هل يلحق بزشكيان بخاتمي ورفسنجاني

هل يلحق بزشكيان بخاتمي ورفسنجاني؟

المغرب اليوم -

هل يلحق بزشكيان بخاتمي ورفسنجاني

سوسن الشاعر
بقلم - سوسن الشاعر

أول تصريح للرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان هو أنه «سيمد يد الصداقة للجميع».

والرئيس بزشكيان يوصف بالإصلاحي؛ لأنه يدعو إلى تلطيف العلاقة مع الغرب ومع المرأة ومع الجيران، وهؤلاء الثلاثة هم أكثر من تضرروا من النظام الإيراني طوال مدة حكمه، ويَعِد بزشكيان بأنه سيمد يد الصداقة لهم، حين يقول سيمد يد الصداقة للجميع.

يَعِد بتخفيف العلاقة مع الغرب؛ لأنها علاقة مضطربة هدد فيها النظام الإيراني السلم العالمي، أدت إلى فرض العقوبات، ويعد بتخفيف العلاقة المضطربة مع الجيران التي أدت إلى مقاطعات متكررة، وإلى ارتهان أربع عواصم عربية لـ«الحرس الثوري» الإيراني، ويعد بتلطيف العلاقة مع المرأة الإيرانية؛ لأنها علاقة مضطربة قمعت فيها المرأة بشكل أدى إلى ثورتها ومعها كل من يناصرها في الداخل الإيراني.

ماذا سيفعل الرئيس الإيراني في هذه التحديات؟ هل سيتمكن من تحقيق تغيير كبير في السياسة الخارجية الإيرانية فعلاً وينجح في مد يد الصداقة لهم كما قال؟

رغم تمنياتنا له بالتوفيق؛ لأن ذلك يعني أن تتخلى إيران عن نهج عدائي ضد العديد من الدول، وعلى رأسها دول الجوار العربي؛ لأن ذلك يعني على الأقل ضبط ميليشياته في الدول العربية، ومنعها من الإضرار بأمن المنطقة، وضبط الملف النووي من أجل التصالح مع العالم، فإن الاعتقاد السائد باستطاعته إحداث تغيير ملحوظ في هذه الملفات المعقدة، فهذه الملفات في يد «الحرس الثوري» الإيراني، ولن يدعها أبداً لغيره، فهي مصدر قوته، وكذلك مصدر لرزقه في الوقت ذاته، فـ«الحرس الثوري» يقتات على هذه الملفات؛ كي يكون بديلاً للجيش الإيراني، منفّذاً رغبات المرشد، ومتحرراً من أي قيود وضوابط دولية أو قانونية، تردعه من نشاطه.

حتى على الصعيد الداخلي، يد «الحرس الثوري» مطلقة بلا قيود، فهو مَن عطّل محمد خاتمي وقيده حتى أزاحه، وفعل الشيء ذاته مع رفسنجاني، وهما الرئيسان الوحيدان اللذان (لطفا) العلاقة مع الأطراف التي يعاديها «الحرس الثوري» الإيراني، فما كان مصيرهما سوى الاستبعاد. لذلك تفاؤلنا محدود جداً بقدرة بزشكيان على التصدي لهيمنة وسيطرة «الحرس الثوري» الإيراني.

هل سيدعونه ليحقق ما وعد به؟ وهو الذي قال: «إن أزمات إيران ومشكلاتها الاقتصادية الداخلية لن تحل إلا عبر تبنّي سياسة خارجية منفتحة على العالم». وقال إنه سيتبنى سياسة متوازنة لا تعتمد التوجه نحو الشرق أو الغرب، ولن يكون معادياً للشرق ولا للغرب، ولن تكون سياسته الخارجية باتجاه واحد وذات خيار واحد، مضيفاً أنه سيجعل إيران جزءاً من حل قضايا العالم، وليس جزءاً من المشكلة، و«سنعيد بناء إيران في المنطقة والعالم»، وسيسعى إلى إنهاء عزلة إيران، وحل مشكلات الشباب كي لا يهاجروا إلى الخارج. وأوضح أنه سيعمل على صناعة صورة إيجابية وبناءة عن إيران في العالم، لتكون الهوية الإيرانية امتيازاً وليس عبئاً».

واللافت للنظر أن بزشكيان يقر بأن أربعين عاماً في محاولات فرض حجاب المرأة بالقوة، أدت إلى تخصيص إدارة للقيام بهذه المهمة قادت البلاد إلى اضطرابات عنيفة مات فيها العديد من الشباب؛ إقراره بفشل هذه السياسة على الرغم من أنه هو من اقترح قانون «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، خلال فترة البرلمان الثامن في تاريخ إيران، حين كان ممثلاً لتبريز في البرلمان. وهذا القانون ينص على فرض غرامات مالية وعقوبات النفي والسجن عند مقاومة ومواجهة تدخل رجال الأمن في طريقة لباس المرأة وظهورها في المجتمع، كما ذكر موقع «إيران إنترناشيونال».

بزشكيان يؤمن بأن حل الأزمات الاقتصادية في إيران يبدأ بهذه الملفات الصعبة، والتي لن تحل إلا بأمرين؛ إما بإقناع خامنئي بالحسنى، وإما بمواجهة شاملة مع «الحرس الثوري» الإيراني يستعين بها بزشكيان بالشعب الإيراني!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يلحق بزشكيان بخاتمي ورفسنجاني هل يلحق بزشكيان بخاتمي ورفسنجاني



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 17:34 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
المغرب اليوم -

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:07 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

صادرات الحبوب الأوكرانية تقفز 59% في أكتوبر

GMT 06:23 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

صندوق النقد يتوقع نمو اقتصاد الإمارات بنسبة 5.1% في 2025

GMT 06:50 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتحديد أفضل وقت لحجز رحلاتكم السياحية بسعر مناسب

GMT 04:32 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

ستائر غرف نوم موديل 2020

GMT 15:48 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتسرّع في خوض مغامرة مهنية قبل أن تتأكد من دقة معلوماتك

GMT 05:27 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تشن حملة ضد ممثلة نشرت صورها دون الحجاب

GMT 07:16 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

الهاتف "ري فلكس" يطوى ليقلب الصفحات مثل الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib