الممر الاقتصادي جزء من الصراع الصيني الأمريكي
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الممر الاقتصادي.. جزء من الصراع الصيني الأمريكي

المغرب اليوم -

الممر الاقتصادي جزء من الصراع الصيني الأمريكي

عماد الدين حسين
بقلم : عماد الدين حسين

من المستفيد ومن المتضرر من الممر أو المشروع الاقتصادى الدولى الكبير من الهند إلى أوروبا عبر الخليج العربى والذى تم الإعلان عنه على هامش قمة العشرين التى انعقدت فى نيودلهى فى الأسبوع الماضى؟!
قد لا تكون هناك إجابة شافية، ومن البديهى أن تستفيد الدول التى سيمر بها الممر والعكس صحيح. وبالطبع فإن ذلك كله متوقف على أن يتم تنفيذ المشروع الجديد على أرض الواقع، ولا يظل حبرا على ورق شأن مشاريع كثيرة مماثلة تم الإعلان عنها من قبل.
نظريا فإن المتضرر الرئيسى من هذا المشروع سيكون الصين، إذا تم تنفيذ المشروع فعلا.
نعلم جميعا أن الولايات المتحدة هى الراعى الرسمى للممر الاقتصادى الجديد. ونعلم أن الرئيس الأمريكى جو بايدن هو من أعلن عن هذا المشروع العملاق فى نيودلهى بحضور العديد من قادة الدول خصوصا رئيس الوزراء الهندى ناريندا مودى وولى عهد السعودية محمد بن سلمان ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. ولكن لماذا أمريكا متحمسة لهذا المشروع؟
لأنه ــ حال تنفيذه ــ سيكون المنافس الأساسى للمشروع الصينى الضخم الذى تم إطلاقه منذ سنوات تحت عنوان «الحزام والطريق»، وكان أكثر اتساعا وشمولا لدول مختلفة فى قارات مختلفة، وتم الشروع فى تنفيذه بصورة جزئية.
نجاح «الحزام والطريق» الصينى يعنى تمهيد الطريق لمزيد من التقدم الاقتصادى الصينى فى الصراع المحتدم على قيادة العالم اقتصاديا فى السنوات القليلة المقبلة.
واشنطن ومنذ سنوات، خصوصا منذ وصول دونالد ترامب للسلطة عام ٢٠١٧. بدأت سياسة واضحة لتأخير التقدم الصينى بكل الطرق، ورأينا الإدارة الأمريكية تفرض العديد من الرسوم الجمركية على السلع الصينية. ثم بدأت إغراء الشركات الأمريكية والأجنبية بمغادرة السوق الصينية والاستثمار فى أسواق أخرى.
ورأيناها تحارب الشركات الصينية بطرق مختلفة، والنموذج الأبرز على ذلك ما حدث مع شركة هواوى، من أول القبض على مسئولة بارزة فيها خلال توقفها فى الأراضى الكندية، نهاية بالضغط على دول كثيرة لعدم الاعتماد على التكنولوجيا الصينية خصوصا من شركات هواوى فيما يتعلق بتكنولوجيا الجيل الخامس. ثم تطور الأمر لمحاولة منع الصين من الحصول على مواد ومستلزمات ومعدات تكنولوجيا متطورة من أمريكا أو الغرب.
ومن يتابع الصراع الأمريكى الصينى سيكتشف أنه انتقل إلى مجالات مختلفة، ومنها مثلا التصعيد ومحاولة محاصرة الصين عبر دول مختلفة خصوصا اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وأستراليا، وكذلك تكوين تحالفات عسكرية تصب فى نفس الاتجاه.
رأينا واشنطن تضغط على الصين فى ملف تايوان وترسل العديد من المسئولين الأمريكيين إلى هناك وكان أبرزهم رئيسة الكونجرس السابقة نانسى بيلوسى. ثم تطور الأمر بالإعلان عن استعداد واشنطن لتزويد تايوان بأسلحة متقدمة.
من الواضح أن الولايات المتحدة تسعى بكل الطرق لإغراق الصين فى مشاكل متنوعة، وفى كل المجالات إن أمكن. وبالتالى فإنه لا يمكن فهم تحرك الإدارة الأمريكية الأخيرة بشأن المشروع الجديد إلا فى إطار هذه الرؤية.
وبجانب ذلك فإن الإدارة الأمريكية والعديد من الحكومات الغربية توجه انتقادات لاذعة لمبادرات التمويل الصينية. وقبل أيام قالت صحيفة الفايننشال تايمز إن «الحزام والطريق» الصينية غامضة وتجبر الدول الفقيرة على الوقوع فى فخ الديون.
لكن أصحاب هذا الاتهام لا يردون على اتهام مماثل يقول إن قروض مؤسسات التمويل الغربية تقود إلى نفس الغرض، بل وأحيانا تكون مصحوبة بشروط سياسية قاسية.
فى نفس هذا الاتجاه فإن مايكل كوجلمان مدير معهد جنوب آسيا فى مركز ويلسون الأمريكى يقول إن تنفيذ اتفاق الممر الجديد سيغير قواعد اللعبة، وسيعيد تشكيل خريطة التجارة بين الشرق والغرب من جديد.
وهناك من يرى أن أمريكا تسعى لإعادة تركيز الاهتمام على المنطقة لطمأنة الشركاء والحفاظ على نفوذها، خصوصا أن إعلاناتها الكثيرة المتكررة من قبل بأنها تنوى مغادرة المنطقة والتركيز على جنوب شرق آسيا ثبت أنه كان خيارا خاطئا، وأعطى الفرصة للصين كى تتمدد فى المنطقة.
من حق أمريكا أو الصين بطبيعة الحال أن تسعيا إلى تعظيم مكاسبهما ومصالحهما. ولا يمكن أن نلوم أى دولة تشارك فى هذا المشروع طالما أنها تعتقد أنه سيحقق مصالحها.
لكن نعود ونكرر السؤال: ما هى الفرص العملية لتطبيق المشروع على أرض الواقع، وهل هو ذو جدوى اقتصادية فعلا والأهم بالنسبة لنا: ما هو تأثير هذا المشروع على قناة السويس ودور مصر فى المنطقة وهل نحن المقصودون أم الصين وإيران فقط؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الممر الاقتصادي جزء من الصراع الصيني الأمريكي الممر الاقتصادي جزء من الصراع الصيني الأمريكي



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib