الشرق الأوسط الأكثر إثارة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الشرق الأوسط الأكثر إثارة!

المغرب اليوم -

الشرق الأوسط الأكثر إثارة

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

لا يزال عدد غير بسيط من المحللين السياسيين يحاول فهم أبعاد الاتفاق السعودي - الإيراني المفاجئ الذي تم برعاية من الصين، وآثاره المنتظرة على منطقة الشرق الأوسط تحديداً والعالم عموماً.
اتفاق مفاجئ أُعد له جيداً في السر والخفاء يحقق أهدافاً عديدة ومهمة للأطراف الثلاثة المعنية به؛ فالصين لأول مرة تضع بصمتها الواضحة على ساحة السياسة الخارجية، وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط التي كانت حكراً على الولايات المتحدة الأميركية، وباتت بالتالي تلعب دوراً محورياً على الساحة الدولية يليق بمكانتها كثاني أكبر اقتصاد في العالم، بعد أن كانت لفترة طويلة تكتفي بأدوار رمزية تليق بوصفها «دولة ناشئة»، بحسب توصيف منظمة التجارة الدولية، البعيد تماماً عن الواقع.
وتعد الصين هذا الاتفاق إنجازاً لها، وتعيد بذلك كرة اللهب الشرق أوسطية إلى ملعب واشنطن للتفكير فيه، بعد أن أنهكت واشنطن الصين أمنياً وعسكرياً في ملفي تايوان وبحر الصين. الصين التي تستورد جل احتياجها من النفط من السعودية وإيران، لها مصلحة مباشرة في أن تكون هناك حالة سياسية مستقرة جداً بين البلدين؛ لانعكاس الاضطراب بينهما على مصالح الصين الاقتصادية، وهذا من أهم الأسباب التي جعلت الصين تتدخل في الموضوع بقوة، وتحسمه وتضمن تنفيذه.
إيران تأخذ قسطاً من الراحة من الضغوطات عليها، وتفتح باباً جديداً مع أهم دول المنطقة الاقتصادية، وإحدى أبرز القوى الاقتصادية في العالم اليوم، وقد يكون فيه فرصة للتعامل الاقتصادي وتخفيف الضغوطات على عملة إيران الوطنية التي أصابها الانهيار الهائل.
السعودية تحقق ضمانات أمنية لحدودها الجنوبية، وعدم تطاول الميليشيات التابعة لإيران في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان على السعودية إعلامياً أو أمنياً، كما كان يحصل من قبل، وذلك بضمان صيني مؤثر جداً بالنسبة لإيران.
لم تكن السعودية ترغب في أن تُستدرج في كمين «الضربة الإسرائيلية على إيران» التي تهدد بها إسرائيل منذ فترة طويلة، وكانت إيران دائماً ما تعلق بأن ردها، إذا ما حصل ذلك، سيكون في دول الخليج، وسحبت بهذا الاتفاق «التأييد» الإقليمي للضربة الإسرائيلية على إيران، الذي كان الإعلام الإسرائيلي يروج له، وهذا سيسحب من بنيامين نتنياهو الزخم الذي يواجه به أزمته السياسية الداخلية غير المسبوقة، والتي أدت إلى شرخ هائل في الشارع اليهودي في إسرائيل، وصل صداه إلى الجالية اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية نفسها.
فإسرائيل لديها أزمة هوية خطيرة، لسنوات طويلة كانت تروج لنفسها أنها دولة ديمقراطية ليبرالية، تؤمن بالمساواة وفصل السلطات، وهي بذلك تشترك مع الولايات المتحدة الأميركية في ذات القيم؛ تلك القيم التي سماها توماس جيفرسون أحد أهم الآباء المؤسسين للدستور الأميركي عندما قال: «إننا بصدد تأسيس فكرة تصلح أن تكون مرجعية عالمية»، وهذا الذي دفع المفكر الأميركي الياباني الأصل فرانسيس فوكوياما أن يصدر كتابه الأشهر بعد سقوط الشيوعية وانتصار المعسكر الغربي بعنوان: «نهاية التاريخ»، ولكن إسرائيل التي تأسست بناء على وعد من وزير الخارجية البريطانية بيلفور لمنح «حق الوطن للشعب اليهودي في فلسطين»، ويميز دستورها بين اليهود وغيرهم بشكل فظ؛ لم يعد من الممكن أن تدعي إسرائيل أنها على ذات القيم الأميركية.
كل تلك التفاصيل تجعلنا في مرحلة جديدة في الشرق الأوسط على أقل تقدير، هي مرحلة التقاط الأنفاس والهدوء الذي طال التطلع إليه، والالتفات لقضايا التنمية بشكل أساسي، ويبقى التحدي الأكبر هو المصداقية التي ستنفذ بها تلك الاتفاقية والتي ستؤدي إلى الثقة التي يُبنى عليها. التاريخ يجبرنا على أن نكون حذرين جداً، ومتخوفين للغاية، ولكن المستقبل يفرض علينا التفاؤل.
منطقة الشرق الأوسط بحاجة ماسة لإعادة ترتيب أوراقها، وخفض حرارة لهيب التوترات، والاستفادة القصوى من موازين القوى المتغيرة عالمياً.
الاتفاق السعودي - الإيراني ليس اتفاقاً دبلوماسياً تقليدياً؛ فهو تم من قبل جهتين معنيتين بالأمن الوطني، وبالتالي أبعاده أهم وأعمق، ولذلك من المتوقع، إذا ما كُتب له النجاح، أن تكون له آثار إيجابية على المنطقة. الأيام القادمة كفيلة بإثبات المأمول.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرق الأوسط الأكثر إثارة الشرق الأوسط الأكثر إثارة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib