البحر الأحمر يبوح بأسراره
أخر الأخبار

البحر الأحمر يبوح بأسراره

المغرب اليوم -

البحر الأحمر يبوح بأسراره

زاهي حواس
زاهي حواس

لا توجد آثار للمملكة العربية السعودية فقط تحت الرمال؛ بل هناك أيضاً جانب كبير منها يتمثل في آثار غارقة على سواحل البحر الأحمر. وقد بدأ الاهتمام بهذا الموضوع لمحاولة معرفة ماذا تخبئ المياه من أسرار، خصوصاً بعد اتفاقية اليونيسكو في باريس عام 2001، التي عرّفت التراث الثقافي الغارق على أنه جميع آثار الوجود البشري التي تتسم بطابع ثقافي أو تاريخي أو أثري، خصوصاً المغمورة تحت الماء لأكثر من 100 سنة. ويستهدف الأثريون الذين يعملون في هذا المجال دراسة بقايا الموانئ والأرصفة البحرية وكذلك دراسة حطام السفن التجارية وبقايا حمولاتها من بضائع مختلفة، والتي توضح لنا العلاقات التجارية بين الموانئ، والتي نذكر منها على سبيل المثال على الساحل الغربي للبحر الأحمر موقع جزيرة سعدانة (40 كام جنوب الغردقة)، ونعرف أن البحر الأحمر في المصادر التاريخية قد ورد تحت اسم «بحر سوف»، وقد أطلق عليه المصريون القدماء اسم «البحر الأخضر العظيم»، أما الجغرافيون والرحالة العرب والمسلمون فقد أطلقوا عليه أسماء متعددة مثل: بحر القلزم، وبحر الحجاز، وبحر جدة، عند ساحل مكة.

لقد لعب البحر الأحمر دوراً مهماً في حركة التجارة ما بين البحر المتوسط وبلاد الصين والهند وشرق أفريقيا، وخلال العصر الإسلامي أدى الانهيار السياسي للخلافة العباسية في بغداد وصعود الخلافة الفاطمية في مصر إلى تحول طرق التجارة من الخليج العربي إلى البحر الأحمر، وأدى ذلك إلى ظهور العديد من الموانئ المهمة مثل: «عيذاب» و«القصر القديم» على الساحل الغربي، و«عدن» و«جدة» على الساحل الشرقي للبحر الأحمر. وقد وُصف ميناء «جدة» بأنه من أكثر الموانئ ازدحاماً بالسفن، إذ كانت السفن التجارية تتجه منه إلى موانئ الصين والهند وشرق أفريقيا وإلى البحر المتوسط، كما لعب ميناء «جدة» دوراً مهماً في نقل الحجاج خلال موسم الحج.

وقد أدت العديد من العوامل الطبيعية من ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات وحركات المد والجزر وحدوث زلازل، إلى غرق العديد من الأبنية والموانئ بل قرى بأكملها تحت قاع البحر. كما كان للشعاب والجزر المرجانية والصخرية دور في غرق السفن، وهو ما يطلق عليه الآن التراث الثقافي الغارق أو المغمور أسفل الماء.

ومن الآثار المهمة التي عُثر عليها في الجانب الغربي للبحر الأحمر نقوش لرحلة بحرية إلى بلاد بونت والتي صُوِّرت على جدران معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري بمدينة الأقصر، كما تم العثور على العديد من حطام السفن بمرسى جواسيس بمدينة القصير.

وإيماناً بأهمية الآثار الغارقة والمغمورة في المياه كجزء من التراث الوطني فقد نفّذت هيئة التراث ضمن استراتيجيتها في مجال المسح والتنقيب الأثري عدداً من مشاريع الآثار الغارقة بالتعاون مع جامعات ومراكز بحوث عالمية في هذا المجال، هي جامعة فيلبس الألمانية، وجامعة نابولي الإيطالية، وجامعة يورك البريطانية، والمركز الوطني الصيني للتراث الثقافي المغمور بالمياه. وقد أسفرت نتائج الأعمال الأثرية لتلك البعثات المشتركة عن الكشف عن مجموعة من السفن الغارقة والآثار المنقولة التي أوضحت جانباً من العلاقات التجارية لموانئ الساحل الغربي للمملكة مع موانئ حضارات العالم القديم.
ومع أهمية الاكتشافات الأثرية التي قامت بها البعثات الأثرية المشتركة في المملكة فإن سواحل البحر الأحمر خصوصاً حول مدينة جدة ما زالت مليئة بالكنوز الأثرية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحر الأحمر يبوح بأسراره البحر الأحمر يبوح بأسراره



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 05:39 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

نتائج آخر 4 مباريات بين الإنتر وفيورنتينا

GMT 05:34 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

أبرز أرقام ديبالا ضد بارما

GMT 01:55 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميريام فارس تعود إلى محبيها بعد إصابة قدمها اليمنى

GMT 01:43 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أردنية تبدع في صناعة حلوى الدونات بطريقة جذابة

GMT 09:36 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

إيطاليا تمنحُ نصف مليون يورو إلى مخيمات تندوف

GMT 15:30 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

كوبا... هل هي نهاية جيل سييرا مايسترا؟

GMT 16:17 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

المجموعة الثانية : البرتغال- اسبانيا - المغرب - ايران

GMT 13:02 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نهضة بركان يقيل مدربه رشيد الطاوسي بسبب سوء النتائج

GMT 02:17 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التكنولوجيا يكشفون عن موعد طرح الدمية الجنسية

GMT 07:17 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في مرتيل‎

GMT 19:19 2016 الثلاثاء ,20 أيلول / سبتمبر

نجلاء بدر تكشف عن استكمال تصوير مسلسل "ستات قادرة"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib