العالم بين أثري الفراشة والدب
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

العالم بين أثري الفراشة والدب!

المغرب اليوم -

العالم بين أثري الفراشة والدب

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

هناك مقولة معروفة في رصد وتحليل الأحداث السياسية والاقتصادية تسمى بأثر الفراشة، مفادها بأن حراك فراشة ما، في البرازيل على سبيل المثال، لجناحيها بسرعة وقوة استثنائية سيتسبب بعد فترة من الوقت، ونتيجة حراك تراكمي في معطيات أخرى، في إعصار يضرب السواحل اليابانية. النار عادة ما تكون من مستصغر الشرر، كما قيل في المثل القديم المعروف. ولعل ما يحصل الآن يؤكد تماماً أننا نعيش في عالم متشابك ومعقد يشعر وبشكل متواصل ومستمر بمعنى أثر الفراشة.
ولكن يبدو أننا الآن نعيش حقبة أثر الدب، أو لنكون أكثر تحديداً أثر الدب الروسي، فقرار الحرب الروسية على أوكرانيا أربك العالم وخلط الأوراق السياسية والاقتصادية فيه. فروسيا ذلك البلد الأكبر من ناحية المساحة الجغرافية، والبلد النووي، والعضو الدائم في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، وعضو مجموعة دول العشرين، وإحدى أهم الدول المنتجة للنفط والغاز والمصدر الأول والأساسي للطاقة للقارة الأوروبية، وإحدى أهم الدول المنتجة والمصدرة للقمح.
وعندما نتمعن في تلك المكانة لروسيا نستطيع أن نبدأ في استيعاب تدريجياً استمرار ارتفاع أسعار الغاز والنفط في الأسواق العالمية، مع الخوف من تأثير إصرار الروس على تسعير غازهم ونفطهم بعملتهم الوطنية الروبل الروسي. وهي مسألة غير تقليدية تسببت في ارتباك قانوني ومالي هائل للدول المضطرة إلى القيام بذلك. ويتضح الأمر مع مرور الوقت أن الآثار الاقتصادية الأكثر إيلاماً للحرب الروسية على أوكرانيا لم يشهدها العالم بعد، وأننا الآن بدأنا ندخل مرحلة الجد. فالقمح وصل مع كتابة هذه السطور إلى مستويات سعرية عالية وقياسية غير مسبوقة، وذلك بعد إعلان الهند عن إيقاف تصديرها للقمح بشكل فوري، والتركيز على تلبية الطلب المحلي حصرياً.
خلط الأوراق طال أيضاً المشهد السياسي الأوروبي، الذي شهد طلب كل من فنلندا والسويد، الدولتين الأوروبيتين اللتين تحدان روسيا شمالاً، الانضمام إلى حلف الأطلسي، بعد أن شاهدا نتاج حرب روسيا على أوكرانيا، وهي مسألة أثارت الغضب الروسي، وسحبت إمداد فنلندا بالكهرباء فوراً.
وهذا التطور ضاعف حالة القلق في القارة الأوروبية، وأكد حالة التردد الاقتصادي الذي تمر به، أما التضخم في أميركا فآثاره باتت واضحة، وهي ارتفاع مهول في أسعار السلع والخدمات، رداءة نوعية المعينين حديثاً في الوظائف بعد انقطاع من العمال والموظفين، بسبب عدم توفير التدريب المطلوب لهم، وذلك حرصاً على توفير المصاريف، مما أدى إلى تدهور في نوعية ومستوى الخدمة المقدمة. وهناك ارتفاع نوعي مهم، ولا يمكن إغفاله ولا التقليل من أهميته، في معدلات الجريمة بمختلف أنواعها، والوضع الاقتصادي المتضرر في الصين بسبب سياسات إغلاق متشددة لمكافحة انتشار جائحة «كوفيد - 19» أدى إلى ألا يتم بيع أي سيارة في مدينة شانغهاي الشهر الماضي لأول مرة، منذ اعتماد الصين سياسات السوق المفتوحة.
كل ذلك يشير وبوضوح شديد جداً إلى أننا بصدد دخول أزمة اقتصادية حادة، سببها باختصار عدم توفر الطلب بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني، وندرة العرض بسبب تأخر في التوريد والإنتاج أو الامتناع عن التصدير.
الخوف والقلق يسيطران على المشهد الاقتصادي، وهذا يفسر موجات البيع المهولة للأسهم والعملات الرقمية، التي خسفت بقيمتها بشكل مذهل رغبة في المستثمر في البقاء على العملات النقدية، رغم تدهور قيمتها الشرائية مع ارتفاع معدلات التضخم.
وأعتقد أن الوضع الحرج والمعقد الذي يعيشه محافظو البنوك المركزية حول العالم، حينما يسألون عن الاقتصاد وهم يواجهون التضخم أشبه بسؤال رجل منهمك في إطفاء حريق كبير، والطلب منه أن يكتب كلمة يصف فيها الحريق.
الاستهتار بالآثار الاقتصادية المتوقعة نتاج حرب روسيا على أوكرانيا، هو أشبه بمن يكره الزلازل والبراكين، ولكن كراهيته هذه لن تمنع حدوثهما.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم بين أثري الفراشة والدب العالم بين أثري الفراشة والدب



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib