وداعاً سيد القمني
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

وداعاً سيد القمني

المغرب اليوم -

وداعاً سيد القمني

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

حل سيد القمنى، واحد من أهم قامات التنوير العربى، رحل بعد أن شكّل وعى جيل لم يكن يعرف أن علوم الدين القديمة من الممكن أن توضع على مائدة تشريح علوم حداثية جديدة مثل علم الاجتماع الدينى واللسانيات ومقارنة الأديان والأنثروبولوچى، رحل بعد معارك مريرة ضد فكرة الوصاية الدينية وتسلط الإسلام السياسى، كاد يفقد فيها حياته، وتعرّض أثناءها للتهميش والتهديد والمطاردة. ميلودراما قصة رحيله -وقد كنت قريباً منها- لها دلالات عن وضع المثقف العربى المتعفف الشريف، كيف ينتهى به الحال إذا أصر على الاستقلال برأيه، نهاية «سيزيف» الذى ما إن يدحرج الصخرة إلى أعلى الجبل حتى تسقط، تتدحرج ثانية إلى أسفل وسيزيف يحاول ويكرر المحاولة وسط طعنات زومبى الغوغاء المتربصين وامتعاض النخبة الكسولة، وها هى بعض أقوال القمنى التى لن يمحوها الزمن، والتى تلخص لكم لماذا يكرهه الأصوليون ويشمتون فى موته، كتب القمنى:

فى هذا الزمن يتصور بعضنا أنه ممثل الرب فى الأرض وأنه الوحيد الذى اطلع على المقصد الإلهى من كل نصوصه دون غيره من البشر، ومن ثم ينفى ويصادر ويكفر رأياً يخالفه لأن رأيه هو الصواب المطلق ورأى أى مختلف معه هو الكفر المطلق.

والمعلوم أن فكرة المؤامرة لا يتبناها إلا المهزوم وغير القادر على تجاوز هزائم متتالية، دون أن ينظر فى داخله ليرى الأسباب الداخلية لهزائمه، وأحياناً -كما فى حالتنا- نصر على عدم وجود أى أسباب داخلية تستدعى النظر، إذن لا بد أن الأسباب تكمن خارجنا، إنها المؤامرة الصليبية الاستشراقية الصهيونية.. وهلم جراً.

إن الخطوة الأولى فى علاج السقم والعلل أن يعترف المريض بأنه مريض وبحاجة للعلاج. يجب أن نعترف بأننا شعوب مهزومة متخلفة تستشرى فيها الأمية المعممة والأمية الثقافية، ويجب أن يأتى هذا الاعتراف عن قناعة وبساطة، ولا ندفن رؤوسنا فى أوهام تضخم الذات المرضى، حتى نجد لعللنا علاجاً ولحالنا صلاحاً. وبذات الهدوء والبساطة يجب أن نعترف بأننا نعانى من تخلف حضارى كامل حتى بات نصيبنا صفراً فيما تقدمه شعوب العالم يومياً من ألوف الاكتشافات والاختراعات التى تعمق الهوة بيننا وبين المتقدمين كل ليلة، بل كل ساعة، دون مجاز أو مبالغة.

إن زعم امتلاك الحقيقة المطلقة أدى إلى الانغلاق على الذات ونفى المختلف وعدم الاعتراف للآخر بحقه الدينى والإنسانى فى الاختلاف، بل أصبح يُنظر للمختلف بحسبانه تابعاً لمؤامرات عالمية، وأنه ضد الهوية، ومن هنا تجوز تصفيته بعد تكفيره، ويتصور هؤلاء لأنفسهم كل الفضائل والحق والوطنية، ولا يستطيعون رؤية المختلف كعنصر مكمل أو مماثل أو محاور فى ساحة لا يملكها أحد، يرون أنفسهم الحق المطلق وغيرهم يتكلم عن هوى وضلال، ناقص عقل، قليل الدين، ضعيف الخلق تشوبه النوازع الإنسانية المتحللة الخاسرة، ولا علاج له إلا القتل.

إن الفاشيست قضية واحدة وأرض واحدة وفكر واحد ومنهج واحد يقوم على تكفير المخالف دينياً ووطنياً لأنه تجرأ على المراجعة والنقد. الأقنعة واحدة والقسمات واحدة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعاً سيد القمني وداعاً سيد القمني



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib