فلسطين وصراع السردية
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

فلسطين وصراع السردية!

المغرب اليوم -

فلسطين وصراع السردية

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

منذ أن أطلق المشروع الصهيوني شعاره بأن فلسطين هي «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» والفلسطينيون في معركة لم تتوقف ضد المؤرخين الصهاينة بفروعهم المختلفة سواء أكانوا من اليهود أو التلموديين أو المسيحيين الإنجيليين لإثبات حق الوجود الفلسطيني التاريخي على أرضهم بالأدلة والبراهين الموثقة والمثبتة. ويدرك الفلسطينيون أن هذه المعركة لا تقل أهمية ولا هي بالأقل ضراوة عن المعارك السياسية والدبلوماسية والثقافية والاقتصادية، حتى إن البعض يعتقد أنها أشرس وأخطر لأنها تدور خلف الكواليس ونتائجها في غاية الأهمية.
وقدم المشروع الصهيوني طروحاته المليئة بادعاءات تعتمد على سردية تاريخية مليئة بالثقوب والأسئلة، سردية غير موضوعية وشديدة التحيز لوجهة النظر الدينية لا إلى المعيار التاريخي الأكاديمي المستقل. وهذا كان نقطة الضعف الأهم وقتها ولا تزال في جميع ما تم طرحه في المشروع الصهيوني.
وقدم المؤرخون الفلسطينيون سردية موحدة متخذين من الواقع الاجتماعي لوجودهم في أرضهم بشكل مستمر ومتواصل وغير منقطع لقرون طويلة جداً من الزمن.
وبرزت أسماء مؤثرة ومهمة في هذا المجال، الذي بات يُعرف بالتاريخ الفلسطيني، مثل مصطفى مراد الدباغ، وناصر الدين النشاشيبي، وهشام شرابي، ووديع إدوارد سعيد، ووليد خالدي، ورشيد خالدي والكثير غيرهم. منهم من تخصص في تاريخ العمارة، ومنهم من تخصص في تاريخ الزراعة، وآخرون تخصصوا في المأكولات والمطبخ والعادات والتقاليد والأزياء والمهن والتجارة والتعليم والطب والعملات والبريد والصحافة والصرافة والرياضة والفنون والأدب وغيرها، بحيث يتم تغطية جميع أوجه الوجود الفلسطيني التاريخي وتأصيله بشكل قطعي الدلالة.
وقد أثّرت تلك السردية الفلسطينية الموثقة على الداخل الأكاديمي الإسرائيلي نفسه، وخرجت أصوات قوية من داخل المجال الجامعي تنادي بإعادة قراءة للتأريخ الصهيوني بصورة نقدية جادة وإخراج كل ما هو غير مثبت علمياً ويناقض الأمر الواقع العلمي، منه... أصوات في غاية الأهمية مثل بيني موريس، وآفي شلايم، وإيلان بابيه، وهم مؤرخون أكاديميون إسرائيليون من الوزن الثقيل.
ومؤخراً ظهر على الساحة مؤرخ فلسطيني من طراز مختلف، أكاديمي بتفوق وموسوعي في طرحه بامتياز وهو الدكتور محمد هاشم غوشة، وهو الذي تخصص في تاريخ مدينة القدس وكتب عنها ثلاثة كتب في غاية الأهمية.
ويسعى الآن الدكتور غوشة إلى إتمام «المشروع الأهم وحلم عمره»، كما يصفه ويحب أن يسميه.
وهذا المشروع الكبير الواعد هو عبارة عن موسوعة فلسطينية شاملة عن كل ما يتعلق بالتاريخ والهوية والوجود الفلسطيني، مكونة من عشرين جزءاً من القطع الكبير ومقدر لها أن يتم الانتهاء من إعدادها، وأن تصبح جاهزة للتداول بنهاية عام 2024.
وهذا المشروع الطموح يتضمن جميع الخرائط التفصيلية عن تاريخ فلسطين ومدنها وقراها من المنظور الأكاديمي العالمي بصورة عامة والغربي منه تحديداً. ويتجاوز عدد الخرائط التي تمت تغطيتها والحصول عليها الأربعين ألفاً، وهو عدد مذهل ومبهر بلا شك.
ويعد مشروع الدكتور محمد غوشة وموسوعته الفلسطينية الشاملة أكثر المشاريع الفلسطينية التاريخية التوثيقية طموحاً وهي بذلك ترفع سقف التوقعات والطموحات، ولكنها تقدم مادة جديدة وغاية في الجدية في جولة أخرى من جولات الصراع الوجودي في مواجهة المشروع الصهيوني المستمر.
السردية التاريخية لها أشكال مختلفة، وليس المنتج الأكاديمي هو الوحيد من نوعه في هذا المجال، ولكن السردية الخاصة بالمشروع الصهيوني يتم الترويج له من خلال الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والأغاني والروايات وألعاب الأطفال والملاهي، وتعتمد على حصار المتلقي بمحتوى ثابت ومتكرر مما يشبه غسيل دماغ غير مباشر.
معركة إثبات الوجود وتاريخ الفلسطيني على أرض فلسطين مستمرة وتتعدد جولاتها، ويبقى الحسم لصاحب النفس الطويل والذي يواظب على المنهج العلمي لإثبات حقه، فالأدلة الدامغة تنحاز لأصحابها في النهاية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين وصراع السردية فلسطين وصراع السردية



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib