لماذا غضبت السعودية

لماذا غضبت السعودية؟

المغرب اليوم -

لماذا غضبت السعودية

نديم قطيش
نديم قطيش

تابع العالم العربي المواقف السعودية الحادة والجادة ضد الحكومة اللبنانية، ومن ثم المواقف الداعمة والصادرة من البحرين والكويت والإمارات.وهي مواقف جاءت بعد أن استنفدت القنوات السياسية والدبلوماسية ولم تعد تؤتي ثمارها ولا تحقق أي نتيجة إيجابية على الإطلاق. وكانت القشة التي قصمت البعير وتسببت في أن يبلغ السيل الزبى ما قاله وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بحق السعودية والإمارات وطرحه لسردية مضللة تماماً، فيما يخص حرب تحرير اليمن من انقلاب الحوثي على الشرعية، وهي المسألة التي أقرتها الأمم المتحدة ودول العالم الحر.

وما جاء من تبرير لما قاله قرداحي مهين للعقول، لأن جورج قرداحي معروفة جداً مواقفه الممجدة والمؤيدة لنظام بشار الأسد ضد شعبه، وتنظيم حزب الله الإرهابي ومشروعه الإيراني في المنطقة وصداقته بزعيم حزب المردة سليمان فرنجية (هو الذي رشحه للمنصب الوزاري) والمنتمي إلى تحالف حزب الله، ويتفاخر بأنه كان دوماً ما يذهب لرحلات صيد بصحبة فرنجية والأسد في جبال سوريا، وبالتالي اختارت الحكومة اللبنانية صوتها وواجهتها الإعلامية من يقلب حقائق ذات بعد أمني وسياسي في غاية الأهمية والخطورة، لصالح فصيل إرهابي وهو تنظيم حزب الله الذي يحتضن ويحمي إرهابيين مطلوبين للعدالة، قاموا بأعمال إرهابية ضد الأمن السعودي ويدرب كوادر الحوثيين ويرسل خبراءه لمعاونتهم في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على الأهداف والمواقع الحيوية في السعودية، واستهداف المدنيين فيها مع عدم إغفال مئات الشحنات، التي تم كشفها من قبل مسؤولي الجمارك السعودية، والتي احتوت على مختلف أنواع المواد المخدرة والتي استهدفت شباب المجتمع السعودي، مع عدم نسيان الحملات العدائية المستمرة وخطابات زعيم ميليشيا تنظيم حزب الله الإرهابي حسن نصر الله، التي تضمنت سلسلة من التجريح والإهانة بحق السعودية تخرج عن كل ما يمكن اعتباره بأي حال من الأحوال حرية رأي، كل هذه الأمثلة هي نماذج قليلة لتبيان الخط العدائي الذي يتبناه محور المقاومة بحق السعودية، ولكن أن يكون المتحدث الإعلامي الرئيسي للدولة في لبنان متبنياً للخط نفسه، وأن يعلم هذا الشيء عنه ويتم الإصرار عليه وتعيينه، فبالتالي يكون هذا رأي الحكومة اللبنانية نفسها.

إن هذا يخص قضية الأمن الوطني السعودي الأهم والأولى، وأعني هنا قضية حماية الحدود السعودية من الإرهاب الحوثي عليها. لا يخص السعودية كون لبنان قررت أن تقوم بعمل تخفيض في نوعية المناصب، فالبلد الذي جاء بغسان تويني وغسان سلامة وإدمون نعيم وحسين الحسيني وصائب سلام ورشيد كرامي، يأتي اليوم بنقيضهم تماماً، ويبقى ذلك خياراً خاصاً ومسألة لبنانية خالصة، ولكن من حق السعودية ودول الخليج أن تطلب من الدولة اللبنانية موقفاً واضحاً وقطعياً لا يحتمل التأويل، ولا سوء التفسير فيما يخص انتماء لبنان إلى محيطه العربي، أم أنه منتمٍ إلى مشروع معاكس ومعادٍ ومهدد لهذا المحيط، ولا يمكن للبنان أن يستمر بالقيام على قدمين كل منهما في خانة مضادة للأخرى، وخطورة هذا الأمر أن إحدى الخانتين فيها تهديد صريح لمنظومة الأمن القومي العربي نفسه.

غضب السعودية مبرر وله أسبابه التي طال شرحها وتكرر طرحها وليست بالجديدة على اللبنانيين بمختلف توجهاتهم السياسية. ما يسمى محور المقاومة يستعد لإعادة اختراع نفسه مع بوادر التطبيع الحاصل بأشكال مختلفة من دوله مع إسرائيل، بدءاً من مؤتمر السلام الذي عقد في العراق، مروراً بالاتفاق النووي الجديد بين إيران والغرب الذي سيكون بشروط إسرائيل، والوساطة الروسية بين إسرائيل وسوريا، واتفاق الغاز بين لبنان، كل هذا يجري بمعرفة التنظيم الإرهابي الذي انصرف عن الحرب مع إسرائيل ليحارب اللبنانيين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا غضبت السعودية لماذا غضبت السعودية



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:34 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
المغرب اليوم -

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib