السياحة الثقافية في السعودية

السياحة الثقافية في السعودية

المغرب اليوم -

السياحة الثقافية في السعودية

زاهي حواس
بقلم: دكتور زاهي حواس

إذا سألت أي مسلم في أي مكان بالعالم عن الدولة التي يحلم بزيارتها سيقول لك من دون تردد السعودية، وكيف لا والحج فريضة وركن من أركان الإسلام. وتسهم السياحة الدينية بنصيب معتبر في اقتصاد المملكة التي لا تدخر وسعاً ولا جهداً في توفير كل سبل الراحة والزيارة الآمنة لحجاج بيت الله والمعتمرين من كل أنحاء العالم. ومشروعات التوسعات المعمارية سواء بالحرم المكي أو النبوي تشهد على ذلك إضافة إلى تخصيص وزارة لخدمة ضيوف بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم).
ورغم أهمية السياحة الدينية والمواقع التاريخية الإسلامية المنتشرة في ربوع المملكة العربية السعودية، فإن المملكة بدأت تخطو خطوات جادة نحو تنمية ما يعرف بقطاع السياحة الثقافية، بحيث تكون مصدراً جديداً للناتج القومي وجزءاً مهماً لخلق وظائف جديدة والاستفادة من المقومات الثقافية وإمكانات المملكة التي تؤهلها بالفعل لمكانة متقدمة على خريطة السياحة الثقافية العالمية.
لقد أدركت القيادة السعودية أنه لا بد من وجود عملية تأهيل شاملة وعلى كل المستويات لكي تكون المملكة قادرة على الاستفادة من مقومات تراثها الثقافي المتنوع. ولذلك رأينا نهضة مخططة ومدروسة بعناية للنهوض بالمواقع الأثرية والتراثية وإعدادها بحيث تكون قادرة على استقبال السائحين سواء من داخل أو خارج المملكة.
الأمر لم يتوقف فقط عند تعبيد وإنشاء طرق لتلك المواقع الأثرية وبعضها ضارب في عمق المناطق الصحراوية، أو حتى عمل ممرات سياحية ومراكز للزوار ومتاحف موقعية تحكي قصة الموقع وتقدم إرشادات للسياح! لقد اختارت المملكة سياسة النهوض بقطاع السياحة الثقافية المتكاملة بمعنى تطوير المتاحف والمواقع الأثرية والتراثية، والعمل على تسجيل المواقع والآثار والتراث المادي على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وكذلك الحفاظ على الصناعات التراثية من الاندثار، والاهتمام بسياحة المهرجانات التي تقام سنوياً والدعاية لها حتى أصبحت المهرجانات التراثية في العلا والدرعية التاريخية وغيرهما من المهرجانات مصادر جذب سياحي مهم يتطور عاماً بعد آخر. أضف إلى ذلك تميز المملكة برياضات معينة وسباقات وهوايات خاصة مثل الاهتمام بالإبل التي أصبح لها مهرجان خاص بها وكذلك تربية الصقور التي أصبح لها هي الأخرى مهرجان خاص بها بمحافظة طريف، وأصبحت بالتالي من مصادر الجذب السياحي لقطاع كبير من عشاق تلك الهوايات والمهرجانات.
إن النهوض بالسياحة الثقافية في المملكة العربية السعودية قد أصبح ضمن استراتيجية ورؤية القيادة السياسية بالمملكة ورؤيتها لمستقبل السعودية لعام 2030.
يبقى شيء أخير وضعته المملكة العربية السعودية ومؤسساتها المعنية بالقطاع السياحي والثقافي على أجندة اهتماماتها ومهامها، وهو تأهيل المجتمع السعودي للإسهام بفاعلية في النهوض بالسياحة من خلال التعريف بأهمية التراث الثقافي السعودي وأهمية الحفاظ عليه باعتباره جزءاً من الهوية الوطنية للسعوديين، وكذلك التعريف بأهميته كجزء من ثروة البلاد يمكنه أن يتحول إلى رقم إيجابي في الناتج القومي والاقتصاد السعودي. وفي ذلك الإطار لم تعتمد السعودية فقط على الدورات التدريبية والمسابقات الثقافية والمبادرات ولكن قامت بضم التراث الثقافي السعودي إلى مناهج التعليم في كل المراحل، وليس فقط لطلبة السياحة والآثار. ستجني المملكة في السنوات القليلة القادمة ثمار النهوض بهذا القطاع الجديد من السياحة في المملكة التي من المتوقع أن تصبح على قائمة المقاصد السياحية العالمية في مجال السياحة الثقافية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياحة الثقافية في السعودية السياحة الثقافية في السعودية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:34 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
المغرب اليوم -

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib