الرائد جلود في أمواج الملاحم المتداخلة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الرائد جلود في أمواج الملاحم المتداخلة

المغرب اليوم -

الرائد جلود في أمواج الملاحم المتداخلة

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

الرحلة صحبة الرائد عبد السلام جلود في مذكرته الملحمة، طويلة وبها محطات تعج بالأحداث التي لا تخلو من سخونة، بعضها حارق وبعضها بارد، وأخرى بين بين.

التحاق الطالب عبد السلام جلود، بالكلية العسكرية، كان محطة أخرى حضر فيها زميله الطالب معمر القذافي، وكان دوره حاسماً في رسم مستقبل جلود. بعدما انصاع لرغبة رئيس الحركة وقبل الالتحاق بالكلية العسكرية بإلحاح، بل بضغط من القدافي، الذي حضر خصيصاً من مصراتة لإلحاقه بالكلية العسكرية. قدم عبد السلام أوراقه، لكن عند الفحص الطبي، قال له الطبيب الصيني، يوجد ثقب في طبلة الأذن اليمنى، وهكذا كما يقول في الصفحة 37 من مذكراته، إنه فرح بهذا الرفض الطبي. لكن الأخ معمر الذي كان ينتظره، توجَّه إلى العقيد حسن السنوسي رئيس اللجنة وأقنعه بقبول عبد السلام.

هنا محطة أخرى نقرأ عندها شخصية معمر القذافي وتأثيره على ضابط كبير بكلمات قليلة قال له فيها: أرجوك أن تعطي هذا الطالب فرصة؛ لأنه طالب ذكي ومتميز ولديه عقل منظم وحرام تخسره المؤسسة العسكرية، فوافق العقيد رئيس اللجنة.

دخل بعض من أعضاء الحركة إلى الكلية العسكرية تنفيذاً للقرار رقم واحد للحركة، وبعدها بدأ تنفيذ القرار رقم اثنين الذي ينص على ضم طلبة الكلية للحركة، وشرع الشباب الذين أصبح عنوانهم، الضباط الوحدويون الأحرار في تنفيذه. باشر معمر القذافي في تنفيذ استراتيجيته القديمة بتكتيك جديد، تشكيل خلايا من طلبة الكلية بعد استمزاج توجهاتهم السياسية والفكرية، ودراسة شخصية كل واحد منهم مع الحذر المحسوب لعيون وآذان المراقبة الأمنية. وفي تلك الحلقة الجديدة النوعية كان الطالب العسكري معمر القذافي هو المحور والمحرك المنظّم، والطالب العسكري عبد السلام جلود ذراعه اليمنى. بدأت بعد ذلك اجتماعات الخلايا في مناسبات وأماكن مختلفة ومتعددة بعد أن نجح في ضم أعضاء جدد للحركة من بين أفراد دفعته بالكلية.

في الصفحة 44 من المذكرات، يكتب الرائد عبد السلام جلود: «بدأ النظام الملكي العميل يكتشف التنظيم، فشرع في مراقبتنا واتخذت قيادة الجيش سلسلة من الإجراءات، منها مثلاً قيام كتيبتين مدرعتين بقيادة العقيد عبد الله البنغازي، قائد سلاح الدروع، باحتلال معسكري، كما أنهم سحبوا الذخيرة والوقود، ومنعوني أنا ومعمر من دخول المعسكرات، كما أنهم أمروا باعتقالنا».

إذن، تم اكتشاف الحركة وتحديد قيادتها ممثلة بمعمر القذافي وعبد السلام جلود، فلماذا لم تتخذ إجراءات حاسمة ضدها، كأن يقبض على أعضائها ويقدموا للمحاكمة؟ يجيب الرائد جلود عن هذا السؤال في الصفحة 45 من المذكرات قائلاً: «كان الملك وحاشيته وأعوانه، يعتقدون أن هؤلاء الضباط الصغار يحتاجون إلى ست أو ثماني سنوات ليصبحوا آمري كتائب وقادرين على تفجير ثورة، وهذه مدة كافية للتخلص منهم، ثم إن الجيش يتحرك بأوامر عسكرية عليا لا بقرارات ثورية من ضباط صغار. هذا هو التفكير السائد في عام 1969، ليس في ليبيا وحدها، بل هذا هو التفكير التقليدي في العالم كله؛ ولذا أعطوا أمراً بعدم اعتقالنا. كان العقيد عون اشقيفة، مدير العمليات، هو الذي وقّع على رسائل الاعتقال، وحينما جاء الأمر بعدم تنفيذ القرار، مزّق الرسائل وقال غاضباً، (خلو الفروخ ـ الأولاد ـ يعملوا ما يريدون)». توقف عبد السلام جلود عند محطات تكررت فيها المخاطر، وجرى تقييم الكثير من التطورات وأوردها بتفاصيل طويلة، لكن بقي الشخص الأول الذي يتحرك وسط كل تلك التموجات الخطرة، هو الملازم معمر القذافي متنقلاً بين بنغازي وطرابلس ويعقد الاجتماعات مع قادة الحركة. تحدث جلود مطولاً في مذكراته عن التحرك ليلة أول سبتمبر (أيلول) بما فيه تفاصيل العمليات العسكرية في طرابلس وبنغازي. يذكر الرائد جلود في الصفحة 56: «وصباح يوم الثورة، فوجئنا بأن أوامر صدرت للكتيبة السادسة المتمركزة بمدينة الزاوية بالتحرك إلى طرابلس، وبالتحديد معسكر تاجوراء وحتى اليوم ظل تحرك الكتيبة لغزاً بالنسبة إلينا: أكان تحركاً لإجهاض الثورة، أم عملية نقل روتيني؟ لقد واجهتُ ليلة الثورة تحديين كبيرين: الأول، كيف يمكن الحصول على ذخيرة؟ فمن دون ذخيرة يكون موقفنا ضعيفاً وصعباً في حالة حصول مواجهة. لما سحبوا الذخيرة من كتيبتي، أخبرني رئيس عرفاء كتيبتي خليفة إحنيش بأنه يعرف ضابط الشرطة المسؤول عن مخازن الذخيرة، فطلبت من إحنيش أن يتقرب إليه ويحاول أن يقيم معه صداقة وثيقة، والأهم أن يعرف مكان إقامته. في الساعة الرابعة والنصف لما انطلقنا نحو أهدافنا، انطلق إحنيش مع مجموعة من الجنود صوب منزل ضابط الشرطة، فاصطحبوه إلى مخزن الذخيرة، ثم عادوا إلينا بسيارات محملة بكل أنواع الذخيرة، فارتفعت معنويات الجنود، وأخذوا يطلقون طلقات نارية في الهواء ابتهاجاً. كانت الأهداف التي حددت لقواتي هي السيطرة على البريد وقطع الاتصالات، والسيطرة على وزارة الداخلية ومديرية الشرطة وجهاز الأمن ورئاسة الأركان، وشل القوة المتحركة الموجودة في معسكر قرقارش من دون الدخول في صدام معها». ويستمر الرائد جلود في سرد تفاصيل ما حدث في تلك الساعات من أول سبتمبر فيكتب في الصفحة 58: «في الظهيرة ذهبتُ مع الأخ عبد المنعم الهوني، لمقابلة ولي العهد حسن الرضا السنوسي الذي كان قد اعتقل في معسكري بباب العزيزية، وأخذنا معنا جهاز تسجيل، ثم طلبنا منه أن يتنازل طوعاً عن العرش فوافق. وهكذا أعلنا عبر الإذاعة تنازل ولي العهد عن الحكم».

في صباح الأول من سبتمبر أذاع الملازم معمر القذافي البيان الأول للثورة من محطة الإذاعة ببنغازي، وقبل صباح اليوم الثاني، كان الضباط الوحدويون الأحرار قد أكملوا سيطرتهم على مقاليد السلطة في البلاد من دون مقاومة من الجيش أو البوليس.

وإلى محطات قادمة، نعيد اللقاء فيها مع ملحمة الرائد عبد السلام جلود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرائد جلود في أمواج الملاحم المتداخلة الرائد جلود في أمواج الملاحم المتداخلة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib