لماذا لا تتعاطف مع عروس الإسماعيلية

لماذا لا تتعاطف مع عروس الإسماعيلية؟

المغرب اليوم -

لماذا لا تتعاطف مع عروس الإسماعيلية

خالد منتصر
بقلم - خالد منتصر

مها، الشهيرة بعروس الإسماعيلية، التى ضربها زوجها علقة موت وحاول إلقاء ماء نار على وجهها وقتل أبيها، ووصلت الأمور إلى أنها قدمت بلاغاً فيه للنيابة وتم استدعاؤه، هذا الزوج كان قد تعدَّى عليها بالضرب أمام الكوافير فى الشارع وسحلها أمام الجميع وسط صمت وتواطؤ مأساوى وكارثى!! وبعدها أكد والد الزوج، فى تصريحات صحفية، عدم وجود أى مشاكل بين العروسين، موضحاً أن العروسين يعيشان الآن لحظات سعيدة بعد زواجهما، مشيراً إلى أنه بعد الواقعة المنتشرة مباشرة توجه العروسان إلى القاعة ورقصا دون أى مشاكل.

وقال والد الزوج إن العروسين «أولاد عم»، ولا توجد أى مشاكل كما صوَّرت المنشورات المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعى، موضحاً أنه تمت المبالغة فى الأمر ولم يتم نقله بالصورة الحقيقية، معقباً: «العروسين رقصوا وهيصوا وكلوا حمام ومفيش أى مشاكل».

وجدت الكثيرين يكتبون على صفحاتهم ومواقعهم أنهم غير متعاطفين مع الزوجة!! أنا متفهم لموقفهم من أنها كان ولا بد أن ترفض بعد موقعة الكوافير، لكن هل من رفض التعاطف سأل نفسه سؤالاً: لماذا فعلت ذلك؟البنات فى مجتمعنا غلابة يا جماعة، المجتمع قام بتربية البنت على أنها لا بد أن تصطاد عريساً قبل أن يفوتها القطار، وحتى لا توقف سوقها! ألم تسمعوا تلك الجمل والعبارات من الأهالى حتى الأغنياء منهم؟! البنت يعتبرها الكثير من الأسر، خاصة فى الريف، حملاً وعاراً وعبئاً ثقيلاً فى البيت، والكثيرين يقولون سراً أو جهراً: «إمتى تغور من البيت وجوزها يتحمل مسئوليتها؟»، البنت منذ نعومة أظفارها وهى تتلقى ثقافة التحقير من الذكور فحول المجتمع، هى على الهامش، ويساهم المزاج السلفى فى ترسيخ هذا المفهوم بلعنها إذا تنمّصت، واتهامها بالزنا إذا تعطرت، والتسويق لثقافة الضرب بالمسواك والقلم الرصاص فى أكثر الأحوال تسامحاً معها!

ماذا عن التواطؤ المجتمعى؟ اسمعوا ما قاله بعض الناس فى المواقع الصحفية الذين شاهدوا ضرب الزوج لها وتبريرهم للعنف: «أكد شهود من منطقة السلطان الحسين بالإسماعيلية، التى وقعت بها حادثة الضرب، أن سبب ضرب عروس الإسماعيلية أمام المارة، وفى متصف الشارع العام من قبَل عريسها وشقيقاته، هو أنها رفعت صوتها على شقيقته، ما أثار غضب العريس ودفعه لضرب عروسته بعد خروجها من الكوافير»!

وبعدها تتساءلون لماذا تقبل البنت الانسحاق؟ ذلك لأن مجتمعها علمها أن ضرب الحبيب زى أكل الزبيب!  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا تتعاطف مع عروس الإسماعيلية لماذا لا تتعاطف مع عروس الإسماعيلية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:34 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
المغرب اليوم -

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib