فلسطين التي لا يعرفها بنيامين نتنياهو
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

فلسطين التي لا يعرفها بنيامين نتنياهو

المغرب اليوم -

فلسطين التي لا يعرفها بنيامين نتنياهو

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

في عام 1995، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كتاباً بعنوان «مكان تحت الشمس». في ذلك الكتاب، وضع نتنياهو رؤيته الأيديولوجية الشاملة حول القضية الفلسطينية. الكتاب جاء بعد سنتين من توقيع اتفاق أوسلو، بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل. النقطة المحورية التي مثلت المرتكز الأساس في رؤيته لمجمل القضية، هي أن لا وجود لشيء اسمه فلسطين، أو شعب فلسطيني. يكرر جملتي العرب الذين يقيمون بأرض إسرائيل، أو أرض اليهود. كل الأرض التي تقع بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن، في كتابه هي ملك لليهود وحدهم. ولا يوفر شرق الأردن أيضاً في بعض صفحاته ليمنحه أيضاً للشعب اليهودي.

في حكومته الحالية التي تمثل تطرف التطرف التاريخي في إسرائيل، يشارك وزراء لا يؤمنون بأي مشروع للسلام مع الفلسطينيين. لا بدولة فلسطينية، ولا بدولة ديمقراطية واحدة، تضم اليهود والفلسطينيين. ساد الرأي بأن بنيامين نتنياهو، قبل بالتحالف مع المتطرفين بدافع الهروب من الملاحقة القانونية، التي تهدده بالدخول إلى السجن، كما حدث لسابقه أولمرت. الحقيقة غير ذلك تماماً. إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، وسموتريتش وزير المالية في حكومة نتنياهو، اللذان يمثلان أقصى التطرف والعنصرية في حكومته، ليسا سوى تلميذين في مدرسة نتنياهو، يعتقدان في ما كتبه في المانيفيستو الصهيوني الشامل، بعنوان «مكان تحت الشمس».

تحدث نتنياهو في كتابه عن حق اليهود التاريخي في كل هذه الأرض، وأن قيام دولة إسرائيل لم يكن السبب في الصراع المسلح في منطقة الشرق الأوسط، وأن العنف لم ينقطع قَطّ في هذه المنطقة قبل قيام دولة إسرائيل وبعدها، فالصراع بين العرب لم يتوقف قَطّ، وحاربوا بعضهم على مر التاريخ، ويذكر حالات معينة، ويصفها بمحطات الصراع العربي - العربي. ويكتب نتنياهو في منشوره الطويل، أن منظمة التحرير الفلسطينية صنعها جمال عبد الناصر لمحاربة إسرائيل، وقامت بخطف الطائرات ومارست الإرهاب، وأن الجيوش العربية هي التي طلبت من اللاجئين مغادرة أراضيهم في حرب عام 1948. ولا يطرح أي مشروع للسلام مع الفلسطينيين، ويرفض قيام دولة فلسطينية، ويؤكد شرعية المستوطنات التي يقيمها اليهود على أرض هي لهم، ولا مكان فيها للفلسطينيين الذين يسميهم العرب الذين يعيشون على أرض اليهود، ولا مكان لهم سوى الأردن. وذلك هو الحل العملي والنهائي في رأيه ولا حل سواه. السلام مع الدول العربية مستحيل؛ لأنها دول غير ديمقراطية، والسلام يكون بين الديمقراطيين فقط كما يقول، وعلى إسرائيل أن تمتلك قوة عسكرية ضاربة تردع الدول العربية، بل تخيفها، وأن الضفة الغربية هي حائط الصد الأمني لإسرائيل، ولا بد من أن تحافظ عليها إلى الأبد.

ماذا يضيف المتطرفون الإسرائيليون اليوم إلى ما عبّر عنه نتنياهو بكل صراحة ووضوح في كتابه «مكان تحت الشمس»؟ هو لا يعرف ولا يعترف بشيء اسمه فلسطين، والعرب الذين يقيمون على أرض اليهود عليهم أن يرحلوا إلى بلدان إخوتهم العرب الواسعة؛ أي مشروع الترحيل (transfer) الشامل والكامل. ماذا يضيف كل من إيتمار بن غفير أو سموتريتش لما جاء في «مكان تحت الشمس»؟ لا شيء، هما فقط يطبقان ما ورد فيه عملياً. بن غفير يطالب بتنفيذ الإعدام في المقاومين الفلسطينيين، والتوسع في منح تراخيص السلاح للمستوطنين الإسرائيليين، وحرية اليهود في اقتحام المسجد الأقصى، كل ذلك ليس سوى التطبيق العملي لمقاصد المانيفيستو النتنياهوي الشامل.

ماذا عن اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية؟ نتنياهو يرفضه كلياً، ويصف كلاً من إسحق رابين وشيمعون بيريز بالخونة، لقبولهما بذلك الاتفاق. اتفاق أوسلو بكل مواده، لم يقدم إلى الفلسطينيين شيئاً جوهرياً لحل قضيتهم، وإقامة كيان حقيقي لهم، فوق أرضهم التي تحتلها كلها إسرائيل. حتى قطاع غزة الذي لا توجد فوق أرضه قوات عسكرية إسرائيلية، أو مستوطنات، هو في الواقع، ومن منظور عملي يعتبر محتلاً.

اتفاق أوسلو وُلد ميتاً، بالنسبة إلى الفلسطينيين، وقدم لإسرائيل فراشاً وغطاءً سياسياً لخدمة استراتيجيتها الاستيطانية الشاملة في الضفة الغربية التي تعتبرها الحكومة الإسرائيلية يهودا والسامرة، وهي الأرض التاريخية للدولة اليهودية.

اتفاق أوسلو لم يتضمن كلمات: إنهاء الاحتلال، ولا دولة فلسطينية. ياسر عرفات آمن بنظرية خذ وفاوض، كي تحصل على أكثر، لكن حكومات إسرائيل اعتمدت قاعدة فاوض واقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، حتى يفرض الواقع ما تهدف إليه إسرائيل.

اتفاق أوسلو، كان تعبيراً عن أمل سائل، تحول إلى غبار ذرته رياح القوة والتطرف اليهودي الذي يرتفع من دون توقف. في حين اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بسيادة إسرائيل على 78 في المائة من أرض فلسطين التاريخية، ولم تعترف إسرائيل إلا بمنظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني، مقابل التزام المنظمة بوقف العنف والمقاومة ضد إسرائيل، ويُعطى الفلسطينيون حكماً ذاتياً في المناطق التي تنسحب منها إسرائيل تدريجياً. اتفاق أوسلو نصّ على أن تكون مرحلة انتقالية تنتهي خلال خمس سنوات، تقام خلالها سلطة فلسطينية تشرف على الأمن والخدمات المدنية في التجمعات التي تنسحب من أرضها القوات الإسرائيلية، على أن يعمل الطرفان خلالها على الاتفاق على قضايا الوضع النهائي للقدس واللاجئين والمستوطنات والمياه والحدود والأمن. قُسمت الضفة الغربية إلى مناطق ثلاث: «أ، ب، ج». لكل منطقة ترتيبات معينة تتقاسم فيها الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية الاختصاصات والسلطات. المنطقة «ج» التي تشكل 60 في المائة من أراضي الضفة الغربية، تخضع للسيطرة الإسرائيلية بشكل كامل. أقيمت فيها الآن مئات المستوطنات، وتقوم إسرائيل بهدم البيوت وترحيل المواطنين الفلسطينيين، وتهدف إسرائيل إلى ضم الأغوار وتقول إنها منطقة مهمة لأمنها، وذلك يعني ردم الحلم الفلسطيني بإقامة دولة.

بنيامين نتنياهو، لا يعرف فلسطين ولا يعترف بوجود شعب فلسطيني، ويسميهم العرب الذين يعيشون على الأرض اليهودية، ويعتبر اتفاق أوسلو خيانة، وتعمل حكومته على ابتلاع الأرض الفلسطينية بالتوسع في إقامة المستوطنات، والعمل على جلب المزيد من اليهود من جميع أنحاء العالم إلى إسرائيل، ويعمل على إقناع الولايات المتحدة الأميركية وكندا لتسهيل هجرة الفلسطينيين إليهما. ذلك هو الحل النهائي للقضية الفلسطينية كما يراه نتنياهو، أما فلسطين فهو لا يعرفها أبداً ولا يعترف بوجودها.

الشيء الذي يتجاهله نتنياهو، ومَن معه من المتطرفين، هو الجيل الفلسطيني الذي وُلد تحت الاحتلال، ويندفع من دون تردد إلى المقاومة المسلحة، ويتسابق إلى الشهادة، ما جعل إسرائيل تعيش في خضم حرب استنزاف طويلة، تؤكد وجود الشعب الفلسطيني المقاوم فوق أرضه، وتجعل العالم يعيش يومياً في حلبة هذه القضية الساخنة. الفلسطينيون يفرضون وجودهم يومياً فوق الأرض وتحت الشمس.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين التي لا يعرفها بنيامين نتنياهو فلسطين التي لا يعرفها بنيامين نتنياهو



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib