ضبط عيار الحماس

ضبط عيار الحماس

المغرب اليوم -

ضبط عيار الحماس

خالد منتصر
بقلم - خالد منتصر

لا يستطيع أحد أمام مشاهد الخراب والتدمير والأطفال النازفين والأمهات الثكالى أن يمنع نفسه من الغضب، لكن ضبط عيار الغضب مطلوب فى هذا الوقت الحساس، فغير معقول ولا مطلوب ولا منطقى أن يصل الحماس بك أن تطلب من بلدك الحرب الآن وإطلاق النيران وقصف الطائرات.. إلخ، تقفز على كل الحسابات وتتجاوز دورك كفنان أو رياضى أو شخصية عامة.. إلخ.

وتحرض على حرب بدون سؤال عن مدى المكسب والضرورة والحالة الاقتصادية والمخزون الغذائى والدوائى.. إلخ، تتجاوز دورك وكأنه ليس هناك فى بلدك ووطنك خبراء ومسئولون يحسبون جيداً كل خطوة ومدى فائدتها وأعراضها الجانبية، فلا يمكن أن تبلبع علبة دواء كاملة بغرض الشفاء السريع!

فيديو محمد صلاح على الجانب الآخر درس فى العقلانية والتوازن والمنطق الهادئ، رسالة لإنقاذ الإنسانية، ليس بها صوت حنجورى أو تحريض أو ابتزاز مشاعر أو أڤورة أو ادعاء بطولة مكشوف، مطلوب ضبط ترمومتر الحماس، الهتاف والتظاهر والتنديد.. إلخ كل هذا شرعى ومطلوب، لكن التحريض مرفوض، وابتزاز المشاعر مرفوض، والمزايدة مرفوضة.

واللعب على وتر الغضب الشعبى لكسب التريند على جثة أى شىء مرفوض، لا أحد يزايد على مصر ودورها طوال تلك السنوات من ٤٨ حتى الآن، دفعنا الثمن دماً وشهداء واقتصاداً منهكاً، فلا يأتى اليوم أى شخص مهما كان ليزايد علينا ويغازل الشارع المحتقن ويغيب صوت المنطق والعقل بالضجيج والثرثرة الفارغة، مطلوب عدم الانسياق للتشنج، أعلن عن غضبك، لكن كمواطن مسئول يرى ويقدر ظروف بلده والمقدرات العالمية والجو السياسى المحيط وموازين القوى، فالانتحار السياسى ليس شطارة، والمقامرة ليست مهارة، والحسابات الاستراتيجية ليست تخاذلاً.

الوطن أمانة لا يجب أن نحوله إلى كارت على مائدة بوكر متروكة لمزاج اللاعبين، الشخصيات العامة لا بد أن تتمتع بالمسئولية، ولا تستغل حجم تأثيرها فى الإضرار بوطن يحاول أن ينهض وسط محيط مشتعل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضبط عيار الحماس ضبط عيار الحماس



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib