المغرب - ايران

GMT 13:02 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نهضة بركان يقيل مدربه رشيد الطاوسي بسبب سوء النتائج

GMT 02:17 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التكنولوجيا يكشفون عن موعد طرح الدمية الجنسية

GMT 07:17 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في مرتيل‎

GMT 19:19 2016 الثلاثاء ,20 أيلول / سبتمبر

نجلاء بدر تكشف عن استكمال تصوير مسلسل "ستات قادرة"

GMT 05:29 2015 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

جينفر لورانس تلفت الأنظار بثوب أبيض أنيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib