أخيرا نصر أبوزيد على الشاشة

أخيرا نصر أبوزيد على الشاشة

المغرب اليوم -

أخيرا نصر أبوزيد على الشاشة

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

كل الشكر لقناة «القاهرة الإخبارية»، التي عرضت فيلماً وثائقياً عن المفكر المصري الكبير نصر أبوزيد، في خطوة لها دلالة، وأرجو أن تكون بداية سلسلة أفلام عن رواد التنوير فى مصر، لماذا يُعتبر تقديم نصر أبوزيد الآن خطوة مهمة تستحق الاحتفاء؟.

لأن نصر أبوزيد اغتيل معنويا بعد أن أدرك التكفيريون الجهاديون الإسلامويون أن الاغتيال الجسدى للمفكرين من الممكن أن يفقدهم الشعبية، فغيّروا التكتيك إلى التجريس والاغتيال المعنوى والتكفير وتسليم الضحية إلى عابرى السبيل ليتصرّفوا هم بمعرفتهم ويقتلوا دون الرجوع إليهم، وهم يتصورون أنهم يدافعون عن دينهم.

رفعت دعوى الحسبة والتفريق بين أبوزيد وزوجته 1993، أى منذ ثلاثين سنة، وبعد عام من اغتيال فرج فودة، وقبل عام من محاولة اغتيال نجيب محفوظ الذى طبّقت فيه نظرية «الجماعة تكفّر وعابر السبيل يقتل»!

ماذا كتب المحامون فى دعواهم ضد أبوزيد؟ كتبوا: «المعلن إليه الأول وُلد فى 10 يوليو 1943 فى أسرة مسلمة، وتخرج فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ويشغل الآن أستاذ مساعد الدراسات الإسلامية والبلاغة بالقسم وبالكلية المشار إليهما، وهو متزوج من السيدة المعلن إليها الثانية، وقد قام بنشر عدة كتب وأبحاث ومقالات تضمّنت، طبقاً لما رآه علماء عدول، كفراً يُخرجه عن الإسلام، الأمر الذى يعتبر معه مرتداً ويحتم أن تطبّق فى شأنه أحكام الردة حسبما استقر عليه القضاء»!

ثم كانت الحملة الشعواء عليه فى الصحافة، ومنها ما كتبه مصطفى محمود عندما قال لتأجيج المشاعر ضد «نصر» فى قضية أكاديمية لها أبعاد مختلفة عن شهوة التريند الصحفى والمناقشات الشعبوية السطحية.. «الخلاصة المفيدة لإنتاج صاحبنا فى سطور قليلة، أنه ينعى على الخطاب الدينى ويعيب عليه أنه يرد كل شىء فى العالم إلى الله وإلى مشيئته، وهو يرى أن هذا الكلام ينفى الإنسان وينفى القوانين الطبيعية والاجتماعية، وهو كلام لا ينسحب على الخطاب الدينى وحده، بل ينسحب على القرآن..».

ثم يفتح النار أكثر قائلاً: «هذه الأبحاث مجرد «نكتة والله، وزمان عجيب كثرت فيه الضحكات، وهذا صاحبهم الذى اتهم الصحابة، وأنكر إعجاز القرآن، وحيا سلمان رشدى، وصفق لكارل ماركس».. وللأسف كان الهجوم العاصف لمن لم يقرأوا حرفاً لهذا الباحث العظيم باباً للحكم عليه بالتفريق، ثم خروجه من وطنه إلى هولندا، وظل بعيداً منفياً يعانى من الظلم والقهر رغم شهادة أساتذة كلية الآداب من المتخصصين فى صفه، إلا أن تيار التكفير كان قد انتصر حينذاك وقال كلمته.

اليوم جاء الإنصاف من قناة «القاهرة الإخبارية»، فلها وللمسئولين عنها كل التحية والتقدير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخيرا نصر أبوزيد على الشاشة أخيرا نصر أبوزيد على الشاشة



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib