مرة أخرى «إما دبي وإما الضاحية»
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

مرة أخرى: «إما دبي وإما الضاحية»!

المغرب اليوم -

مرة أخرى «إما دبي وإما الضاحية»

نديم قطيش
بقلم - نديم قطيش

صعب على من تابع حفلات رأس السنة الميلادية في مدن السعودية أن يصدق أن ما يراه، يحدث فعلاً في المملكة. في العاصمة وحدها جمع حفل «تريو تالنت» المقام على مسرح محمد عبده ضمن فعاليات موسم الرياض، تحالفاً من 12 مطرباً ومطربة من جنسيات عربية مختلفة، أشعلوا ليل المدينة بالغناء والفرح والأضواء والأزياء. من شاهد احتفاليات البوليفارد وألعابه النارية وزحمة الناس، لن يفرق بين شارع الفرح في العاصمة السعودية وبين تايمز سكوير في نيويورك أو فعاليات لندن وباريس وبكين.
فكرة الاحتفال بالسنة الميلادية هي فكرة حمالة دلالات على حجم التغير الاجتماعي والقيمي والسياسي الذي يحدث في السعودية بجد وتصميم ومثابرة، بقيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبتوجيه من ملك البلاد سلمان بن عبد العزيز.
تُحسن السعودية استغلال كل مناسبة لتقول إنها باتت موجودة على الخريطة بتموضع جديد، وبروح سعودية مختلفة، متوثبة نحو مستقبل آخر، غير الذي رُسم لها، كرد فعل على خيارات الآخرين. الخيار الآن خيار أهل المملكة أولاً. خيار السعوديات والسعوديين، وجواب مباشر على حاجاتهم ومطامحهم بمعزل عن سياسات وخيارات وأفعال تحصل هنا وهناك أياً كان خطرها على البلاد والعباد... قالها الأمير محمد قبل ذلك، ويعلن بالممارسة اليومية التزامه ما قال: «لن نبقى أسرى عام 1979»، يوم أسس الخميني أول دولة دينية مذهبية في الشرق الأوسط أفزعت كل الجوار الإيراني، وألهمت بعض بنيه باتخاذ خيارات الجنون والانتحار كاعتداء جهيمان العتيبي على الحرم المكي. كل ذلك مما بات خلفنا، تقول المملكة. والغد هو غد السعوديين بفرحهم وإنجازهم واقتصادهم وابتكارهم.
الخيار السعودي، الذي كان آخر التعبيرات عنه احتفالات رأس السنة الميلادية، يندرج في سياق إقليمي أعرض. ثمة مدن عربية مصرة على صناعة الحياة والفرح كخيار اجتماعي وسياسي، في مقابل مدن الدمار والتهجير والميليشيات.
في الإمارات شهد مهرجان الشيخ زايد للعام الميلادي الجديد إقبالاً جماهيرياً مكثفاً تخطى حاجز المليون زائر ومتابع ومشاهد اجتمعوا في منطقة الوثبة، إحدى ضواحي إمارة أبوظبي، حيث تم تحطيم 5 أرقام في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، في مجال عروض الألعاب النارية الضخمة وعرض طائرات «الدرون» الذي استخدمت فيه أكثر من 3000 طائرة درون رسمت في سماء الوثبة رسالة ترحيبية بالعام الجديد في نهاية عرضها الباهر.
وفي دبي، صاحبة الريادة الدائمة في صناعة الإبهار، خُصص 30 عرضاً وفعالية لاستقبال العام الجديد، تصدرها كما كل عام العرض الناري الخلاق لبرج خليفة، درة تاج المدنية وعلامتها التي تتصدر رموز المدن، كبرج إيفل الفرنسي أو الإمباير ستايت النيويوركية أو جسر لندن.
ما نحن بصدده هو استثمار اجتماعي وسياسي مباشر في صورة ما هو كائن وما يراد له أن يكون. تمويل لمناهج التحديث القيمي وفتح الهويات المغلقة على التفاعل الخلاق مع هوية الآخر، في فضاء إنساني أوسع من المذهب والدين والهوية الوطنية المتصلبة.
ولأن دبي صاحبة ريادة في إعادة تعريف المدن وأدوارها وأنشطتها في الشرق الأوسط، كتبت مرة في «الشرق الأوسط»، أن المعادلة الحقيقية في المنطقة، والتي من بينها يجب أن يختار الناس مصائرهم وأحوالهم هي: «إما دبي وإما الضاحية»! فحيث حلت «رؤية الضاحية» (أي ضاحية بيروت الجنوبية ومعقل حزب الله الرئيسي) حل الفقر والجوع وانهيار البنية التحتية والمرض والتخلف الثقافي وعمى الآيديولوجيا، وحيث حلت «رؤية دبي» حل الإعمار والنجاح والفرص.
لم أكن أعلم يومها أن إيران بصدد استنساخ نموذج الضاحية بالحرف في أماكن أخرى. فما عنيته بالضاحية يومها لا الحيز العمراني وحسب، بل الخيار الآيديولوجي الذي يعرِف نظرة مجموعة بشرية للعالم وأحواله وعلاقته وموقفها من أفكار الحياة والموت والفرح وغيرها!
ذُهلت وأنا أقرأ في «الشرق الأوسط» تقريراً عن سعي إيران لإحياء مشروعها التوسعي قرب العاصمة السورية ومد نفوذها إلى بلدات ريف دمشق الجنوبي المجاورة لمنطقة السيدة زينب، عبر شراء المنازل وإقامة معسكرات بغية تشكيل «ضاحية جنوبية» شبيهة بتلك التي في بيروت وتخضع لنفوذ «حزب الله».
فهذا التزامن الفعلي، وليس فقط الصورة المجردة أو الكناية السياسية، بين مثالي «الضاحية ودبي»، هو مختصر خط الانقسام الحقيقي في منطقتنا. لا يتعلق الأمر بالتشخيص التبسيطي عن خطوط الانقسام المذهبي، أو خطوط النزاع الإقليمي التي تتبدى على أرض المدن العربية. كل ذلك موجود. بيد أن خط الانقسام الحقيقي في منطقتنا هو هنا:
دبي بما هي كناية عن تجربة مشدودة نحو كل أشكال الحداثة التي عمادها رفاهية الإنسان، والضاحية بما هي دعوة مفتوحة للموت فداءً للأوهام والخرافات. «دبي الكناية» لا المكان فقط، العالقة في المستقبل و«الضاحية الكناية» المسجونة في ماضٍ لا يمضي.
«دبي الكناية»، كمختبر للتسامح بوصف التسامح شرطاً للتقدم نحو التجسير مع إمكانات الآخر، و«الضاحية الكناية» كمعمل لإعادة تدوير أفكار الثأر... كناية تردد وتعمل بوحي قول لأحد ألمع عقول المنطقة: المستقبل ملك لمن يمتلك القدرة على تخيله
وكناية مضادة تردد أكثر الشعارات تعبيراً عن سويات مرضية من الماضي السحيق.
مرة أخرى: «إما دبي وإما الضاحية»!... وكل عام وأنتم بخير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرة أخرى «إما دبي وإما الضاحية» مرة أخرى «إما دبي وإما الضاحية»



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib