معركة الصورة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

معركة الصورة!

المغرب اليوم -

معركة الصورة

حسين شبكشي
حسين شبكشي

هناك صورة أيقونية تحولت مع الوقت إلى رمز وشعار النصر بالنسبة للحلفاء المشاركين في الحرب العالمية الثانية في مواجهة الجيش الألماني بقيادة الزعيم النازي أدولف هتلر، وهذه الصورة هي لمجموعة من الجنود الأميركيين والبريطانيين وهم يرفعون علمي بلادهم على شاطئ مدينة نورماندي الفرنسية بعد الإنزال العسكري الهائل عليها إيذاناً ببدء عمليات تحرير الأراضي المحتلة من قِبل النازيين.

أصبحت هذه الصورة تتناقلها وكالات الأنباء الصحافية بكثافة مهولة، واحتلت صدر الصفحات الأولى من الصحف وأغلفة المجلات حول العالم أجمع، وتحولت لاحقاً إلى صورة تشكل وثيقة تاريخية لهذه اللحظة الفارقة، مع العلم أن الذي تمكن من إلحاق الهزيمة الساحقة بالجيش النازي كان القوات السوفياتية وشتاء المنطقة القارس، ولكن جوزيف ستالين والاتحاد السوفياتي لم تكن لديهما آلة علاقات عامة قوية ومؤثرة تروج لنفسها بأي «صورة» ترسخ دورها وانتصارها على النازية وسحقها عسكرياً.

لقد كانت هذه بداية صنع التاريخ وتوثيقه ومنهجة الرأي العام بتأثير الصورة. وهناك أكثر من صورة صنعت الحدث وكونت ذهنية الرأي العام، من ضمنها مشهد الفتاة الفيتنامية المراهقة كيم فوك وهي تركض عارية مذعورة وباكية في أحد الشوارع هرباً من قذائف النابالم، وهناك صورة الطائرة العمودية فوق مقر السفارة الأميركية بفيتنام عام 1975، وهي تقل مجموعة من الراغبين في الفرار، ولكن الأعداد التي لم تتمكن من اللحاق بركاب الطائرة كانت ملامحهم المليئة بالصدمة والذعر تغني عن أي تعليق مطلوب، لتصبح الصورتان التاريخ المختصر والمفجع لحرب الولايات المتحدة في فيتنام.

وهناك الصورة الأيقونة الأخرى للشاب الصيني الذي يحمل أغراضه بين يديه في مواجهة دبابة صينية عملاقة في مواجهة ميدان ـ في الاحتجاجات المعروفة وقتها خلال التسعينات الميلادية من القرن الماضي. وهناك صورة تحطيم التمثال الضخم للرئيس العراقي صدام حسين في أحد الميادين العامة بالعاصمة العراقية بغداد، وذلك بعد الغزو الأميركي للعراق، لتصبح هذه الصورة ومع تكرارها المستمر تختصر وبشكل مدهش المشهد الأميركي في العراق. هذه الأيام يشاهد العالم وبشكل متكرر ومتواصل صورتين أساسيتين للمشهد الأفغاني بين انسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وتسلم مقاتلي حركة «طالبان». ويبدو هذه المرة أن الولايات المتحدة قد خسرت حرب الصورة التاريخية، وأصبحت بحاجة ماسة لكبار وجهابذة خبراء العلاقات العامة الدولية لإعادة صياغة السردية السلبية التي وقعت فيها القوات الأميركية. صورة الطائرة المدنية المغادرة للمطار والأفغان يتعلقون في بوابتها، وهناك الصورة الأخرى التي لا تقل فداحة ولا جدية عن سابقتها وهي المتعلقة بصورة طائرة الشحن العسكرية الأميركية والعشرات من الأفغان، وهم يتعلقون بها وهي تقلع إلى السماء استعداداً للمغادرة والرحيل. انتقلت هاتان الصورتان بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصاته الإعلامية المختلفة؛ مشكلتين رأياً بحق السياسات الأميركية العسكرية في أفغانستان، ما اضطر الرئيس بايدن لمخاطبة الشعب الأميركي لأكثر من خمس مرات خلال أسبوع.

المشكلة كانت بحسب أحد المحللين كانت في التشطيب أو الـfinishing، فالتصريحات الأميركية كانت ومعروفة، ولكن لم يتوقع أحد أن يخرج المشهد الأخير بهذا الشكل الذي رآه الكل.
صناعة الرأي وحرب العلاقات العامة الشعبية تحسمها المشاهد التي تلعب على العواطف والمشاعر، وهي دائماً بحاجة لصورة تدعمها، لأن الصورة كما قيل منذ القدم تغني عن ألف تعليق..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة الصورة معركة الصورة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib