ألتراس الإعلام
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

ألتراس الإعلام!

المغرب اليوم -

ألتراس الإعلام

حسين شبكشي
حسين شبكشي

لا أعلم بالتحديد متى تم استحداث كلمة «إعلامي» لتوصيف العاملين في مجال الصحافة، فهذه الكلمة تحديداً لا يوجد مقابل لها باللغات العالمية الأخرى. ومنذ عقود من الزمن تم شيطنة هذه الكلمة تماماً، وأصبح من المعتاد وغير المفاجئ الاستماع إلى خطب الجمعة وهي تتضمن الدعاء على «الإعلاميين» باعتبارهم من «أعداء الدين» الذين ضل سعيهم في الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

ومع كثرة ضخ الأموال في القطاعات الإعلامية الصحافية والإذاعية والفضائية التلفزيونية من رجال الأعمال أو الحكومات أو الأحزاب المتضاربة، أصبحت هذه البيئة تربة خصبة لجذب شريحة عريضة من الدخلاء على المجال المهني المحترف للإعلام الصحافي؛ شريحة هي الأقرب منها لرابطة مشجعي ألتراس الدرجة الثالثة لمباريات كرة القدم، وتحديداً برئيس رابطة المشجعين فيهم، الذي يحضر المباراة، وهو يشجع الفريق طوال فترة المباراة مديراً ظهره للملعب، غير مدرك لمجريات اللعب ولا ملم بنتيجة المباراة، ولكن لديه اعتقاداً كاملاً بأنه طالما كان صوته الأعلى وصخبه الأكثر وضجيجه الأعنف ستكون له الغلبة، بغض النظر عن نتيجة المباراة نفسها، معتقداً في صميم ذاته أن النتيجة غير مهمة مقارنة بالنية والحضور المشرف والسند الموجود الدائم. هذه الشريحة بحاجة دوماً للحصول على شرعية حضورها على الشاشات وخلف الميكروفونات، فيصبح بالتالي غير كافٍ الاكتفاء بوصف إعلامي، فيتم إضافة توصيف فاخر مثل «الخبير الاستراتيجي» أو «متخصص في شؤون العولمة» أو «عالم سياسي اقتصادي».

أذكر حادثة طريفة حصلت بأحد أهم البرامج الحوارية الصباحية في أهم المحطات الفضائية اللبنانية، عندما غاب الضيف الرئيسي للبرنامج، واضطروا على ما يبدو أن يستعين فريق الإعداد «بأي شخص يستطيع الحضور بسرعة إلى المحطة»، وتم تقديم الشخص المجهول بعبارات فخمة جداً لإظهار خبرته وعلمه وبالتالي تشويق المشاهدين لما سوف يقوله لهم، وبعدها سألته مقدمة البرنامج سؤالاً فلسفياً عميقاً قالت له فيه: «ماذا تعتقد برأيك الأسباب الحقيقية التي أدت إلى حدوث انشراخات بجدار الثقة بين الزعماء والساسة وسائر المجتمع في لبنان؟»، فصمت الضيف قليلاً وأغمض عينيه وتنهد قليلاً ثم ابتسم وأشاح بيديه وقال بدهشة: «ولو؟.. ما مبين!». ولم يزد على ذلك حرفاً واحداً.

الإعلام لا يصنع سياسة، ولا ينمي اقتصاداً. هذه من الحقائق التي لا بد من تيقنها جيداً حتى يبقى سقف التوقعات «غير آيل للسقوط». لعل أشهر من تسبب في الضرر لسمعة قطاع الإعلام كان جوزيف غوبلز وزير الدعاية في حقبة نازية هتلر بألمانيا. فإليه يرجع الفضل في إرساء مفهوم التدوير الخبري وإعادة صياغة المعلومة لإخراجها مع ما يناسب الاحتياج السياسي العام. وتم تطوير هذا المفهوم حول العالم بشكل مؤسساتي، وخصوصاً مع تطوير الأدوات التقنية التي مكنتهم أكثر لتحقيق ذلك بفعالية أكبر وصولاً إلى مرحلة الأخبار الزائفة، التي انفجرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل موتور، وهي المسألة التي جعلت عملاق الأدب والفلسفة الإيطالي الكبير أومبيرتو إيكو يقول عن هذه الظاهرة: «التواصل الاجتماعي يعطي أسراباً من الأغبياء الحق في الكلام، ليصبح رأيهم في أي موضوع كرأي من فاز بجائزة نوبل في تخصص الموضوع المقترح. إنه غزو الأغبياء». وهذا المناخ المسموم هو الذي جرّأ مستشارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، كيلي آن كونواي، وهي تعلق على خبر في إحدى مقابلاتها التلفزيونية عندما ووجهت بسؤال محرج، فقالت: «هناك حقائق بديلة!» لتفتح على نفسها أرتالاًمن الانتقادات، بعد أن أتت ببدعة لم يسبقها إليها أحد، فالحقائق واحدة، ولا يمكن أن يكون هناك «بديل» لها. إلا طبعاً لو جاءت على لسان خبير استراتيجي أو متخصص عولمة.

هناك مشهد عبقري في فيلم «حادثة النصف متر»، يختصر المفهوم المنشود، يظهر فيه محمود ياسين في سيارته، وبصحبته نيللي، أمام أهرامات الجيزة، وفجأة يظهر الحارس توفيق الدقن وهو يحمل مصباحاً قديماً ليقول لهما بصوته الخشن وابتسامته الساخرة: «أهلاً!»، فيجيبه محمود ياسين مرتبكاً: «أهلاً. أنا كنت بوريها الأهرامات بتاعت خوفو وخفرع ومنقرع. أنت تعرف منقرع؟»... ردّ توفيق الدقن بضحكة: «لا والله... أنا أعرف من دفع»!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألتراس الإعلام ألتراس الإعلام



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib