الانتخابات الرئاسية الفرنسية معركة التطرف
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الانتخابات الرئاسية الفرنسية... معركة التطرف

المغرب اليوم -

الانتخابات الرئاسية الفرنسية معركة التطرف

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

بدأ العد التنازلي الساخن في معركة الانتخابات الرئاسية الفرنسية. صراع قديم يعود كل خمس سنوات بعد أن تم تخفيض المدة الرئاسية من سبع سنوات إلى خمس. كل جولة انتخابية رئاسية في فرنسا، تتغير فيها برامج المترشحين ولغتهم وشعاراتهم، مثلما تتغير الشخصيات المتصارعة في سباق العدْو نحو قصر الإليزيه. الرئيس الجالس على كرسي الرئاسة، يكون أول المندفعين إلى مضمار السباق إلا في حالات قليلة كما حدث مع الرئيس الأسبق فرانسوا أولاند. اليمين واليسار هما الخطوط الأطول في ساحة الركض، أما الوسط فهو العنوان الذي تجري كتابة شعاراته وبرامجه بحروف لا تخلو من تشابه يربك كل من يحاول قراءتها.
في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الدول الليبرالية، يكون الشاغل الاقتصادي هو الوقود الذي يدفع محركات آلة الصراع، لكن الأحداث الداخلية والدولية تقتحم حلبة الصراع عنوة. يوم 10 أبريل (نيسان) المقبل تنطلق الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بين أكثر من عشرة مرشحين حتى الآن، ولا يستبعد إعلان بعضهم الانسحاب. التنافس الأكثر سخونة هو بين مرشحي التيار اليميني الذي صارت له أصوات وألوان متعددة. الشخصية الأبرز هي مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية التي خاضت الجولة الثانية في الانتخابات الأخيرة مع الرئيس إيمانويل ماكرون وورثت والدها المؤسس التاريخي للتيار العنصري السياسي اليميني في فرنسا. أصبحت مارين لوبان، هي شعرة البوصلة السياسية الفرنسية التي تقاس بها الاتجاهات اليمينية المختلفة.
المسلمون الفرنسيون لهم الحضور المزمن في معركة الانتخابات الفرنسية في العقود الأخيرة. فهم البقع السوداء في جلد الثور الفرنسي ناصع البياض ويتبارى زعماء اليمين الفرنسي في تخليق الترياق السياسي والثقافي والاجتماعي لإزالته أو إبطال مفعوله السياسي والثقافي. مارين لوبان أصبح لها أكثر من منافس على قيادتها لليمين، والمفارقة أن كبيرهم قادم من الأرض التي اتخذها عدواً لما دفعت به من مهاجرين إلى فرنسا. إيريك زمور القادم من الجزائر ضمن ما عرف بالأقدام السوداء التي رفضت منح الجزائر الاستقلال عن فرنسا، وهو من أصول يهودية لها جذور عميقة في الجزائر حملها معه في اسمه زمور، وتعني في اللغة الأمازيغية الزيتون.
يرى أن كثافة الوجود الإسلامي في فرنسا مؤامرة كبيرة لتغيير النسيج الاجتماعي الفرنسي، وإذا استمر هذا الوضع في رأيه، فإن فرنسا ستصبح بلداً إسلامياً بعد خمسين عاماً، ويعلن أن مشكلات فرنسا الاقتصادية سببها المهاجرون المسلمون الذين يسطون على فرص العمل ويستنزفون الاقتصاد الفرنسي عبر المساعدات المالية التي تقدم لهم ويفرضون ثقافتهم المخالفة لكل ما هو فرنسي، ويعد في حالة توليه رئاسة البلاد بمنع اسم «محمد» في فرنسا.
مارين لوبان ترى فيه الغريم الأخطر، فهو يأخذ من خزانها الانتخابي لأنه يرفع سقف تطرفه اليميني متجاوزاً أطروحتها العنصرية التي شكلت تيارها الأقدم، ما جعله يقف أمام القضاء بتهمة بث العنصرية والكراهية. لم يعد بين كل السياسيين اليمينيين في فرنسا من هو قادر على تجاوز المدى الذي خطَّه إيريك زمور.
اليسار الفرنسي انقسم إلى درجة التشظي، ما جعله يفقد لونه. بعض أطرافه ذهبت إلى العزف على وتر العنصرية بدرجة أو أخرى تحت شعار الوطنية رغم معارضتهم لإيريك زمور ويرفعون شعار «الحالة الإسلامية في فرنسا تحتاج إلى معالجة وليس إلى الإقصاء». اليسار الفرنسي فشل مراراً في تشكيل جبهة انتخابية موحدة لأن الركض نحو كرسي السلطة بقصر الإليزيه يحرك عوامل الفرقة أكثر مما ينزُّ صمغ التحالف. الشخصيات اليسارية التي تركض في حلبة السباق وأبرزها جون ميلنشون، تحصل في آخر استطلاع للرأي العام أجراه معهد إبسوس على نسبة 11 في المائة، في حين حصلت المرشحة فاليري بيكريس على النسبة نفسها، أما اليمين بممثليه الأبرز؛ مارين لوبان حصلت على نسبة 15 في المائة وحصل غريمها إيريك زمور على نسبة 13 في المائة، وكان الرئيس ماكرون هو صاحب النسبة الأعلى في الاستطلاع وهي 30 في المائة، وكل ذلك يؤشر إلى أن فرص الرئيس الحالي هي الأعلى.
الانتخابات الرئاسية في فرنسا تعكس إلى حد ما مفاعيل الخضم الذي تعيشه أوروبا شرقاً وغرباً. في الشرق الأوروبي التيارات المحافظة لها وجود، في حين يشهد غرب القارة حضوراً ليبرالياً متنوعاً لليسار فيه تأثير كبير، رغم الحالة الشعبوية التي لا تغيب عن ساحات الصراع السياسي.
الحرب التي تجري في أوكرانيا سيكون لها ظلال على الانتخابات الفرنسية، فالرأي العام الفرنسي في مجمله يصطف إلى جانب أوكرانيا ويرفع صوت الإدانة لروسيا، وقد نجح الرئيس إيمانويل ماكرون في إدخال تلك الحرب إلى معركته الانتخابية. وظّف رئاسته للاتحاد الأوروبي واندفع بقوة إلى ساحة الدبلوماسية المتحركة عبر الاجتماعات والاتصالات الهاتفية مع أطراف النزاع في موسكو وكييف والقيادات الأوروبية والرئاسة الأميركية لإيجاد حل سلمي للحرب الروسية في أوكرانيا، وأطلق مبادرات متواصلة في سياق معالجة أزمة اللاجئين الأوكرانيين.
قرار آخر اتخذه الرئيس ماكرون له مردود على المعركة الانتخابية وهو سحب القوات الفرنسية من مالي، وهو بذلك نجح في سحب هذه الورقة من يد منافسيه، وكانت تلك ضربة استباقية لها تأثيرها في معركة الانتخابات المقبلة.
إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي الأصغر سناً، الشاب المثقف عازف البيانو البارع في الداخل والخارج، حقق لفرنسا حضوراً سياسياً على المستويين الأوروبي والدولي. إذا استمر في قيادة فرنسا لخمس سنوات مقبلة، فإنه سيضع اسمه ضمن رؤساء فرنسا الكبار، بعد سقطات سياسية شهدتها البلاد في عهدي فرانسوا أولاند ونيكولا ساركوزي، فكان هو النحلة التي رشفت من بساتين ديغول وميتران وجاك شيراك، مع مبادرات تفاعلت مع المستجدات الداخلية والخارجية.
في المعركة الانتخابية الرئاسية، التطرف السياسي يكسر بعضه كالفخار، والرئيس الشاب يعزف على بيانو الهدوء والوطنية المعتدلة، وينتظر الجولة الثانية فوق حلبة الملاكمة وفي يديه قفازان يصارع بهما امرأة أو رجلاً، وكلاهما على يمينه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات الرئاسية الفرنسية معركة التطرف الانتخابات الرئاسية الفرنسية معركة التطرف



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib