تغييرات في تفاصيل المشهد
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

تغييرات في تفاصيل المشهد

المغرب اليوم -

تغييرات في تفاصيل المشهد

حسين شبكشي
بقلم - حسين شبكشي

يقول الفيلسوف الصيني الشهير لاوتسيه، إن «تراكم التفاصيل الصغيرة يبني الحدث الكبير»، ولذلك ليس مستغرباً ضرورة الاهتمام والانتباه والالتفات إلى التفاصيل الصغيرة وعدم الاستهتار بها. وأمام أعيننا تحصل هذه الأيام مجموعة غير بسيطة من التفاصيل الصغيرة (غير المرتبطة ببعضها حتى الآن)، لكنها تستحق التوقف عندها والتأمل.

رئيس أميركي منتخب جديد يشكل وجوه إدارته القادمة بأسماء غير تقليدية، أهم صفاتها هي الولاء المطلق لدونالد ترمب وانحياز هائل لإسرائيل. أسماء صادمة في مؤهلاتها وكفاءاتها وخلفياتها صدمت إدارات الأجهزة الحكومية المختلفة المعنية والحلفاء والأصدقاء قبل الخصوم والأعداء.

ألمانيا، قلب أوروبا وعماد القارة العجوز الصناعي، تعاني اقتصادياً مرَّ المعاناة، فها هي عملاق صناعة السيارات شركة «فولكس فاغن» تئن وتنزف وتضطر إلى تسريح الآلاف من الموظفين والعمال وإغلاق بعض مصانعها، بسبب تداعي وتراجع أحجام البيع وهي في ورطة شديدة بسبب عدم قدرتها على خفض تكاليف الإنتاج، بسبب إجبارها على شراء الواردات من شركات محلية لم تعد قادرة على المنافسة سعرياً وتجبرها على الاستمرار في ذلك حكومة المقاطعة التي تمتلك 20 في المائة من أسهم «فولكس فاغن»، بالإضافة إلى قيود مكبلة فرضتها نقابات عمال مصانع السيارات عليها تصعب من مهمة تخفيض التكاليف. وما ينطبق على «فولكس فاغن» ينسحب أيضاً على شركات عملاقة ومهمة أخرى مثل «دايملر بنز» صاحبة علامة «مرسيدس» الشهيرة هي الأخرى تئن وتتألم وانخفضت معدلات البيع إلى مستويات مقلقة تراقبها من كثب وباهتمام بالغ شركة «جيلي» الصينية للسيارات، وهي أكبر مساهم فيها، تنتهز الفرصة للدخول منقذاً وضخ مزيد من الأموال لرفع حصتها في الشركة. ولا يقتصر الوضع السلبي على قطاع السيارات فحسب، ولكن يطول قطاعات أخرى أيضاً مثل القطاع المصرفي الذي شهد على محاولة استحواذ من قبل البنك الإيطالي «يوني كريدت» بحق البنك الألماني الكبير «كوميرز بنك»، وكان ذلك بمثابة الصدمة المؤلمة للاقتصاد الألماني برمته. مع عدم إغفال رمزية خسارة شركة «أديداس» الألمانية العملاقة حقوق ارتداء الزي الرسمي للمنتخب الألماني لكرة القدم لأول مرة في التاريخ لصالح شركة «نايكي» الأميركية ومنافستها اللدودة، مما اعتبر أشبه بالصفعة القوية.

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيان إن الظروف الاقتصادية لبلده «غير مرضية» بعد خفض التوقعات الرسمية من نمو نسبته 0.3 في المائة إلى انكماش بنسبة 0.2 في المائة، ويأتي ذلك في أعقاب انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3 في المائة في العام الماضي، مما يعني أن ألمانيا تواجه أول ركود لمدة عامين منذ أكثر من 20 عاماً. وإذا كان هذا وضع ألمانيا أكبر اقتصاد مؤثر على سائر القارة الأوروبية فتخيل وضع باقي دول أوروبا والأثر المنتظر عليهم.

في الشرق الأوسط تتواصل حرب الإبادة الإسرائيلية الممنهجة بحق الفلسطينيين في غزة، بالإضافة إلى الاعتداءات المستمرة ضد لبنان وسقوط العشرات من القتلى بشكل يومي جراء العدوان الإسرائيلي، في خضم كل ذلك أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بسبب اتهامهما بارتكاب جرائم حرب. ومنذ صدور مذكرة الاعتقال، قام نتنياهو بسلسلة من الاعتداءات الهائلة بحق غزة ولبنان أدَّت إلى مجازر جديدة مرسلاً رسالة واضحة بأنه ليس مهتماً على الإطلاق بوقف إطلاق النار في لبنان أو صفقة إطلاق رهائن في غزة.

الصين استغلت حالة التيه التي تمر بها حالياً إدارة بايدن بسبب قرب انتهاء ولايته وخسارة نائبته أمام دونالد ترمب، وعززت من حضورها المهم في قارة أميركا الجنوبية تماماً كما فعلت من قبل في القارة الأفريقية لتوسيع رقعة نفوذها الاقتصادي تحسباً لموجة من الرسوم التي سيعلنها دونالد ترمب ضد الصين، بعد وصوله إلى سدة الحكم، ممَّا يعني أن الحرب الباردة بين الصين والولايات المتحدة ستتحول إلى حرب اقتصادية ساخنة جداً.

وطبعاً لا يمكن إغفال السخونة المزدادة مؤخراً في الحرب الروسية - الأوكرانية باستخدام أوكرانيا صواريخَ أميركية متطورة جداً لضرب العمق الروسي بها، في سابقة خطيرة للغاية تحصل لأول مرة، وكذلك وجود آلاف من الجنود القادمين من كوريا الشمالية لمشاركة الروس عسكرياً في الحرب، وكذلك تغيير العقيدة النووية الروسية وإطلاق صاروخ باليستي روسي جديد وخطير جداً. كل ذلك يشي بأنَّ الحرب جاهزة لأن تصبح حرباً عالمية ثالثة ومدمرة في غمضة عين.

كل هذه النقاط غير المترابطة هي تفاصيل صغيرة تسهم بالتدريج في تشكيل مشهد جديد ومهم، مشهد يصفه علماء السياسة بأنَّه «العاصفة النموذجية» التي تتكون فيها وبنجاح كل العناصر. هذا تحديداً ما ستواجهه إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب المثيرة للجدل بعد أقل من شهرين، وهي مسألة تجعل الناس تضع يدها على قلوبها، وهي تراقب تطور الأحداث وربط النقاط بعضها ببعض حتى تكتمل الصورة مشكّلة المشهد الكبير الجديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغييرات في تفاصيل المشهد تغييرات في تفاصيل المشهد



GMT 19:50 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 19:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 19:46 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 19:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 19:39 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 19:33 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 19:30 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib