ميرفت أمين فتاة الأحلام

ميرفت أمين فتاة الأحلام

المغرب اليوم -

ميرفت أمين فتاة الأحلام

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

بكل ثقة وجلافة وغلظة حس، انتشرت صورة الفنانة ميرفت أمين على وسائل التواصل الاجتماعى وهى حزينة فى عزاء المخرج الراحل على عبدالخالق، وبدأ التنمر والكلام عن أثر السن وتجاعيد الكبر والملامح التى تغيرت.. إلى آخر هذه السماجات التى يتميز بها دواعش السوشيال ميديا، وبالطبع يستغلون هذه السخافات فى جعلك تكره الحياة والحب والبهجة، لأنك لو أحببت الحياة فستموت على الفور الدعشنة وتنتحر الأخونة والسلفنة، فتلك كلها ثقافات موت، لا تملك من وسائل الإقناع أى منطق، فليس أمامها إلا التخويف بالمرض وبث الرعب والخوف بالشيخوخة والموت، وفضلاً عن أن ميرفت أمين ما زالت زى القمر، جميلة وجذابة وفتاة أحلام بكل رقيها وشياكتها وسموها، فالسن والعمر ليس عاراً أو خطيئة، والمجتمع الذى لا يحترم كبار السن مجتمع مريض، أتعجب من هؤلاء الضباع عندما يسخرون من سيدة كبيرة ترقص فى ميدان فى أوروبا ويعلقون قائلين بمنتهى الغلاسة احترمى سنك! أو جدة تنزل البحر أو حمام السباحة بقولهم: «إنتى فيكى حيل ما تتهدى وتقعدى فى مكانك».. إلخ، قسوة وانعدام إنسانية وغلظة حس تثير القرف والغثيان، ليست المشكلة صورة ميرفت أمين، ولكن المشكلة ثقافة أفراد صاروا يتغلغلون فى نخاع المجتمع وروحه كالسوس، لماذا هذه الأرتيكاريا ممن يحبون الحياة؟! لماذا اعتبار تجاعيد السن سوء خاتمة ونذير عذاب؟ هل أتقى الأتقياء من الأنبياء ورجال الدين لم تزحف عليهم التجاعيد؟ يا سادة التجاعيد بصمات خبرة وحكمة زمن ووسام تجربة ووشم انتصار على غوائل وفخاخ الحياة، فلا تتعاملوا معها على أنها عقوبات إلهية ولطمات سماوية، نفس هؤلاء الضباع هم من يشتمون ويشمتون فى موت المفكرين العلمانيين والفنانين الراحلين والإعلاميين المختلفين مع أفكارهم، ويعتبرون موتهم أيضاً سوء خاتمة ونذير عذاب!! أما طريقة الموت فهم يتفننون فى إرسال الرسائل من خلالها، فلو مات المفكر فى حادث سيارة مثلاً يرقصون فرحاً قائلين: «شفتم وجالكم كلامنا.. أهو مات فى حادث سيارة!»، حتى من يموت على سرير المرض يقولون عنه: «شفتم ربنا عذبه إزاى وأصابه بسقم ليس له علاج!!»، والمدهش أنهم يحفظون تاريخ الخلافة الإسلامية جيداً ويعرفون كيف قُتل عثمان ذو النورين، رضى الله عنه، وعبدالله بن الزبير، والحسين، وكثير من الصحابة!! ويعرفون أن من أكثر الكلمات فى كتب تاريخ تلك الفترة، فلان التقى الورع حُز رأسه أو علان المؤمن الصالح قُطعت رقبته وسُلمت إلى الوالى أو الخليفة!! السؤال: هل هذا من سوء الخاتمة أيضاً يا أعضاء لجان الكآبة الإلكترونية؟! تتذكرون يوم توفيت الكاتبة المناضلة العظيمة نوال السعداوى كيف كتبت واحتفلت تلك اللجان؟ لقد فسروا موتها على أنه انتقام، وتناسوا أنها ماتت وقد تجاوزت التسعين وكانت حتى آخر سنوات حياتها تحكى لى عن عشقها لممارسة السباحة وبهجتها بأشعة الشمس وهى تدفئها، وفرحتها برذاذ المياه وهو يداعبها، السؤال الساذج البرىء الذى أطرحه: هل هؤلاء الدواعش لا يشيخون ولا يموتون؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميرفت أمين فتاة الأحلام ميرفت أمين فتاة الأحلام



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib