عبد العزيز

عبد العزيز

المغرب اليوم -

عبد العزيز

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

يقول (أبو عبد الله): ومن كرم الملك عبد العزيز كما سمعت وشاهدت أن أوجد مبنى كبيراً يسمى (المناخ) ويتكون من دورين وفيه عشرات الغرف للضيوف وأبناء السبيل الذين يبيتون خارج السور، حيث إن البلد يغلق أبوابه بعد المغرب حتى الصباح، وقد ذكره لي أحد الأشخاص وقال إنه يوجد فيه وجبة عشاء كل يوم مع الأرز واللحم بعد المغرب، فذهبت إليه على دراجتي الهوائية ووجدته فعلاً مفتوحاً 24 ساعة وعلى بابه الرئيسي حراس، فدخلت وجلست مع الناس أنتظر العشاء وعددنا حوالي 300 رجل، فلما أحضر الطعام وهو في الصواني قام إليه الناس مسرعين وكانوا يقتتلون على اللحم، والقوي هو صاحب الحظ، والضعيف ما له إلا الأرز، وسمعت أنه أقيم مبنى آخر أكبر وبنظام أفضل - ومن ذكرياته يقول: كان عمي اسمه حسن يعمل من جملة العمال (الحرفية) بمنطقة يقال لها حوطة خالد بالرياض، وتزامن يوماً من الأيام مرور الملك عبد العزيز وبعض خدمه علينا وهم يمشون على الأقدام وأظنه متوجهاً من قصر الحكم إلى بيوته في المربع، وكان الغبار يتطاير بيننا فقال أحد الخدم (الخويا) لنا: قفوا هذا الملك عبد العزيز، فتوقفنا فقال الملك عبد العزيز لما وصل إلينا وسلم: (لا يهمونكم... اشتغلوا عافاكم الله) فالعمل الصالح عبادة.
كذلك سمعت أنه مّر على أحد العمال (المصدّرين على السواقي) وهو يضرب الدابة بقوة فقال له الملك عبد العزيز: أرفق بدابتك لا تضربها بالقوة هداك الله، فقال العامل وهو لا يعرفه: إنها ليست لي، فقال الملك عبد العزيز متعجباً: (ايه الدابة دابة الشيوخ والعصا من الشجرة). ويقال إن الملك كان في أحد مجالس القرى، والذي كان يصب القهوة بدأ بوالده، فتساءل الملك عنه، فقالوا: إنه يا طويل العمر والده، فشكر الملك هذا الولد عندما قدر أباه، وأخذ يقول للولد بصوت مرتفع يسمعه الجميع: فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً.
وفي تلك السنة 1372هـ يأتي خبر موت الملك عبد العزيز، رحمه الله، مع الذين أتوا من الرياض إلينا بالدلم كالصاعقة، حيث لا يوجد أيامها (راديو)، وقد أصاب الناس الخوف والهلع والبكاء والحزن.
وهكذا مات البطل الذي جمع الله به الشتات، وقرّب به القلوب المتباعدة، والقرى المتناطحة، فطالما ركب المهلكات، ومشى بين الحياة والممات، وفي النهاية نال إن شاء الله الجنّات والبركة والصلاح في ذريته... آمين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد العزيز عبد العزيز



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib