أوغندا معركة وأد الفضيلة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

أوغندا... معركة وأد الفضيلة

المغرب اليوم -

أوغندا معركة وأد الفضيلة

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

صادق الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني مؤخراً على إحدى أعنف العقوبات القضائية ضد المثليين تتفاوت بين السجن المؤبد والإعدام، ونال هذا الإجراء غضب التيارات اليسارية في الغرب، وخرجت قيادات فيها تطالب بإجراء إعادة تقييم العلاقات مع أوغندا، والنظر في تجميد المعونات والاستثمار فيها مع إمكانية فرض عقوبات مشددة بحقها.

ولكن هذا المشهد الأوغندي الأخير لم يكن وليد الصدفة، ولكنه نتاج ضغط تراكمي ودعم مدروس من قوى محافظة في الغرب، وتحديداً في الولايات المتحدة تحت مظلة الأصولية المسيحية الإنجيلية، والتي تتبناها منظمة «العائلة» الشديدة الغموض والشديدة التأثير في الوقت نفسه.

وهي منظمة قديمة أسست منذ فترة تتجاوز ثمانية عقود من الزمن، وتركز اهتمامها بدعم الساسة الذين يتبنون التشريعات التي تدعم تعاليم السيد المسيح بحسب تعريفهم. وتعرف هذه المنظمة بمؤتمرها السنوي الذي تجريه في شهر فبراير (شباط) تحت اسم «الإفطار الوطني» ويحضره الرئيس الأمريكي وكبار أعضاء الكونغرس وأهم الدبلوماسيين وقادة الأعمال.

ورأت هذه المنظمة؛ وذلك من خلال تصريحات مختلفة لعدد من أعضائها والمتعاملين معها، أن الصعود المتزايد لليسار المتطرف وتحقيقه العديد من الانتصارات المجتمعية، مثل سياسة السماح بالإجهاض وزواج المثليين وتدريس التنوع في الجنس للأطفال، والسماح لإجراءات تعديل الجنس منذ سنوات مبكرة ودون تدخل الأهل، وتجريم من يعترض على ذلك الأمر.

فاختارت أرضاً أخرى وخصبة تماماً لخوض المعركة الأخلاقية الكبرى - بحسب وصفها - وكان الاختيار هو أفريقيا، وتحديداً شرق أفريقيا، التي ينتشر فيها التبشير الإنجيلي الأكثر تشدداً على عكس غرب أفريقيا التي تنتشر فيها الكاثوليكية، وهي الكنيسة التي تتعرض من الأصوليين المسيحيين للنقد الشديد بسبب اللهجة المخففة التي يتبعها البابا فرنسيس بحق الشواذ. والجدير بالذكر أن البابا فرنسيس ينتمي إلى الفرع اليسوعي من الكنيسة الكاثوليكية، وهو الفرع الذي كان يوصف بالفرع المارق والخارج عن الدين الصحيح.

ولعل أهم قادة هذا التوجه كان السيناتور الأمريكي السابق جيمس اينهوف الجمهوري عن ولاية أوكلاهوما والذي تقاعد مؤخراً في شهر يناير (كانون الثاني) الفائت بعد خدمة قاربت ثلاثة عقود من الزمن. وهو عضو نافذ في منظمة «العائلة»، وكان يترأس العديد من اللجان المهمة والمؤثرة في مجلس الشيوخ. زار اينهوف أوغندا أكثر من 30 مرة منذ عام 1999 بتكاليف تتجاوز ربع مليون دولار أمريكي.

واهتم اينهوف بدعم الرئيس الأوغندي وترتيب زيارات لقادة أعمال نافذين ومن أعضاء منظمة «العائلة» إلى أوغندا؛ لحثهم على «دعم التوجه الأخلاقي فيها وذلك بالاستثمار هناك». وكذلك طلب اينهوف من بعض أهم دعاة الإنجيليين الذين لهم حضور شعبي مؤثر بدعم التوجه الأوغندي عبر إطلالاتهم الإعلامية المختلفة وعظات ودروس الأحد.

ساعد اينهوف وأعضاء آخرون من الكونغرس الأمريكي الذين يتبنون التوجه المحافظ والأصولي نفسه في توفير الغطاء الداعم لسياسة الرئيس الأوغندي المتعلقة بتأسيس ميليشيا مسيحية أصولية مسلحة باسم «جيش الرب» الغرض منها «التصدي للحركات الإرهابية على حدود البلاد والتصدي لأعداء الدين في أوغندا».

وأصبح لدى منظمة «العائلة» نفوذ مؤثر هو الذي شجع أعضاء المجلس النيابي والرئيس الأوغندي باعتماد أقصى عقوبات ضد الشذوذ الجنسي تعلنها أي دولة مؤخراً.

منظمة «العائلة» التي تفتخر بعضوية قاضٍ من المحكمة العليا بها وأعضاء من الكونغرس من الحزبين وقادة أعمال من الشركات الخمسمائة الكبرى بحسب تقييم وتصنيف مجلة «فورتشن»، ترى نفسها في أهم معركة وجودية أخلافية تحرص على فتح جبهات ضد اليسار المتطرف في دول مختلفة حول العالم، وما حصل في أوغندا شجّع دولاً أفريقية أخرى في السير بالاتجاه نفسه، مثل كينيا وتنزانيا والكونغو وارتفاع أصوات محافظة جداً في أوروبا نفسها، مثل المجر وإيطاليا وإسبانيا مؤخراً.

هناك عدد غير بسيط من دول العالم الثالث تعدّ أجندة اليسار المتطرف، وخصوصاً فيما يتعلق بموضوع الشواذ جنسياً وفرض هذا الأمر بالإجبار على قطاعات المجتمع كافة، بما في ذلك شريحة الأطفال، دون حرية الرفض أو خيار الامتناع، نوعاً من أنواع الاستعمار الجديد لا يختلف عن الاستعمار السياسي الذي سلب الهوية أو الاستعمار الاقتصادي الذي نهب الثروات، وما يحصل الآن هو استعمار أخلاقي لوأد الفضيلة، وهي مسألة تقتضي المواجهة والدفاع وعدم الاستسلام والانصياع لذلك الأمر الخطير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوغندا معركة وأد الفضيلة أوغندا معركة وأد الفضيلة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib