روى موسى عن السيستاني وقال الراعي
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

روى موسى عن السيستاني... وقال الراعي!

المغرب اليوم -

روى موسى عن السيستاني وقال الراعي

حسين شبكشي
حسين شبكشي

روى عمرو موسى في كتاب مذكراته عن سنواته العشر أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، ما لا بد أن نضعه أمام أعيننا كلما كان علينا أن نتطلع كعرب نحو العراق!كان موسى في زيارة إلى بلاد الرافدين عام 2005، وكان على رأس جدول أعمال الزيارة أن يلتقي المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني حيث يقيم في مدينة النجف العراقية. وحين انتهت مراسم اللقاء الرسمي بينهما طلب المرجع الشيعي العراقي أن يلتقيا دقائق على انفراد، فكان من الطبيعي أن يغادر القاعة أعضاء الوفد الذي يرافق الأمين العام للجامعة، وأن تخلو قاعة اللقاء إلا منهما!

وما إن خلت القاعة حتى سارع السيستاني يقول: يا سيادة الأمين العام، يا أخي العزيز عمرو موسى، سأقول لك شيئاً أريد أن تتذكره: لا تُلقوا بالعراق في أحضان إيران!

شدّتني العبارة ذات الكلمات الخمس التي قالها الرجل، وأحسست بأننا مدينون باعتذار لصاحبها مرتين: مرة لأننا كثيراً ما ننسى في زحمة الأحداث ما راح هو يوصي به الأمين العام للجامعة العربية قبل 15 عاماً، ومرة لأننا نخطئ كثيراً أيضاً عندما نشير إلى صاحب العبارة فنقول عنه في كل مرة إنه الزعيم الشيعي فلان، من دون أن ننتبه إلى أن هذا التصنيف له أو التعريف به ليس مناسباً ولا معبراً عن واقع الحال!

نخطئ كثيراً حين نقول عنه هذا، ويجب ألا نعود إلى هذا الخطأ في المستقبل، وإذا عدنا كما عدت أنا قبل قليل فعلينا أن نتدارك الخطأ على الفور، وأن يظل المسمى الأنسب لمثل هذا الرجل أنه المرجع العراقي الأعلى، لا المرجع الشيعي الأعلى بأي حال. علينا أن نفعل هذا باستمرار ليس أبداً عن رغبة في التقليل من شيعيته التي ليست سراً بالطبع، ولكن لأنه هو نفسه يقدم عراقيته في كل سلوك له على شيعيته، ويبرهن في كل مرة يتكلم خلالها في الشأن العام على أن الأمر إذا كان أمر انتماء وولاء، فالوطن يتقدم عنده على طول الخط وعرضه ليتأخر كل ما سواه إلى مرتبة تالية!

قال السيستاني هذا المعنى في كل مناسبة ولا يزال يقوله ويؤكده، ولا يجد أمامه أي مناسبة جديدة إلا ويكرره فيها من جديد، لعل المعنى يتحول من كلام إلى فعل في حياتنا. ومن جانبه فإنه كان ولا يزال أول الذين يترجمون قناعاته في هذا الموضوع إلى خطوات يقطعها على الأرض، وأول الذين يمارسون ذلك في بساطة، وفي ثقة، وبلا ادعاء ولا استعراض!
وربما كان هذا هو السبب الذي جعل البابا فرنسيس يحرص خلال زيارته للعراق في الرابع من هذا الشهر، على أن تتضمن جولته في أرض بابل لقاءً مع العراقي علي السيستاني قبل أن يكون الشيعي علي السيستاني. وعندما التقيا في النجف جنوب البلاد، فإنه كان لقاءً نادراً بين صوتين من أقوى الأصوات المعتدلة في المنطقة وفي العالم، وكان لقاءً يدعو إلى تغليب الاعتدال الذي لا نجاة للمنطقة ولا للعالم إلا بأن يسود ويستقر في عقول الناس، وإلا بأن ينتقل من مستوى الرجلين إلى مستوى باقي خلق الله!

صوت مثل صوت السيستاني لا بد أن يعلو في العراق، ونبرة مثل نبرته لا بديل عن أن تكون هي الرائجة في كل موقف، ووصية مثل وصيته لعمرو موسى لا مفر من أن تكون حاضرة في ذهن كل سياسي عربي إذا ما راح يتطلع نحو بغداد!

مرات كثيرة كان هذا المرجع الديني الكبير يوجه حديثه إلى طهران، فكان لا يجد أي حرج في أن يلفت انتباه حكومة المرشد خامنئي فيها إلى أن العراق إذا كان على جوار مباشر مع إيران، فإن هذا الجوار لا يبرر اعتداءً إيرانياً على السيادة العراقية، ولا يبرر تغولاً في شؤون البلد الداخلية من دون وجه حق، ولا يبرر قفزاً من فوق الحدود الفاصلة بينهما بلا استئذان!
ولأن الإيرانيين يعرفون قدره، ويدركون حجم مكانته في بلاده، فإنهم يتلقون نصيحته في كل المرات بصمت، ولا يجربون الدخول معه في حوار ولا في فصال، لأنهم على يقين أنه يقف على أرضية أقوى... ولماذا لا تكون أقوى وهي أرضية وطنية في الأساس؟!

وما يدعو إلى التفاؤل بعض الشيء أن السيستاني قد وجد صوتاً يماثل صوته هذه الأيام في المنطقة، ولم يعد صوتاً يغرّد وحده في اتجاه تقديم الوطن على ما عداه، وفي اتجاه التمسك بالوطنية كقيمة جامعة بين أبناء البلد الواحد، وفي اتجاه حصار واجب لدعوات سارحة لا تقيم للأوطان في منطقتنا وزناً ولا اعتباراً!

هذا الصوت المماثل هو صوت البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي يقف في كل صباح لافتاً نظر الجميع بأعلى صوت إلى أن لبنان يستحق ما هو أفضل، وأن هذا الأفضل لن يكون ممكناً ولا متاحاً إلا إذا علا لبنان فوق أطماع طبقة الساسة فيه!

وقف البطريرك في عظة الأحد 14 من هذا الشهر يقول: الجيش هو القوة الشرعية المنوط بها الدفاع عن لبنان، فلا يجوز تشريع أو تغطية وجود أي سلاح غير شرعي إلى جانب سلاحه!
ويوم خرج البطريرك نفسه في مناسبة سابقة ليقول إن لبنان في أشد الحاجة إلى مؤتمر دولي يتفق اللبنانيون تحت مظلته، ما داموا قد عجزوا عن التفاهم بعضهم مع بعض في غير وجود مثل هذه المظلة، فإنه قد هوجم بما يكفي وبما لا يليق مع رجل يعرض ما يعرضه، وصار الرجل كأنه هو المخطئ، ثم كأن الذين يهينون لبنان في كل يوم هم أهل الصواب!
لا يريد الراعي شيئاً لنفسه في بكركي حيث يقيم، ولا يطمح لموقع ولا منصب من وراء دعوته، ولا يطمع في جاه ولا في مال، ولا يتطلع إلى كرسي في القصر، ولكنه يطمح لما هو أعلى من الموقع وأسمى من المنصب، شأنه شأن كل لبناني يرى بلد الأرز يواجه خطر الزوال، على حد تعبير وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، فيتألم، وشأنه شأن كل لبناني يسمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يقول إن الطبقة السياسية في لبنان لا تستحق بلادها، فيحزن ويأسى. يطمع البطريرك فيما يعيد لبنان الذي عشنا نعرفه بلداً لكل أهله بغير تمييز، والمؤكد أن مثل هذا الطموح إنما يتحرى صالح البلد لا الشخص أياً كان موقع الشخص، ويؤسس بصدق للوطن الباقي، ولا يعمل للفرد الزائل أياً كان حجم هذا الفرد!

وما يدعو إليه البطريرك لا يختلف عن الدعوة التي تبناها القرار 1559 الصادر عن الأمم المتحدة من قبل، وهو قرار لا يعترف في البلد إلا بسلاح واحد هو سلاح الجيش، فلا ينافسه سلاح آخر حتى لو كان هذا السلاح هو سلاح «حزب الله»، ولكن الدعوة هذه المرة صادرة عن رجل لبناني لا مجال للشك في وطنيته، وليست قادمة عبر الحدود بقرار دولي من جهة خارجية!
صوت السيستاني لا بد أن يكون مسموعاً، ليس في العراق وحده ولكن في أرجاء المنطقة وأركانها، وكذلك صوت البطريرك في بيروت، فكلاهما لا تنقصه الشجاعة في التعبير عمّا يجب أن يقال في العلن للناس، ولكن الأهم أنهما لا ينقصهما الاعتدال الذي يبدو كأنه بضاعة تواجه شحاً في الأسواق، أو كأنه طوق نجاه تتشوق المنطقة للإمساك به من أي طريق تصل منه إليه!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روى موسى عن السيستاني وقال الراعي روى موسى عن السيستاني وقال الراعي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib