بين الفلسطيني واللبناني هناك فرق

بين الفلسطيني واللبناني... هناك فرق!!!

المغرب اليوم -

بين الفلسطيني واللبناني هناك فرق

الكاتب حسن صبرا
بقلم : حسن صبرا

مباشرة ومن دون لف او دوران المقصود هو درجة الولاء للوطن .
عندما يقول الفلسطيني ان فلسطين في دمه فهو يعني ذلك حتى لو كان قاطناً في أدغال البرازيل وهذا ما يعلمه لاولاده الذين لم يعيشوا في فلسطين مثله او لأحفاده الذين لا يعرفون في الدنيا الا الآمازون وفلسطين...

وما زارهم وزير خارجية وطنهم ولا دعاهم لانتخابات او عرض عليهم بطاقة حزبية... وهو عندما يزورهم لا ينتظرونه ليحدثهم عن فلسطين بل هم الذين يغنون لها امامه.. ويلقون قصائد الوطن السليب ويعيدونه الى فلسطين مفعماً بالحماسة لها...

  • هذا هو معنى ان فلسطين في دمه...

وتجد ان معظم اللبنانيين خارج وطنهم يشفقون على من بقي في لبنان والبعض يعتبر انهم قليلو الحيلة لا يعرفون كيف يدبرون انفسهم مع الذين بقوا خلف هذا الزعيم او ذاك ونجحوا في تظبيط انفسهم بمسايرته ليصلوا الى ما يريدون... ثم يكتفون في احسن الاحوال بالتصدق على بسطاء الوطن المسروقين بما يزيد رصيده في الآخرة.. لتكون اقصى اماني المقيمين في لبنان هي فرصة عمل لشبابه في الخارج القريب او البعيد ليصير مثل المغترب الذي بات معظم امثاله يرى وطنه مصيفاً وسياحة وذكريات يتبادلها في اوقات فراغه
الفلسطيني لديه عصبية وطنية متشددة حتى ولو كان متديناً وهي الوحيدة التي تمنع انحرافه الى العصبية الدينية المفتتة، وفِي لبنان فإن آخر حضور عند الكثيرين هذه العصبية الوطنية... وقد ترسخت عندهم عصبية المذهب والزعيم او التنظيم... هذا لا يعني ان الفلسطيني يخلو من عصبية ولاء لهذه المنظمة او تلك الحركة لهذا القائد او ذاك لكنه يوالي هذه وذاك من خلال فلسطين  
اللبنانيون منقسمون حول حرية اراضي وطنهم وتحريرها او تركها.. وتسيطر عليهم نزعات المذهبية والطائفية.. حتى لتبدو هذه قاتلة للوطنية فرصة للنكايات والشماتة لكن حرية ارض فلسطين هي عنصر الجمع الاساس بين ابناءها مسلمين ومسيحيين!
كل امراض الجهل والتخلف والعصبيات والنكايات قد تجدها واحدة عند اللبناني والفلسطيني لكن درجة ولاء الفلسطيني لوطنه تعلو كثيراً عن درجة ولاء اللبناني 
قد يقول البعض وهذا صحيح ان السبب الاول هو ان الفلسطيني خسر وطنه لذا  اشتدت عصبيته في حبه والتوق لإسترجاعه...

لكن،

لبنان الذي كان محتلاً لم يشكل احتلال ارضه عصبية جمعية وطنية، بل كان الانقسام دائمًا بين بنيه حول الإحتلال مع التغني الدائم بالحرية والسيادة سواء عندما كانت الطائفية هي الاعلى صوتاً او عندما هبطت العصبية الى المذهبية... والفلسطيني الذي تخلى عنه العرب لم ييأس ولم يوزع ولاءه لهذا النظام او ذاك الا اذا قهره هذا النظام او ذاك واستتبعه بالحديد والنار والاغتيالات ومع هذا ظلت فلسطين هي قضيته وها هي تمضي اجيال النكبة والنكسة والخروج من عمان ومن الاردن ومن بيروت ومن لبنان والملاحقة من سورية والإبعاد من الجولان... والفلسطيني اقرب الى فلسطين من اي وقت مضى وليس معنى هذا انه يقف على باب فلسطين لتحريرها بل هو تجسيد لمعنى ان تكون فلسطين في دمه...

  • فهل هو لبنان في دم اللبنانيين؟

هناك فرق 
ولا يغشن احدكم نفسه ويكتفي بتبرير ذلك بفساد وعهر حكامه وقادة العصبيات المذهبية... فعند الفلسطينيين حكام فاسدين وعهار لكن هذا لم يلغ عصبية الفلسطيني لأرضه وهذه العصبية الفلسطينية هي التي تشد عصب العرب وكل العالم الحر واصحاب الضمائر الحية فيه اعجاباً به ومن هذا الاعجاب تأييداً سياسياً شعبياً ونخبوياً للقضية الفلسطينية
لقد نجح الفلسطينيون ومن ايدهم من العرب في جعل القضية حية بسبب عصبيتهم لوطنهم والتعبير عن ذلك بالقتال احياناً لكن بالولاء الانساني والوطني وبالفن الفلسطيني وبالرسم والشعر والكوفية احياناً كثيرة. 
هل ساهم الاحتلال الصهيوني بشد هذا العصب عند الفلسطيني؟

وهل ادى فساد حكام لبنان الى هذا الاهتراء في المشاعر الوطنية اللبنانية؟

اياً يكن الجواب فإن بين الفلسطيني واللبناني... هناك فرق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الفلسطيني واللبناني هناك فرق بين الفلسطيني واللبناني هناك فرق



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:07 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

صادرات الحبوب الأوكرانية تقفز 59% في أكتوبر

GMT 06:23 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

صندوق النقد يتوقع نمو اقتصاد الإمارات بنسبة 5.1% في 2025

GMT 06:50 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتحديد أفضل وقت لحجز رحلاتكم السياحية بسعر مناسب

GMT 04:32 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

ستائر غرف نوم موديل 2020

GMT 15:48 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتسرّع في خوض مغامرة مهنية قبل أن تتأكد من دقة معلوماتك

GMT 05:27 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تشن حملة ضد ممثلة نشرت صورها دون الحجاب

GMT 07:16 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

الهاتف "ري فلكس" يطوى ليقلب الصفحات مثل الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib