تونس نحو انتخابات ساخنة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

تونس نحو انتخابات ساخنة

المغرب اليوم -

تونس نحو انتخابات ساخنة

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

الرئيس التونسي قيس سعيد، انطلق في خطواته الماراثونية التي اندفع فيها يوم 25 يوليو (تموز) 2021، مواصلاً تغييرات أساسية شاملة في البنية السياسية التونسية.
أعلن تجميد البرلمان، ورفع الحصانة عن أعضائه. كانت حركة «النهضة» تحتل 52 مقعداً من 217، دون أن تكون لها الأغلبية المطلقة. ترأس راشد الغنوشي زعيم الحركة البرلمان، ثم أعلن الرئيس تعليق صلاحيات البرلمان واختصاصاته، ثم أعلن حله.
الخطوة الأطول والأهم كانت طرح دستور جديد للبلاد وإجراء استفتاء عليه. واجهت خطوة الرئيس قيس سعيد هذه معارضة كبيرة من أحزاب وتيارات مختلفة، لكن في النهاية، عبر الدستور، في الاستفتاء الذي جرى عليه في يوليو الماضي.
قام الرئيس بتعديل قانون الانتخابات، بعد أن تضمن الدستور تأسيس كيان تشريعي جديد، هو مجلس الجهات، وأن تكون الانتخابات البرلمانية في هذا اليوم 17 ديسمبر (كانون الأول)، بالترشح الفردي، وليس بالقوائم الحزبية. وتعالت الأصوات المعارضة لهذا التعديل. خفض الرئيس قيس سعيد عدد مقاعد البرلمان من 217 مقعداً إلى 161 مقعداً.
الرئيس يواصل اندفاعه الواثق في مسار التغيير الطويل، والمعارضة لا تكف عن التظاهر والرفض للانتخابات القائمة على ما اتخذه الرئيس.
طيف سياسي ونقابي واسع معارض يواصل التعبئة لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، وفي مقدمته «جبهة الخلاص الوطني» التي تضم أحزاب «النهضة» و«قلب تونس» و«ائتلاف الكرامة» و«الحزب الحر الدستوري» و«حزب العمال».
الرئيس قيس سعيد يراهن بقوة على عامة شرائح الشعب التونسي، التي عبرت طوال السنوات الماضية عن رفضها الشديد للمكونات السياسية التي تسيدت المحفل السياسي، وتُحملها المسؤولية عن ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
بعض المكونات المعارضة للانتخابات، تلاحق العدالة بعض أبرز قيادتها بتهم مختلفة، وعامة الشعب ترى أن ما أُدخل من تعديلات على قانون الانتخابات، يمنع تدخل المال والوساطة في مسار الانتخابات البرلمانية.
عواصف التأييد والمعارضة تزداد اندفاعاً واتساعاً، مع اقتراب انطلاق انتخابات البرلمان.
سبع دوائر انتخابية لم يتقدم بها أي مرشح، وعشر دوائر تقدم في كل منها مرشح واحد فقط. اعتبر المعارضون لخطوات الرئيس ذلك مثالب ثقيلة تلقي بظلالها على مجمل العملية الانتخابية.
المؤيدون للرئيس لهم موقف عكس ذلك، فهم يرون فيما سبق ذكره، علامة إيجابية، فالشفافية التي تحدو مسيرة الانتخابات، تجعل الفاسدين، حسب قولهم، يهابون اقتحام المعترك الانتخابي.
الدعوة لمقاطعة الانتخابات النيابية، حملة تقودها المكونات المعارضة للرئيس، وتقول إن لا جدوى من البرلمان المقبل، حيث لن يمتلك صلاحيات تحاسب الرئيس الذي منح نفسه كل الصلاحيات، وروض السلطة القضائية.
ويضيف المعارضون أن وجود مجلس تشريعي موازٍ لمجلس نواب الشعب، وهو مجلس الجهات سيشتت القوة التشريعية.
المؤيدون للرئيس يخوضون معركة في كامل أنحاء البلاد، ويعبئون الشارع ضد المعارضين، ويدعون الجميع للمشاركة بقوة في الانتخابات، ويقولون إن من يلبسون رداء الاعتراض والممانعة، يدفعون ببعض مؤيديهم إلى الترشح دون أن يعلنوا حقيقة انتمائهم.
المزاج الشعبي الواسع لا يخفي تفاؤله بنتائج الانتخابات، إذ يرى أن ما حدث من تطوير للمنظومة السياسية في البلاد، يصلح ما أفسده السياسيون السابقون، وما ألحقوه بالبلاد من وهن اقتصادي، وتعثر اجتماعي.
تونس تعيش أزمة مالية، أثرت في حياة الناس، إذ جرى رفع الأسعار بسبب تعديل سياسة الدعم لبعض المواد الأساسية، واختفى بعضها من السوق، وشنت الحكومة حملة واسعة على المضاربين في سوق السلع الغذائية، وشهدت العملة المحلية تراجعاً ملموساً.
اتجهت الحكومة إلى صندوق النقد الدولي للحصول على قروض تدعم الاقتصاد. لكن الصندوق اشترط إدخال تعديلات في المسار الاقتصادي للبلاد. كانت ردود الفعل الشعبية على مطالب صندوق النقد الدولي واسعة، وتقدمها الاتحاد العام التونسي للشغل، وشنَّ أمينه العام نور الدين الطبوبي، حملة واسعة ضد الحكومة وتوجهاتها، منتقداً التوجه لرفع الدعم. وقال إن سياسة الدعم لها تاريخ في البلاد التونسية، وبدأ تنفيذها منذ سبعينات القرن الماضي، وتوعد باتخاذ موقف قوي ضدها.
وقال في خطاب، أمام حشد من العمال، إن الحكومة مرتهنة إلى قوى استعمارية خارجية، وإن خبراء فرنسيين في مركز دراسات اقتصادية، هم من أعدوا مشروع التفاهم مع صندوق النقد الدولي.
وأعلن الطبوبي أن اتحاد الشغل لن يسمح برفع الدعم عن المواد الأساسية، وكرر مهاجمته لرئيس الجمهورية وللحكومة التونسية.
الاتحاد العام التونسي للشغل، قوة نقابية فاعلة منذ سنوات المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، وكان زعيمه فرحات حشاد أحد قادة المقاومة التونسية، واغتاله المستعمرون الفرنسيون.
واجه الاتحاد التونسي للشغل الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، واختلف معه، بل دخل معه في مواجهات، وكثيراً ما اضطر الرئيس بورقيبة للتنازل والقبول بطلبات الاتحاد.
يوم 17 من هذا الشهر، سيكون منعطفاً مهماً، بل خطيراً في مسار تونس، فالرئيس قيس سعيد خاض ولا يزال معركة متعددة الجبهات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
الشعب التونسي كله يترقب مخرجات الانتخابات، وما سيترتب على نتائجها من خطوات عاملة تخفف معاناته. النظام السياسي الجديد سيكون نظاماً رئاسياً بامتياز، وهو ما ترى فيه غالبية التونسيين، النظام الأنسب للبلاد التي عاشت في ظله منذ أن أسسه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وحقق به نهضة تونس الحديثة في كل المجالات.
أوروبا وخصوصاً دول الجنوب المشاطئة لتونس (الجار والشريك الاقتصادي والاجتماعي الأول لتونس) تتابع باهتمام ما يجري في تونس، وخصوصاً أن موجات الهجرة غير النظامية التي تتدفق منها عبر البحر الأبيض المتوسط إلى دول جنوب أوروبا، تسبب مشكلات سياسية داخلية لهذه الدول.
إيطاليا وفرنسا تحاولان جاهدتين أن تعينا الحكومة التونسية على تنشيط اقتصادها، بخلق فرص عمل للشباب التونسيين كي يستقروا في أرض بلدهم، ولا يلجأون إلى المغامرة بدخول أوروبا فوق مراكب مهترئة يستعملها تجار البشر لنقل الشباب التونسيين وغيرهم إلى دول جنوب «المتوسط».
بلدان شمال أفريقيا كلها تتابع بترقب شديد ما يجري في تونس؛ لأن استقرارها يسهم بقوة في تحقيق الأمن في المنطقة كلها، ويفتح الأبواب لإعادة تفعيل منظومة الاتحاد المغاربي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس نحو انتخابات ساخنة تونس نحو انتخابات ساخنة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib