بركان غزة نيران الجمر السائلة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

بركان غزة... نيران الجمر السائلة

المغرب اليوم -

بركان غزة نيران الجمر السائلة

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

شهور الموت والجوع والدمار. عاشها جميع ساكني الكرة الأرضية. الجثث والصراخ والرعب والدمار والمرض والجوع، هزَّت قلوب البشر، وعاشت في عيونهم، وهزَّت نبض القلوب في العالم غضباً. حرب ليست عالمية مثل الأولى والثانية. ما تقوم به إسرائيل في غزة، هو حرب ضد الإنسانية. شهد العالم في القرن الماضي حروباً في أوروبا وأفريقيا وآسيا. كانت أبشعها وأكثرها دموية، الحرب الأميركية على فيتنام وقبلها حرب فرنسا على الجزائر، وكذلك الحروب العربية - الإسرائيلية الأربع. في كل تلك الحروب، كانت أغلب الشعوب مغيّبة. الصحافة المكتوبة والراديو، الوسيلتان الإعلاميتان، هما ما كان آنذاك. الأمية السائدة والفقر، حالا دون قراءة الملايين لما ينشر في الصحف من أخبار عن تلك الحروب، أما الراديو فلم يتح إلا للقلة من البشر، وكانت الدول الكبيرة الغنية هي من يمتلك محطات البث الإذاعي. ما تشهده غزة هو عدوان العصر الإنساني الجديد. حرب طيَّرتها تقنية الإعلام الجديدة، إلى كل العيون والآذان والقلوب. لا جدار عرقي أو ديني أو آيديولوجي، يضع غشاوة مغالطة أو تزوير للحقائق الحية التي تنقلها الفضائيات، ويعيش في غمارها المراسلون الذين ضحى أكثر من مائة منهم بحياتهم؛ كي يضعوا في العقول والقلوب، أخبار وصور حرب الإبادة التي تهطل قتلاً بالطائرات من السماء، وتندفع دماراً من الدبابات والمدافع الإسرائيلية على الأرض.

مظاهرات مليونية خرج فيها الكبار والصغار رجالاً ونساءً في كل القارات. غزة هي الأولى في نشرات الأخبار، والعنوان الأول والأكبر في صحف العالم. قالت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، إن قرابة ألف مظاهرة شهدتها المدن الإيطالية تضامناً مع أهل غزة. وذلك ما شهدته أغلب المدن الأوروبية. في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، كان للغضب الشعبي حضور دافق. في الولايات المتحدة الأميركية ذاتها، التي تقدم لإسرائيل المال والسلاح والدعم السياسي المطلق، تدافع الآلاف في شوارع المدن الكبرى تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ضد طوفان الإبادة الإسرائيلية الجماعية للشعب الفلسطيني. ستنتهي الحرب على الأرض، بعد وقت قريب أو بعيد. لكن نيران بركانها ستسيل على الأرض زمناً طويلاً.

لقد خرج الملايين في أصقاع الأرض في مظاهرات حاشدة إدانة للإبادة الجماعية المروعة التي نفذتها القوات الإسرائيلية ضد الأبرياء على كل غزة. في الولايات المتحدة الأميركية، تظاهر الآلاف في مدنها المختلفة، وشارك في بعضها يهود يرفعون أعلام فلسطين. وللمرة الأولى، صارت القضية الفلسطينية تفعل فعلها في الانتخابات الأميركية. الرئيس الأميركي جو بايدن المترشح للرئاسة عن الحزب الديموقراطي، قدّم مبكراً الدعم المالي والعسكري والسياسي لإسرائيل، منذ بداية حملة إبادتها للفلسطينيين في غزة، لكنه بفعل الضغط الشعبي بدأ رعشات التردد. قال في تصريح قريب، إن زوجته قالت له، إن ما تقوم به إسرائيل في غزة، غير أخلاقي. الرئيس السابق دونالد ترمب المترشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري، وهو النصير الأعمى لإسرائيل، ولا يمتلك ميزاناً لكلماته، واعترف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، وبمرتفعات الجولان كجزء من الدولة الإسرائيلية، ترمب هذا صار يطوف حذراً حول ما تقوم به إسرائيل في غزة، فهو يعلم أنه يتحدث لصندوق الانتخابات القادمة، وطوابير المصوتين سيكون من بينهم من يحمل شيئاً من دماء ودموع غزة، في رعشات يديه أمام صناديق الاقتراع. الحضور اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية، له جذور وامتداد ديني وسياسي واقتصادي، لا يغيب عن القرار السياسي، الذي يقف من دون حساب أو تردد مع إسرائيل. لكن الإدارة الأميركية، اضطرت مندوبتها في مجلس الأمن إلى ألا ترفع كف الفيتو، ضد قرار المجلس الذي يدعو إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة حتى نهاية شهر رمضان. اليسار الأوروبي، عاد للانتعاش بعد سنوات طويلة، إثر الموجة الشعبوية التي لم تخلُ من أنفاس عنصرية، وبروز تيار يميني لا يخفي دعمه لإسرائيل. عشرات الآلاف من الضحايا، وجلّهم من النساء والأطفال، وليس من بينهم من يمكن تعليق تهمة الإرهاب فوق جثته، أو على جروحه، أو على بقايا بيته، سيكونون النار التي تشعل وعي الجيل الشاب في أوروبا، وتعبئ النقابات والمثقفين والعمال والطلاب، وتخلق تياراً يتحرك لمواجهة تسيّد الليبرالية السياسية، والشعبوية اليمينية، التي تستخف بأرواح البشر.

في إسرائيل كان «طوفان الأقصى»، ناقوساً أيقظ ما نام في ظلام السنين. للمرة الأولى منذ قيامها سنة 1948 يقتحم مسلحون فلسطينيون أرضها، ويأسرون عسكريين ومدنيين من مواطنيها، وتخوض حرباً على قوة عربية على مدى شهور، ويسقط فيها مئات الإسرائيليين. بركان غزة حرّك إسفيناً سياسياً في كتلة الكيان الإسرائيلي. انقسامات حادة في التحالف الحاكم، وفي صفوف الشرائح الاجتماعية. الحريديون المتدينون المتشددون، الذين يرفضون الخدمة في الجيش منذ قيام الكيان، بدأت حملة واسعة تطالب بضرورة انخراطهم في الخدمة العسكرية.

بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، شخصية مركبة. منذ بدايته تربى على فكر صهيوني متطرف. والده كان تلميذاً لفلاديمير جابوتنسكي المتشدد، الذي كان يطالب بضفتي الأردن. ويدعو إلى العنف ضد العرب. منذ الحرب العالمية الأولى، إلى آخر يوم في حياته كان في معارك مع الحركة الصهيونية التي اعتبرته مغالياً في تطرفه، ورفض ديفيد بن غوريون نقل جثمانه من أميركا إلى إسرائيل، لكنه نُقل في النهاية. سنة 1976 خطف الفلسطينيون طائرة فرنسية تقل إسرائيليين وأنزلوها في مطار عنتيبي بأوغندا. أرسلت إسرائيل قوة عسكرية هاجمت الطائرة في عنتيبي لتخليص الإسرائيليين. كان من بين أفراد القوة الإسرائيلية ضابط شقيق لنتنياهو. تركت تلك الحادثة أثراً عميقاً في شخصية نتنياهو، وأضافت حطباً آخر لنار كراهيته وحقده على كل من هو عربي. في كتابه «مكان تحت الشمس»، قال إن أرض إسرائيل من البحر إلى النهر، ولا حل أمام الفلسطينيين إلا الرحيل الكامل عن ما أسماه بأرض إسرائيل التاريخية. اهتبل هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 لإبادة أهل غزة وتدمير كل ما فوق أرضها، رافضاً كل المبادرات والاحتجاجات الدولية الرسمية والشعبية.

القضية الفلسطينية التي بقيت حية على مدى سبعة عقود، انطلقت نيران جمرها الآن من بركان غزة الرهيب، الذي سيسيح جمراً في العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط. ليس من السهل معرفة قوة سائل نار غزة ومداه، لكن لا بد أنه سيتدفق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بركان غزة نيران الجمر السائلة بركان غزة نيران الجمر السائلة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib