أوبنهايمر يحصد الأوسكار

أوبنهايمر يحصد الأوسكار

المغرب اليوم -

أوبنهايمر يحصد الأوسكار

خالد منتصر
بقلم - خالد منتصر

أوبنهايمر يحصد الأوسكارأوبنهايمر فى الأوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ممثل مساعد وأفضل تصوير ومونتاج، فيلم يستحق، فيلم أسطورى، عندما شاهدت الفيلم خرجت منه منتشياً ومشحوناً وجميع الأسلاك العصبية فى الدماغ مستفزة ومتحفزة.٣ ساعات من المتعة والفلسفة والعلم، فيلم لا بد لك من الاحتشاد قبله بقراءة بعض مبادئ فيزياء الكم العامة، وما الفرق بين الانشطار والاندماج النووى، ولماذا كان إطلاق النيوترون على النواة حدثاً علمياً خارقاً وقتها سيجعل العالم مختلفاً عما قبل؟.. إلخ، هذه معلومات الطلبة فى الغرب يحفظونها عن ظهر قلب، لكننا كشعوب تكره الفيزياء وتخاصم العلوم وتفتقد الثقافة العلمية عموماً، لا بد أن نطلع عليها أو نشاهد documentary سريعاً عنها.بداية اختيار أوبنهايمر كموضوع لفيلم اختيار عبقرى، فهو شخصية درامية بامتياز، تعيش صراعاً يمزقها ما بين شغف العلم، وكيف سيتحول هذا الشغف على أيدى رجال السياسة إلى كارثة إنسانية من الممكن أن تدمر العالم، تأنيب ضمير مع قدرة على التبرير، يحس بها عالم فيزياء غير عادى، فهو فضلاً عن براعته فى التخصص، فهو قارئ متعمق فى الشعر والفلسفة، يقرأ السنسكريتية، ويتعلم اللغة الهولندية فى ستة أسابيع لأنه سيلقى محاضرة هناك، شعلة ذكاء وبركان مشاعر متضاربة، يبكى من هجره لعشيقته التى تسبب فى انتحارها، ويحاول قتل أستاذه بحقن سم السيانيد فى التفاحة!!المخرج المحبوب العبقرى المدهش نولان يقول لنا فى ثنايا الفيلم إن العلماء يستخدمهم الساسة كمناديل كلينكس، عندما يصلون إلى أغراضهم يلقون بهم فى أقرب سلة قمامة، أو يحولونهم من أبطال إلى جواسيس كما حدث مع أوبنهايمر، الذى ظن أنه سينهى الحروب على الكوكب باختراعه للقنبلة الذرية، بعد توصله للاختراع يطلب أوبنهايمر من الجنرال الذى اختاره لإدارة مشروع منهاتن، فيرد الجنرال لماذا؟ وكأن أوبنهايمر كان مجرد ساعى بريد لا دور له!!! ثم يقابله الرئيس ترومان ويسخر منه عندما يقول أوبنهايمر وصوته يرتعش «يداى ملطختان بالدماء»، يعطيه ترومان المنديل ليمسح الدم!! ثم يقول لمساعديه «لا تدخلوا عليّا هذا البكاء الشكاء مرة أخرى».الصراع بينه وبين شتراوس المسئول عن هيئة الطاقة الذرية مثل الصراع بين ساليرى وموتسارت فى فيلم أماديوس، (أعتقد أن جونيور الذى أدى دور شتراوس هو الذى سيحصل على الأوسكار).قال أوبنهايمر نقلاً عن السنسكريتية أصبحت رسول الموت ومدمر العوالم.صار بروموثيوس الذى سرق النار وألهم البشر سر المعرفة فحكم عليه بأن يقيد وينهش النسر كبده وأحشاءه كل يوم.اكتشف أوبنهايمر نهم ماكينة الحرب لمزيد من الدمار، اعترض على القنبلة الهيدروجينية التى هى أضعاف أضعاف الذرية.لم يستمع إلى أينشتين ولم يمتلك حدسه، فصاحب نظرية النسبية وبانى صرح الفيزياء الحديثة كان يعرف نهاية الطريق وشبق رجال السياسة للسلطة ولو على جثث الملايين! لذلك آثر عدم المشاركة.تعتبر تجربة القنبلة الذرية فى الفيلم إلى أن يحدث التفجير من أهم مناطق الإثارة السينمائية المتصاعدة فى تاريخ السينما بإيقاعها اللاهث الموتر. الفيلم يحتاج ألف بوست للإحاطة بتفاصيله المدهشة.الفيلم أيقونة سينمائية ومعجزة إبداعية لمخرج عودنا على الجنون الفنى الجميل، ولا يمكن أن نذكر أهم عشرة أفلام فى تاريخ السينما دون أن نذكر من بينها أوبنهايمر، الذى اشترك فيه نجوم سوبر ستار حاصلون على أوسكار أو رشحوا له فى أدوار مساعدة لمدة دقائق، فقط لأنهم واثقون من أنهم سيخلدون فى تاريخ السينما من خلال اشتراكهم ولو بشوت فى هذا الفيلم العبقرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوبنهايمر يحصد الأوسكار أوبنهايمر يحصد الأوسكار



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:07 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

صادرات الحبوب الأوكرانية تقفز 59% في أكتوبر

GMT 06:23 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

صندوق النقد يتوقع نمو اقتصاد الإمارات بنسبة 5.1% في 2025

GMT 06:50 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتحديد أفضل وقت لحجز رحلاتكم السياحية بسعر مناسب

GMT 04:32 2020 الإثنين ,23 آذار/ مارس

ستائر غرف نوم موديل 2020

GMT 15:48 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتسرّع في خوض مغامرة مهنية قبل أن تتأكد من دقة معلوماتك

GMT 05:27 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تشن حملة ضد ممثلة نشرت صورها دون الحجاب

GMT 07:16 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

الهاتف "ري فلكس" يطوى ليقلب الصفحات مثل الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib